NORTH PULSE NETWORK NPN

فوزة يوسف: ثورة 19 تموز دولت القضية الكردية وكانت الضامن للحفاظ على وحدة سوريا

أكدت السيدة فوزة يوسف عضوة هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي أن ثورة 19 تموز اعتمدت نظرية الأمة الديمقراطية التي تؤكد أن حل القضايا يجب أن تحل من قبل الشعوب، وأن الثورة دولت القضية الكردية، وأن الإدارة الذاتية وقواها السياسية والعسكرية كانت الضامن للحفاظ على وحدة سوريا، ودعت النساء الالتفاف حول هذه الثورة للتخلص من الحالة الاجتماعية المتخلفة، ووصفت أزمة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بأنها “مفتعلة بأيدي الاستخبارات التركية”.

حديث السيدة فوزة يوسف جاء خلال مشاركتها في برنامج (مع صناع القرار) الذي عرض أمس الأربعاء على شاشة قناة روجآفا، والتي تحدثت فيها عن أهمية ثورة 19 تموز لسوريا والقضية الكردية وقضية المرأة.

ثورة 19 تموز اعتمدت نظرية الأمة الديمقراطية المختلفة عن كافة التوجهات الموجودة

تطرقت السيدة فوزة يوسف بداية إلى الإنجازات وما ميزت ثورة 19 تموز عن باقي ثورات المنطقة وقالت: “كان لهذه الثورة خصوصيات مغايرة عن الحركات الشعبية في المنطقة، فهذه الثورة اعتمدت على نظرية الأمة الديمقراطية التي ترفض كافة أنواع العنصريات والتعصب وترى التوع غنى ثقافي وسياسي في سوريا، وكان هذا الطرح مختلف عن جميع التوجهات في سوريا منذ الأزمة، وتبني الثورة لهذه الفكرة كانت الضامن الأساسي لنجاح هذه الثورة، وهذا النهج جعل كافة المكونات تلتف حول هذه النظرية وأن يجدوا مستقبلهم حول هذه الثورة، وإن حالة التعايش السلمي الذي نعيشه اليوم يعتمد على هذا المفهوم، فنرى الكثير من المناطق السورية تعاني من قضايا مختلفة ولكن في مناطقنا كل المكونات يديرون إدارتهم الذاتية بشكل حر، فيما يتم تغييب الهويات في مناطق الحكومة السورية ومناطق الاحتلال التركي ومرتزقته، وهذا أثر كثيرا على الوضع السوري”.

الدول القومية ترى هذه النظرية ستقوض نظامها الموجود

أما عن أسباب العداء الواسع لهذه الثورة من الدول الإقليمية فقالت فوزة يوسف: “نهج ثورة 19 تموز أثر على المنطقة عامة، فدول المنطقة هي دول قومية وبالتالي هذه الدول ترفض الإدارة الذاتية وفكرة الأمة الديمقراطية لأنها ترى أنها ستقوض النظام الموجود في تلك الدول، باعتبارها أنظمة سلطوية وغير عادلة ويمكن أن نراه بشكل واضح في سياسات تركيا، وهذه الثورة جلبت طرحاً جديداً للمنطقة والتأكيد بأنه يمكن العيش بدون دولة قومية، ويمكن للشعوب أن تدير نفسها بنفسها وبدون أن يكون هناك مفهوم الدولة والدين والعلم والقومية الواحدة، وهذا أثر كثيرا على التوازنات الإقليمية”.

الأمة الديمقراطية تؤكد أن حل القضايا يجب أن تحل من قبل الشعوب

وأكدت فوزة يوسف أن نهج الأمة الديمقراطية يؤكد أن القضايا يجب أن تحل من قبل الشعوب نفسها دون فرض الحلول من الخارج، وترى أن الهويات الموجودة هي هويات صديقة ويمكن العيش السلمي بين كافة المكونات القومية والثقافية والاجتماعية في سوريا معاً.

الإدارة الذاتية وقواها السياسية والعسكرية كانت الضامن للحفاظ على وحدة سوريا

وفي رد على سؤال مدى أهمية ثورة 19 تموز بالنسبة لسوريا عامة قالت فوزة يوسف: “كانت هناك أطروحات كثيرة وحتى تقسيم سوريا منذ بداية الأزمة، وحتى كانت هناك عروض طرحت على القوى السياسية في شمال شرق سوريا للتقسيم، ولكن هذه القوى رفضت أي حل تقسيمي أو انفصالي، لأن هذه الحلول ستشتتنا بشكل أكثر وتزيد نزيف الدم السوري، وكان التوجه الدائم هو لحلول الحوار السوري – السوري، وهذه الفكرة طرحناها منذ عام 2016 وانبثقت هذه الفكرة من شمال شرق سوريا لأن القضايا هي قضايا تمس الشعوب السورية، لذا على هذه الشعوب اتخاذ القرارات التي تخصهم، ولازالت هناك جهود بهذا الخصوص من قبل الإدارة الذاتية وقسد والقوى السياسية في المنطقة، وإن لم يكن هناك تجاوب من الحكومة السورية أو قوى المعارضة الخارجية التي خرجت عن مسارها أصلا”.

