NORTH PULSE NETWORK NPN

الاتحاد الأوروبي يُصنّف “ذئاب تركيا الرمادية” منظمة إرهابية

نورث بالس
بعد 8 أشهر من حظره في فرنسا، أقر البرلمان الأوروبي تقريراً يوصي بوضع تنظيم “الذئاب الرمادية” القومي التركي المتطرف على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية، وهو ما يعني بالتالي حظره في دول الاتحاد.
وجاء في التقرير الذي قدمه ناتشو سانشيز أمور، العضو الإسباني في البرلمان الأوروبي عن الحزب الاشتراكي، في 19 مايو 2021 أنه “بالنسبة للحكومة التركية، يجب سحق أي انتقاد، بكل الوسائل. أن يكون لجالية أجنبية تأثير في أوروبا فهو أمر طبيعي ومشروع. لكن المشكلة هي في أن جزءاً من هذه الجالية يتصرف سياسياً بأوامر تأتي مباشرة من أنقرة”.
وتضاعفت في الأشهر الأخيرة حوادث العنف التي تورط فيها أعضاء في التنظيم القريب من السلطات التركية في أوروبا، ففي يوليو 2020، هاجم عناصر من الذئاب الرمادية متظاهرين مناصرين للكرد بالحجارة والمفرقعات النارية في العاصمة النمساوية فيينا.
وقبل ذلك، في أكتوبر 2020، استُهدفت الجالية الأرمنية الفرنسية بهجمات وتم تحطيم نصب تذكارية تشير إلى الإبادة الأرمنية. كما واجه سياسيون أوروبيون استنكروا “الموقف العدواني لتركيا على الساحة الدولية” سيلاً من المضايقات والتهديد على وسائل التواصل الاجتماعية.
حظرت فرنسا التنظيم في نوفمبر 2020 كما دعا العديد من النواب الألمان والنمساويين إلى إجراءات مماثلة في بلادهم. ومن جهتها، ردت وزارة الخارجية التركية على التقرير وصفته بـ”المتحيز وغير المقبول”.
ومع ذلك، لن يكون لهذا الحظر سوى أهمية رمزية. فبحسب دبلوماسي أوروبي تحدث لمجلة “لكسبريس” الفرنسية، ليس للذئاب الرمادية “مكتب أو وضع قانوني في الدول الأعضاء” ووضعهم على قائمة المنظمات الإرهابية لن ينهي أنشطتهم بل إنه قد يعقد مراقبتهم.
ففي فرنسا، وبعد خمسة أشهر من الحظر، تسبب تنظيم الذئاب الرمادية مرة أخرى في أضرار في أوائل أبريل 2021 من خلال مهاجمة مساحة ثقافية في ليون أصيب خلالها أربعة أشخاص كلهم من الأكراد.
ومن المعروف أن انتماء الذئاب الرمادية لحزب الحركة القومية اليميني المتطرف الذي يصنّف ضمن الأحزاب الفاشية يتغذى من ريع ودعم حكومة العدالة والتنمية بسبب التحالف المصيري بين الحزبين من جهة، وبين أردوغان وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي من خلال ما يعرف بتحالف الشعب.
وقد تأسست الحركة كجزء من موجة السياسة اليمينية لمسؤولي الدولة التركية المدربين في أميركا المناهضة للشيوعية في الستينيات.
وبحسب مقال للكاتب ارغون باباهان في “أحوال تركية”، فقد استمر صعود هذه القوة شبه العسكرية برعاية الدولة خلال السبعينيات، وبلغ ذروته مع حكومة بولنت أجاويد. وبينما كانت البلاد تتجه نحو الانقلاب العسكري في 1980، أودت عمليات القتل الجماعي في جامعة إسطنبول وفي أنقرة بحياة العديد من المثقفين والشباب.
بدأت هذه المافيا القومية في المشاركة بنشاط في حرب تركيا ضد الحركة السياسية الكردية في التسعينيات مما زاد من تعقيد علاقاتها مع الدولة. ونجحت المجموعة في السيطرة الكاملة على طريق المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا والأميركتين.
ويدير الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبكة استخبارات واسعة في أوروبا حول تجمعات المساجد والقوميين، وهو تقليد إسلامي محافظ انبثق عنه الرئيس وحزبه الحاكم.
المصدر: أحوال تركيا

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.