NORTH PULSE NETWORK NPN

القاهرة تسعى إلى لجم أنقرة في ليبيا

نورث بالس

بخصوص زيارة الرئيس المصري إلى قطر، حيث تجد القاهرة في المشاورات التي تجريها الدوحة مع أطراف ليبية فرصة لضرب تحركات تركيا والفصائل الموالية لها هناك.

وقالت صحيفة العرب: “يهيمن الملف الليبي وموقف الدوحة من جماعة الإخوان المسلمين على الزيارة التي بدأها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى قطر الثلاثاء، حيث يسبق الملفان، حسب متابعين، التعاون الاقتصادي واستثمارات الدوحة في مصر”.

وتبدو الزيارة في ظاهرها معنية بالاستثمار وأهميته بالنسبة إلى مصر، غير أنها تنطوي على رغبة في التعرف على موقف الدوحة من بعض القضايا الحيوية، فالاستثمار القطري لم يتوقف في مصر والخلافات بين البلدين في أوجها.

وصمدت استثمارات قطر أمام العواصف السياسية والإعلامية ولم تهتز كثيراً بسبب القطيعة العربية التي شاركت فيها مصر مع السعودية والإمارات والبحرين، وبدأت صفحاتها تطوى تدريجياً مع انعقاد قمة العلا الخليجية في يناير من العام الماضي.

ويريد الرئيس المصري معرفة حدود التدخلات السياسية للدوحة في الأزمة الليبية التي يعاد ترتيب أوراقها، حيث أخذت الدوحة تضاعف من وتيرة علاقاتها مع العديد من الأطراف في وقت تراجع فيه الاهتمام الدولي بتسوية هذه الأزمة.

ويرجح متابعون للشأن السياسي في ليبيا أن تكون قطر وراء التصعيد الأخير الذي قامت به مجموعات مسلحة في طرابلس لصالح رئيس الحكومة الموازية فتحي باشاغا المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، في حين يحسب رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة على تيار “المقاتلة” الذي يدين بالولاء لتركيا.

واستقبلت الدوحة خلال الأيام الماضية الدبيبة، ثم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح الداعم للحكومة الموازية، وغير مستبعد الترتيب لاستقبال باشاغا، ما يوفر إشارات إلى أن الدوحة تجهّز طبخة جديدة بشأن وساطة قد تقوم بها قريباً بعد بلورة ملامحها السياسية.

ولم تسفر التحركات التي قامت بها القاهرة لإيجاد حل للأزمة الليبية في مجالي توحيد المؤسسة العسكرية واللجنة الدستورية عن تطورات تنهي الانقسام بين القوى المختلفة وتهيّئ الأجواء لمصالحة تفتح الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وقامت تركيا بفتح قنوات تواصل أخيراً مع أطراف ليبية في الشرق والغرب، واستقبلت قيادات من مشارب متعددة، ووجدت تجاوباً منها تمهيداً لقيادة الدفة السياسية في الفترة المقبلة، مستفيدة من وجودها العسكري المستمر في طرابلس وعلاقاتها القوية بالمرتزقة والميليشيات المسلحة ورغبتها في الاستفادة من الفراغ الدولي الراهن.

ولا تريد القاهرة مواجهة أنقرة سياسياً مباشرة وتجد في المشاورات التي تجريها الدوحة حالياً مع أطراف ليبية فرصة لضرب تحركات تركيا وإفشالها بخطوة موازية تقوم بها قطر، ويمكن أن تعمل مصر على تشجيعها في هذه المرحلة لمنع انفراد أنقرة بالسيطرة على المفاصل السياسية للأزمة الليبية.

وتصب زيارة السيسي إلى قطر في هذا الاتجاه للتعرف عن كثب على الخطوط العريضة للأجندة القطرية في ليبيا، فلا تزال القاهرة تتملكها هواجس من علاقة قطر بتيار الإسلام السياسي في المنطقة، وهي الحلقة المفقودة أو التي تم غض الطرف عنها في كل معالم التقارب الذي حدث بين القاهرة والدوحة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.