وأكدت فوزة أن “الإدارة الذاتية كانت الضامن لوحدة سوريا حتى الآن، ولولا الموقف الحاسم لهذه القوى السياسية في شمال شرق سوريا لكانت سوريا تقسمت حتى منذ بدايات الثورة. ولولا الموقف الحاسم للإدارة الذاتية والقوى السياسية لكانت المنطقة التحقت بالائتلاف الذي كان منذ البداية مرتبط بالأجندات التركية وشارك في الهجوم على السوريين كمرتزقة بيد تركيا”.

ثورة 19 تموز وصفت بثورة المرأة

وعن دور المرأة في ثورة 19 تموز قالت فوزة: “كما أن ثورة 19 تموز وصفت بثورة المرأة، لاهتمامها بالمرأة التي شاركت فيها بدور كبير وهذا الدور الكبير والفعال أثر على المنطقة، فحركات المرأة كانت تعيش بحالة ضمور قبل هذه الثورة، ولكن المشاركة والتضحيات التي قدمتها المرأة في هذه الثورة أثرت على المنطقة والعالم، وتنظيمات المرأة في شمال شرق سوريا أصبحت أملا لكافة التنظيمات النسائية في العالم، وكان مكان تفاؤل للحركات النسائية”.

وأكدت أنه شكلت المرأة حجر الزاوية في ثورة 19 تموز، حتى يمكن القول أن وجود ومشاركة المرأة بشكل قوي من الأسباب الرئيسية لمواجهة الثورة كل التحديدات وأن تنجح رغم ذلك، فمشاركة المرأة في الدفاع والمؤسسات أدت لأن يكون هناك انضمام قوي للمجتمع لهذه الثورة لمواجهة الأخطار، والقوى المعادية للثورة يعرفون جيدا هذه الحقيقة، ويدركون أن المرأة هي عماد هذه الثورة، والهجوم على المرأة بهذه الشراسة مرتبط بهذه الحقيقة، فهم يدركون أن المرأة التي حصلت على إرادة الحياة والنضال يمكنها تغيير الواقع والمجتمع”.

على النساء الالتفاف حول هذه الثورة للتخلص من الحالة الاجتماعية المتخلفة

وأكدت فوزة أن هناك حاجة إلى التفاف المرأة حول الثورة للتخلص من الحالة الاجتماعية المتخلفة الموجودة، وقالت: “هناك حاجة لنضال مستمر ودائم لتحول حالة الثورة إلى حالة أسلوب حيات وعادة أخلاقية للمجتمع. فالمجتمع الذي لازال يُقتل فيه المرأة لا يمكن أن ندعي أنه مجتمع تخلص من أمراضه الذهنية وعاداته البالية”.

وأضافت: “فمشكلة مجتمعنا لا يعالج الأسباب بل يتم معالجة النتائج، والنتائج تعني النهاية، ولا يمكن تصحيح ماهو منتهي، لذا نحتاج إلى توجيه حقيقي، فالمنزل الذي يعاني من العنف لا يمكن إنشاء شباب وبنات فيه بشكل سليم، وهنا يجب التوقف على الأسباب التي أوصلت المرأة او الشاب إلى هذه الحالة، وهنا يجب على كل انسان أن يسأل نفسه كيف يجب أن نعيش بشكل سليم؟، فالواقع الحالي يفرض علينا طريقة عيش متخلفة وخالية من القيم التي يجب أن تكون موجودة”.

ثورة 19 تموز دولت القضية الكردية

وحول تأثيرات ثورة 19 تموز على القضية الكردية، قالت فوزة: “الكرد لديهم قضية ولا يمكن لأي قوى سياسية التهرب من هذه الحقيقة، أما ترهيب الشعوب والقوى السياسية الأخرى من القضية الكردية لا يخدم أي طرف سوري، إن كانوا يريدون فعلا الحل للأزمة السورية. ونؤكد أننا ككرد القوى الضامنة لوحدة سوريا ووحدة شعوب المنطقة”.

وأضافت: “قبل ثورة 19 تموز كان الكرد مهمشين ويتعرضون لإبادة ثقافية وبلا لغة ولا هوية وممنوعة عليهم ومحرومين حتى من الهوية السورية، ولم يكن هناك سياسية مماثلة في العالم حيال ما مورس بحق الكرد هنا، ولكن بعد ثورة 19 تموز تغير الواقع، وهذه كانت نتيجة الجهود التي بذلتها القوى السياسية الكردية قبل 2011 وكان لحزبنا دور كبير في إصراره على أن هناك قضية كردية في سوريا، وإصرار الاستمرار في النضال جعلت مناطقنا جاهزة للتغيرات التي ظهرت بعد 2011، فالثورة بدأت نتيجة تراكم النضالات الكردية”.

