NORTH PULSE NETWORK NPN

السعودية تشارك الأسد في تجارة المخدرات ولا تحاربه!

نورث بالس

بشار الأسد يرفع راية النصر من المدينة السعودية جدة، هذا العنوان يختصر ما ينتشر حاليًا في الصحف الغربية والعربية حول قمة جامعة الدول العربية، حيث وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى السعودية لحضور القمة العربية بعد غياب استمر لاثني عشر عاماً، باعتراض دولة واحدة فقط، وهي قطر، التي فضلت عدم الوقوف في وجه الاجماع العربي على إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية لحكومة دمشق.

حضورٌ تأجل عدة مرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية نتيجة رفض بعض الدول العربية. ولكن اليوم وبدعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، يشارك الأسد في القمة العربية في مدينة جدة، بعد سنوات عجاف من الأزمات والحروب التي أطاحت بحكومات دولٍ عربية عدة، وعودته هذه اعتبرها العديد انتصارًا يحجب ما اقترفته يداه من طغيان وقتل وتخريب على مدار سنوات الأزمة.

ولكن فجّرت إحدى الصحف الغربية مقالًا فريدًا من نوعه، تحدث عن موافقة الرياض على عودة الأسد للحضن العربي مقابل إشراكها في عمليات الاتجار الغير مشروع للمخدرات، التي يمتهنها نظام الأسد بتصديره حبوب الكبتاغون المخدرة إلى مناطق عديدة من العالم.

حيث تحدثت صحيفة “دايلي ميرور” البريطانية في تقرير مقتضب عن أن السبب في اندفاع المملكة العربية السعودية لتطبيع العلاقات مع سوريا، وضغطها على الدول التي عارضت هذا المسار لتغيير سياساتها، مبني على شقين، الأول يتمثل في اتفاق السلام مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي استطاعت من خلاله إغلاق جبهات مفتوحة، وأخرى كانت تترقبها، تهدّد أمنها القومي، والشق الثاني بحسب تقرير الصحيفة البريطانية، هو اتفاقها مع نظام الأسد، على تشكيل إدارة مشتركة لعمليات تهريب المخدرات السورية، واقتطاع حصة كبيرة من عائدات هذه التجارة السوداء.

وأضافت الصحيفة بأن نظام الأسد يجني ما يقارب 6 مليارات دولار سنويًا من تجارة مخدر الأمفيتامين أو الكبتاغون، الذي يغطي مايقارب الـ 80% من السوق العالمية، أي ما يزيد بأضعاف عن الصادرات المهربة من الكارتيلات المكسيكية، وبحسب التقرير، ارتأى النظام السعودي أن يستغل تقدم وضخامة عمليات تجارة المخدرات التابعة للأسد، بدلًا من محاربتها وإيقافها، فتصبح اليد العليا للسعودية في التحكم بالكميات التي يتم تهريبها وكيفية تقاسم عائداتها، بينما يستمر نظام الأسد بإدارة العمليات على الأرض، وتساعده السعودية في فك عزلته وشرعنة حكومته من جديد، وبالتالي تضمن موردًا ماليًا إضافيًا ومستدامًا بشكل أو بآخر.

وتجدر الإشارة إلى أن بشار الأسد وحده الذي شهدت بلاده أعتى حرب أهلية في القرن الحالي أعقبت ثورة سلمية لا يزال في سدة الحكم، بعد أن تجاوز الأسوأ بحلول عام 2015، حين فقدت قواته السيطرة على غالبية أنحاء البلاد لصالح معارضيه وتنظيمات تكفيرية وإرهابية في مقدمتها تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية، وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وبدأت قصة تجارة المخدرات السورية وغمرها للأسواق العالمية والعربية في عام 2020، بعد تحقيقات أجرتها صحف غربية وثّقت عمليات ضبط مخدرات في موانئ دول أوروبية، وبمراقبة مسارها والتحقيق مع الأشخاص المتورطين فيها، وصلوا إلى الحقيقة المفجعة لقيام نظام الأسد وحاشيته بتصنيع وتصدير هذه السموم بكميات ضخمة، وهو ما ساهم في تماسك النظام ومنعه من الانهيار في ظل الصعوبات الاقتصادية الخانقة التي واجهها على مدار الأزمة.

 

الكاتب : محسن المصري

 

المقال يعبر عن رأي الكاتب

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.