NORTH PULSE NETWORK NPN

المخدرات تفتك بأهالي درع الفرات

نورث بالس

لاتزال تجارة وتصنيع وتهريب لمخدرات في سورية تنتعش بعد أن باتت مصدر دخل قُدر بمئات آلاف الدولارات لمختلف الأطراف، حيث يتخوف عديد الأطراف من قيام حرب حقيقية بعد ازدهار تجارة الحشيش والكبتاغون وفتح خطوط لتهريب هذه السموم إلى بلدان الخليج والدول الأوروبية .

وتنتعش هذه التجارة في مناطق سيطرة “الجيش الحر” و”حزب الله” اللبناني الداعم للنظام السوري، حيث تقول التقارير إنّ هذه السموم توزّع على مرأى ومسمع من النظام الذي يأخذ حصته من المبيعات، وقد عاشت مناطق سورية قريبة من معبري السكرية الصغيرة والتفريعة حوادث قتل واغتيال بين قوات “حزب الله” وضباط الفرقتين الرابعة والأولى المرابطتين على حدود قرى شمر.

وتحدّثت مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان عن فتح خطّ من منبج إلى الإمارات العربية المتحدة لبثّ هذه السموم وبيعها، حيث كثرت جرائم القتل نتيجة عقلية انتقامية سببها الأول المخدّرات والحشيش ومختلف الأدوية المخدّرة خاصة بين الفصائل العسكرية المسلحة المسيطرة على تلك المنطقة، حيث أصبحت أخطر الظواهر التي تؤرق ساكنيها لانتشارها الواسع بين صفوف الشبان والمراهقين والنساء.

وشهدت تلك المنطقة موجة اغتيالات واسعة حيث أقدم المدعو سيف بولاد على اغتيال الشيخ صطام النواف، أحد وجهاء شمر وشيخ العشيرة في قرية التفريعة وما حولها، وتعمّق الخلاف بعد عملية اغتيال المدعو عزيز الرحيل أبو قصي وهو أحد قيادات شمر، من قبل أيضاً المدعو قصي بولاد في قرية أم شكيف منذ عدة أشهر، وتعود أسباب الخلافات إلى إيرادات تهريب المخدرات من معبري التفريعة والسكرية الصغيرة وتجارة الحشيش والكبتاغون والتي يتزعمها “حزب الله” اللبناني وضباط الفرقتين الرابعة والأولى على حدود قرى شمر.

وقبل أشهر تحدثت مصادر المرصد السوري عن إيقاف سيارات محمّلة بالحشيش قدّرت حمولتها بنصف طن تقريباً لصاحبها فيصل صطام وتقدر بملايين حبات الكبتاغون كانت قادمة من مناطق النظام عابرة باتجاه منطقة بزاعة بحلب، وقد تسبب الإيقاف في خلاف حاد بين الشيخ صطام وفرقة “الحمزة” أدّى إلى مقتل صطام ونصب كمين لعزيز الرحيل واستهدافه أيضاً بعد قطع يديه في جريمة بشعة على إثر محاولة سحب رصيده من البنك، وقد أكدت ذات المصادر أن الجريمتين ارتكبتا عن طريق قصي بولاد، الذي سلم المدعو محمد الساعور من دوما ومحمد الأحمر من حلب مبلغا قُدّر ب 2000 دولار لكل منهما، لحمل الجريمة بدلاً عنه في قضية مقتل الشيخ صطام، علماً أن جريمة مقتل عزيز الرحيل لازالت حتى الآن قيد التكتم وظلّت غامضة.

والمعلوم ‏ أنّ سيف أبو بكر بولاد هو آمر مرتزقة فرقة “الحمزة” السورية الموالية لتركيا الذي ظهر بمحاور القتال في طرابلس ويشرف على الفرقة في مناطق درع الفرات، ويعتبر مع شقيقه قصي بولاد من عرّابي تجارة الكبتاغون والحشيش في تلك المناطق.

وتشهد مناطق درع الفرات رواجاً لمواد المخدرات مثل الكبتاغون والترامادول والزولام وهيكزول، وقد كشفت مصادر المرصد عن أن طرق الترويج لها تجري من خلال سيارات الهلال الأحمر السوري، ولا يقتصر الاستهلاك على فئات عمرية معنية أو جنس دون آخر، وقد بلغت نسبة التعاطي في تلك المناطق 70بالمائة من المتساكنين شملت محامين ومثقفين وموظفين بجهات حكومية على اختلاف تشكيلاتها، علما أن عقوبة استهلاك المواد المخدرة لا تتعدى شهرين مع دفع كفالة مالية لا تتخطى 500دولار.

واللافت في هذه المسألة أنّ المستهلك والمتعاطي هو نفسه البائع وهو الشرطي الذي من المفترض أن يحمي الشباب والأهالي من هذه المواد وتبعاتها ، والأشدّ كارثية هو إقدام الوحدات الأمنية بتلك المناطق على عدم إتلاف البضاعة المصادرة قانونا بل يتم التصرف بها عبر بيعها، وتحدثت مصادر المرصد السوري عن تجاوزات يقوم بها المدعو الرائد أبو عناد وهو رئيس قسم المكافحة بشرطة الباب ومتهم بالتعاطي هو الآخر، حيث يقوم بمصادرة الكميات المحجوزة ووزنها وتصويرها بالفيديو ولايقوم بإتلافها بموجب القانون بل يتولى إبلاغ الطرف التركي بأنّ لديه مصادر لا بدّ من تزويدهم بكمية من البضائع المصادرة حتى يتسنى له الكشف عن المتعاطين والمتاجرين وتكون هنا اللعبة متكاملة وقانونية، ليقوم فيما بعد بتسليم البضاعة إلى معارفه لبيعها باعتباره حاميا لهم ضمن خطة خبيثة يجد لها-ظاهريا- إطارا قانونيا.

وكشفت مصادرنا أيضاً عن سياسة الاستخفاف بالعقول من قبل الجهات المسيطرة على تلك المناطق عبر تصوير “الملوخية” على أنّها مخدرات للتغطية عن العجز الأمني الرهيب وانتهاج سياسة الفبركة للتغطية عن الفشل في القبض على المروجين لتلك المواد التي أذهبت عقول الشباب.

وكان المرصد السوري قد تحدّث عن فتح الميليشيات المدعومة من إيران عددأ من المعابر الجديدة للتهريب في البادية السورية إلى جانب تهريب المواد المخدرة بين منطقتي “القائم- البوكمال”، حيث أمست هذه المناطق ممرا لملايين الحبوب المخدرة باتجاه أرياف حمص ثم نحو لبنان وغيرها من الدول، وقد حذّر المرصد مرارا من نتائج هذه السياسة التي تسعى إلى تغييب عقول الشباب.

وترجع عديد المصادر انتشار هذه التجارة إلى الظروف الأمنية والاجتماعية والاقتصادية المتردية التي تعيشها تلك المناطق فضلا عن انتشار المجموعات المسلحة التي تستغل سلطتها لفتح المجال أمام توسع انتشار مثل هذه الظواهر التي تفتك بالمجتمع وباستقراره وتقف وراءها جهات استخباراتية.

ولطالما لفت المرصد إلى خطورة الوضع بتلك المناطق، وإلى تعرّض المبلغين عن تجار المخدرات إلى التنكيل والقتل في إطار عقلية انتقامية مقيتة، ويدعو المرصد الجهات المسؤولة والحقوقية إلى التدخل بالنصح والتوعية لإنقاذ الشباب والمراهقين والنساء من هذه الآفة الفتاكة.

 

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.