وأكدت فوزة أن القضية الكردية تحولت إلى قضية إقليمية ودولية بفضل النضال ومحاربة داعش والتي أدت لتدويل القضية الكردية، وقالت: “هناك من هم ضيقوا الأفق يقولون أن الأمة الديمقراطية هي إقصاء للقضية الكردية، وحقيقة يبدو أن هؤلاء لا يستوعبون المسألة، لإننا في نهج الأمة الديمقراطية نؤكد على حقوق الكرد الجماعية والفردية وأن للكرد حق إدارة أنفسهم وأن اللغة الكردية يجب أن تكون لغة رسمية وأن تدرس في سوريا، وبجانب ذلك نقول أن كافة الشعوب السورية تملك هذه الحقوق أيضا، ففكرة الأمة الديمقراطية تعني حفاظ كل مكون على هويته وثقافته وتراثه وحقوقه السياسية والاجتماعية”.

وأردفت: “وخلال السنوات الـ 10 الماضية قدمنا لكل شعوب المنطقة ما يليق بهم من حقوق وحريات، واليوم الشعب الكردي وباقي الشعوب يعيشون بهويتهم بحرية ويمارسون حقوقهم بحرية. وإننا نفتخر بأننا حققنا لشعبنا الكثير من الإنجازات بالرغم من كل التحديات والهجمات الاحتلال التي تعرضنا لها والحصار الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الذي فرض علينا، وكلها لم تثنينا على مواصلة النضال وكانت هذه المكتسبات نتيجة جهود وتضحيات كبيرة”.

شهد القرن الحالي تقاربات للكرد في عموم كردستان ما جعلها عرضة لمؤامرات وهجمات جديدة

وأكدت فوزة يوسف أن الكرد في بداية القرن الـ 21 عاشوا حالة جديدة إذ حولوا قضيتهم إلى قضية دولية، وفي كوباني توحد الكرد لأول مرة، وفي بدايات 2013 كان هناك توجه لعقد المؤتمر الوطني الكردستاني فكان هناك تقارب بين القوى الكردية.

وأضافت: “لكن القوى المحتلة لكردستان شعروا بالخوف من هذا الالتفاف الكردي، وعملوا على ضرب هذه التقربات الكردية لتفكيك هذه العلاقة التي بدأت تتطور منذ أحداث كوباني وشنكال وكركوك”.

تركيا وبمساعدة أحزاب وشخصيات كردية تعمل على ضرب هذه المكتسبات

وأوضحت فوزة أن تركيا كانت من أولى الدول المستاءة من هذا الأمر وعملت على تفكيك هذه الحالة عن طريق بعض الأحزاب الكردية والشخصيات التي عملت مع تركيا من أجل مصالحها الشخصية، وقالت: “فتركيا اليوم لا تمثل خطر على شمال كردستان فقط بل هي ضد حقوق الكرد في كل أجزاء كردستان، فكانت ضد ثورة روج آفا وضد استفتاء كردستان وضد تحرير شنكال من يد داعش، واستخدمت كافة المجموعات الإرهابية والمرتزقة لإجهاض حالة التحرر الكردية”.

يروجون بأن الحرب ضد pkk ولكن الحقيقة هي ضد عموم الكرد

وأشارت فوزة أنه دائماً يتم ترويج هذه الهجمات والحرب التركة بأنها حرب ضد حزب العمال الكردستاني وضد حزب الاتحاد الديمقراطي وضد وحدات الحماية ولكن في الحقيقة هو ضد كل الكرد.

أزمة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني مفتعلة بأيدي الاستخبارات التركية

وأكدت فوزة أن الأزمة الأخيرة بين قيادات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في باشور تم خلقها عن طريق الاستخبارات التركية وبتواطؤ من قبل أحزاب وشخصيات كردية، وقالت: “فإضعاف الاتحاد الوطني يخدم من؟ فتركيا ترغب أن يتعاون الحزب معها للهجوم على حزب العمال الكردستاني ولكن موقفه القوي والرافض للاقتتال الأخوي جعلته يتعرض لهذه المؤامرة لتفكيكه وإضعافه للسيطرة على إقليم كردستان كاملة”.

رسالة للقوى الكردستانية عامة

وختمت السيدة فوزة يوسف حديثها برسالة وجهتها لكافة القوى الكردستانية وقالت: “رسالتي للقوى الكردية أننا أمام خطر واحد ونواجه نفس المصير وعلينا التعاون معنا لنتجاوز هذه المحنة، فالهجوم على الكريلا هو هجوم على القيم التي نعتمد عليها، لأن الكريلا دافعت عن الكرد في كاف أجزاء كردستان، وأي تآمر على الاتحاد اوطني الكردستاني هو استهداف لكافة الأحزاب الكردية، وعلينا اتخاذ الرؤية الموحدة لمواجهة هذه التحديات”.

إعداد: لزكين إبراهيم

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.