NORTH PULSE NETWORK NPN

“سمير إيليا” فنان تشكيلي يجسد واقع حياة مجتمعه في لوحاته

 نورث بالس

يبحث سمير إيليا عن تفاصيل الحياة الصغيرة بكل آلامها وأفراحها ليرسمها بريشته على لوحاته، ويسافر بها إلى عالم أخر بين الواقع والرسم.

سمير إيليا في العقد الخامس من العمر من أبناء قرية “كاني مطربي” بريف مدينة ديريك في شمال وشرق سوريا، بدأ سمير أولى خطواته عندما كان في العاشرة من عمره، حيث كان يرسم في بدايات اكتشافه لموهبته لوحات صغيرة عن الحياة الريفية “بما فيها من سحر وجمال الطبيعة” على حد وصفه، كونه نشأ في القرية وترعرع في ربوعها.

اتخذ إيليا غرفة صغيرة من منزله مرسماً له لينطلق بخياله نحو عالم الفن والإلهام يوماً تلو الآخر، حيث رسم 100 لوحة، استخدم فيها الألوان المائية والزيتية والإكرليكوكل، ومنها ما تحمل رسالة ذات مغزى معين للعالم.

تتجسد في لوحات إيليا آلام السوريين والمعاناة التي يمرون بها، وبشكل خاصة أبناء منطقته في الجزيرة التي تعرضت في الأعوام الماضية للكثير من الكوارث من احتراق المحاصيل الزراعية وقطع الدولة التركية للمياه عنها لفترات طويلة، والحروب التي شهدتها المنطقة، إلى جانب طرح مشاكل المجتمع مع التكنولوجيا التي باتت تسيطر على المجتمعات وتضر بالطبيعة، ورسم عن أزمة جائحة كورونا التي تعصف بالعالم.

يقول إيليا ” بدأت بممارسة الرسم عندما كنت في العاشرة من عمري واستوحيت فكرة الرسم من ابنة شقيقتي التي كانت تحب الرسم وبمساعدتي لها اكتشفت هذه الموهبة لدي، ورغم ابتعادي شبه التام عن الرسم حوالي 30عاماً، بسبب الدراسة والخدمة الإلزامية في الجيش السوري، وواجبات الحياة، إلا أن شغفي وحبي للرسم أعادني إليها مع بداية الأزمة السورية”.

وعن الصعوبات التي يواجهها إيليا في الرسم يقول: “مواد الرسم المتوفرة في السوق غالبيتها ذات جودة سيئة من الألوان والأقمشة والزيوت، والأصناف الجيدة غالية الثمن، لذا أضطر أحيانا لتكرار الألوان على اللوحة الواحدة عدة مرات حتى تأخذ شكلها المناسب، وأحيانا الجأ إلى استعمال زيوت السيارات وزيت الزيتون، مع أن استخدام الزيوت المذكورة لا تعطي الشكل الذي أتصوره في اللوحة، أما البرواز ليس بمقدور كل فنان شرائه بسبب الأسعار الباهظة”.

وعن الوقت التي يمضيه في رسم كل لوحة يشير إيليا أنه يستغرق إنهاء كل لوحة ما يقارب خمسين ساعة وفي بعض الأحيان تأخذ وقت أكثر من ذلك أو أقل فهذا يتوقف عن حجم اللوحة.

وعن أهم المواضيع التي يركز عليها في لوحاته يقول “في البداية كنت أركز في لوحاتي على الطبيعة، فيما بعد توجهت نحو طرح مشاكل ومعاناة المجتمع ومعالجتها في لوحاتي”.

وعن رؤيته للفن يوضح إيليا أن “الفن رسالة ووسيلة يعبر بها الفنان عن أفكاره وتصوراته ومشاعره الحسية فإن أهميتها لا تقل عن أهمية المواهب الأخرى”.

ونوه إيليا “أن عدم التشجيع والاهتمام بالفن قلل من قيمته في المنطقة، وأن غياب الجهات الداعمة للفن والفنانين وعدم تقييمها للفنان وللوحاته جعل من الفنان يختار الانعزال”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.