NORTH PULSE NETWORK NPN

شيء استثنائي يحدث في إيران

نورث بالس

قالت صحيفة اندبندنت البريطانية إن “الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ أكثر من أسبوع، في أعقاب مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 عاماً، بعد أن احتجزتها شرطة الإرشاد بسبب عدم ارتدائها الحجاب، وأسفرت تلك الاحتجاجات عن مقتل عشرات الأشخاص في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين، بأنها شيء استثنائي يحدث في إيران، وذلك في ظل لحظة تطور سياسي واجتماعي تتجاوز الاحتجاجات نفسها، وقد يكون لها تأثير عميق على المجتمع والسياسة الإيرانيين لسنوات قادمة.

كما أن أكثر الفيديوهات إثارة للمشاعر التي جاءت من إيران خلال الأيام الماضية لم يأت من طهران، أو غيرها من المدن التي شهدت الاحتجاجات، وإنما جاء من سجن في بلدة سارفان النائية في جنوب شرقي البلاد.

في هذا الفيديو القصير يظهر الإيراني سليم الله حسين بور، وهو سجين سياسي من عرقية البلوش سجن بتهمة نشر مواد مناهضة للنظام الإيراني على وسائل التواصل الاجتماعي، وبزعم مشاركته في احتجاجات عام 2019 دعمه للاحتجاجات من داخل سجنه عبر حلق شعره، في إشارة لدعمه للنساء اللائي يخلعن الحجاب ويقصصن شعرهن في أعمال تحد علنية لما تفرضه عليهم السلطات من لباس.

ويقول الرجل في الفيديو “لا يمكنني الاحتجاج من أجل أختنا الكردية لأنني في السجن، ولكن كعمل من أعمال الاحتجاج، سوف أحلق شعري”.

وحرم النظام الديني في إيران الناس لعقود من الزمان من حقوقهم الأساسية، وإن الحجاب الإلزامي هو مجرد المظهر الأكثر وضوحاً لكره النساء الممنهج والاستخفاف بكرامة الإنسان.

كما أن رد الفعل على وفاة مهسا أميني كان فورياً وانتشر مثل النار في الهشيم، وفي ظل عدم وجود ملاذ ضمن النظام السياسي أو القضاء أو المشهد الإعلامي، الذي يحتكره الإسلاميون، لم يكن أمام الإيرانيين سوى النزول للشوارع والاحتجاج.

وفي ظل استمرار الاحتجاجات، فأن معظم المحللين في إيران وأجهزة المخابرات الغربية، حتى أولئك الذين يتعاطفون بحماس مع المحتجين، يقدّرون أن الاضطرابات ستهدأ على الأرجح في الوقت الحالي، ومع ذلك فإن المحتجين في الشوارع وكذلك أولئك الذين أزيحوا قسرا إلى الهامش، مثل حسين بور الذي حاول الارتقاء إلى مستوى المناسبة، لا يزال بإمكانهم ادعاء تحقيق نصر أخلاقي لدفعهم التطور السياسي في إيران.

وسواء نجحت في إحداث تغيير من عدمه، فإن انتفاضة أيلول 2022 الشعبية التي أعقبت وفاة مهسا أميني، والطريقة التي اجتذبت بها الإيرانيين من جميع أطياف التركيبة السكانية معاً، ستُكرس بالتأكيد كلحظة فخر في تاريخ الأمة ومسارها الديمقراطي”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.