NORTH PULSE NETWORK NPN

ضرائب مالية وتعميمات جديدة تفرضها الفصائل الموالية لتركيا على المزارعين في عفرين

حلب – نورث بالس

مع بداية موسم قطاف الزيتون لهذا العام فرضت الفصائل الموالية لتركيا تعميمات جديدة وضرائب مالية على المزارعين وأصحاب مزارع الزيتون في منطقة عفرين وريفها، كما ألغت جميع التصاريح الممنوحة في سنوات سابقة لأقارب المهجرين من أبناء مدينة عفرين.

هذه الفصائل تفرض أنواع مختلفة من الضرائب والإتاوات على المنازل والأراضي والمحاصيل الزراعية والمحال التجارية.

وفي هذا الصدد أصدر المدعو “أبو أحمد نور” متزعم فصيل “الجبهة الشامية” الموالي لتركيا تعميماً داخلياً يقضي بفرض الإتاوات على محصول الزيتون في المناطق الخاضعة لسيطرتها في منطقة عفرين مثل قرى “كفرجنة” و”معرين” و “مريمين” و “جلبل” و “قطمة” و “قسطل جندو” بناحية “شران” في ريف مدينة عفرين.

وأفادت مصادر محلية، لـ”نورث بالس”، أن الفصائل الموالية لتركيا ألغت جميع التصاريح الممنوحة في سنوات سابقة لأقارب المهجرين من أبناء مدينة عفرين، فالتصاريح كانت تخول المدنيين من جني المحاصيل الزراعية لأقاربهم وخاصة محصول الزيتون، وبذلك تسيطر هذه الفصائل على بساتين الزيتون المملوكة للمهجرين قسرياً.

ووفقا للمصدر ذاته، أقدم فصيل “الجبهة الشامية” على سحب التوكيلات من أقارب المهجرين من منطقة عفرين ووضع يدها على أشجار الزيتون إضافة لفرض ضرائب مالية على المزارعين تتراوح ما بين 30 إلى 50% خصوصاً ضمن المناطق القريبة من خطوط التماس مع قوات سوريا الديمقراطية/قسد/.

وفي السياق ذاته، أصدر “محمد الجاسم أبو عمشة” متزعم فصيل ” السلطان سليمان شاه” المدعوم تركياً تعليمات إلى عناصره بمصادرة كافة أشجار الزيتون التي تعود ملكيتها لنازحين من أبناء المنطقة في ” شيخ الحديد”، وأوعز إلى عناصره بحراستها وتكليف عمال لقطفها، كما فرض ضريبة مالية تقدر بـ 4 دولارات على كل شجرة زيتون منتجة وذلك على أصحاب هذه الأشجار.

مؤكدا، أن فرض الإتاوات المالية والضرائب لم يقتص على المزارعين بل شمل أيضاً معاصر الزيتون حيث فرض فصيل “الجبهة الشامية” على هذه المعاصر نسبة 25% من إجمالي المردود المادي التي ستحصل عليه هذه المعاصر.

ويقول الناشط الذي يعمل في المجال الإنساني في محافظة حلب، زياد المصطفى (اسم مستعار) لـ “نورث بالس”، إن المدنيين هناك “يشعرون بالسخط والانزعاج من الضرائب والإتاوات التي تفرضها الفصائل الموالية لتركيا على المواطنين لأنهم لا يجدون أي خدمات مقابلها”.

وبحسب المصطفى، “المدنيون لا يستطيعون أن يتهربوا من دفع هذه الإتاوات لأن ذلك سوف يعرضهم للمساءلة والملاحقة وربما الاعتقال أو السجن أو إلصاق تهم جاهزة بهم “.

موسم جني محصول الزيتون بات يعود بفوائد مالية كبيرة على الفصائل، وخصوصاً في ظل احتكار تجارة الزيت وتصديره من قبل شركات تركيا تجمع كل الإنتاج المحلي من زيت الزيتون وتقوم بتصديره لتركيا، ومن هناك يقومون بإعادة تعبئته وتصديره للدول الأوربية على أنه زيت زيتون تركي المنشأ، وذلك لارتفاع جودة زيت الزيتون في منطقة عفرين بشكل عام وشهرته الواسعة، وفقا لما قاله المصطفى.

ويعتبر الزيتون في مدينة عفرين مصدراً مهماً لدخل الفرد حيث تنتج حوالي 55 ألف طن من زيت الزيتون سنوياً، وتمثل الأشجار في عفرين وحدها نحو 20% من إجمالي مزارع الزيتون في سوريا كلها.

وتحولت أشجار الزيتون التي يتجاوز عددها في عفرين 18 مليون شجرة إلى مصدر دخل للفصائل المسلحة ولتركيا منذ سيطرتها على عفرين في منتصف آذار/مارس 2018، وفقا لعدة تقارير حقوقية.

إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.