NORTH PULSE NETWORK NPN

ماذا يحدث داخل المخابرات الجزائرية الخارجية؟

نورث بالس

أثار قرار إنهاء مهمات مدير المخابرات الخارجية الجزائرية اللواء عبد الغني راشدي، وتعيين اللواء جبار مهنى خلفاً له، تساؤلات عن الأسباب الكامنة وراء غياب الاستقرار في هذا الجهاز وخصوصاً أن راشدي لم يقضِ أكثر من شهر واحد في المنصب.

وذكر بلاغ لوزارة الدفاع الجزائرية تحاشى ذكر أسباب إنهاء مهمات راشدي، أن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول سعيد شنقريحة قد أشرف على تنصيب اللواء مهنى، في خطوة أعادت التساؤلات بشأن الوضع داخل جهاز المخابرات الخارجية إلى الواجهة.

وظهرت تأويلات مختلفة لهذه الخطوة ولا سيما أنها جاءت بعد زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للجزائر رافقتها انتقادات من تقارير فرنسية لمهنى لها علاقة بسجله الحقوقي، وخصوصاً أن الرجل كان ينتمي إلى مديرية مكافحة التخريب التي أوكلت إليها مهمة ملاحقة عناصر حركتي ماك ورشاد اللتين تصنفهما الجزائر تنظيمين إرهابيين.

 

“صراع أجنحة”

رغم ما يُحكى منذ سنوات عن وجود صراع أجنحة بين الجنرالات العسكريين في الجزائر إلا أن هناك تكتماً شديداً تجاه هذه المسألة حتى من المعارضة الراديكالية للسلطة السياسية في البلد الذي شهد بعض التغييرات في أعقاب الحراك الشعبي، والذي سرّع باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حينذاك.

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشأن المغاربي غازي معلى أن “لا جديد يُذكر عما يحدث من إقالات وتعيينات جديدة على رأس وحدات أمنية مهمة في الجزائر، وهو ما يؤكد وجود صراع داخلي”.

وأوضح معلى في حديث لـ”النهار العربي” أن “الصراعات داخل السلطة في الجزائر منذ الإطاحة ببوتفليقة لم تنتهِ بين الأجنحة سواء العسكرية أو السياسية. وهذه حقيقة”.

وبحسب المتحدث فإنه “منذ الإطاحة بالجنرال توفيق وهو شخصية جدلية داخل النظام فإن الوضع داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية لم يستقر، وحدثت تغييرات عدة حتى على مستوى القيادات العليا سواء رئاسة الأركان أو غيرها، وهو أبرز دليل على وجود صراع أجنحة بين الجنرالات”.

وكان مهنى الذي يعتبر من أبرز القيادات العسكرية في الجزائر قد أُحيل على التقاعد في 2015 وذلك قبل سجنه بتهم ثقيلة إبان قيادة الجنرال أحمد قايد صالح لرئاسة الأركان، لكن تمت تبرئته لاحقاً.

وعاد إلى المشهد بقوة عندما تم تعيينه قائداً لمديرية مكافحة التخريب التي تم استحداثها في العام 2021 في مسعى لمحاصرة حركتي ماك ورشاد، وخصوصاً أن الرجل يتحدر من منطقة القبائل.

 

“حرب معلومات”

رغم التغييرات الكبيرة التي شهدها جهاز المخابرات الخارجية في الآونة الأخيرة، شأنه شأن أجهزة أمنية وعسكرية جزائرية عدة، إلا أن محللين جزائريين يرون أن الحديث عن صراع أو تنافس داخل هذه المؤسسات “مؤامرة تستهدف الجزائر”.

وفي تموز (يوليو) الماضي تم تعيين اللواء جمال كحال على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية وسط حديث عن تعرض اللواء راشدي لوعكة صحية، لكن الرجل ظهر في اجتماع أمني عُقد برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون وماكرون في آب (أغسطس) الماضي خلال زيارة الأخير للجزائر.

واعتبر الخبير العسكري الجزائري أحمد عظيمي أن “ما يحدث هو تغييرات عادية، ولا أعتقد أنه يوجد صراع داخلي أو صراع أجنحة داخل الجيش أو المخابرات… لا يوجد أجنحة أصلاً حتى تتصارع”.

وأضاف عظيمي في حديث لـ”النهار العربي”: “سبق لي أن قلت مراراً أن حظ الجزائر هو في جيشها الذي قد يكون الجيش الأكثر انضباطاً في العالم، وعليه فكل ما يقال عن صراعات هو مجرد افتراء يدخل في إطار حرب المعلومات التي يخوضها المخزن (في إشارة إلى المغرب) وزبانيته من الجزائريين ضد الجزائر”.

وثمة نزاع طال أمده بين المملكة المغربية والجزائر بشأن الصحراء الغربية التي تطالب “جبهة البوليساريو” الانفصالية باستقلالها عن المغرب، فيما تقترح الرباط منحها حكماً ذاتياً مع بقائها تحت سيادة المملكة وهو ما ترفضه “الجبهة” المدعومة من الجزائر.

 

المصدر: صحيفة النهار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.