NORTH PULSE NETWORK NPN

مظاهرات غاضبة في إدلب إزاء صمت “الضامن التركي” عن سقوط ضحايا مدنيين جراء قصف القوات الحكومية

مظاهرات حاشدة عمت العديد من البلدات والقرى في ريف إدلب الجنوبي والشمالي منددة بالتقاعس التركي إزاء ما يحدث من هجمات عنيفة وقصف مكثف من قبل قوات الحكومة السورية وحليفتها روسيا على قرى جبل الزاوية وسقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

وأفاد مراسل “نورث بالس” في إدلب أن مظاهرات عديدة خرجت في عدة مناطق مثل كفرلوسين وأرمناز وتفتناز ومعترم، كما شهدت محيط النقاط العسكرية التركية تظاهرات حاشدة وسط إحراق للإطارات المطاطية في كل من المسطومة وإحسم في ريف إدلب وإعزاز في ريف حلب الشمالي، وندد المتظاهرون بالصمت التركي تجاه “المجازر المرتكبة بحق المدنيين” والتي كان آخرها السبت 22 تموز/ يوليو والتي راح ضحيتها أكثر من سبعة مدنيين غالبيتهم من النساء والأطفال في قرية إبلين في ريف إدلب الجنوبي بقصف القوات الحكومية.

ونقل المراسل عن مصادر محلية أن المتظاهرين يطالبون المجتمع الدولي بالتحرك والجانب التركي الذي من المفترض أن يكون طرفاً ضامناً لاتفاق وقف إطلاق النار بوقف القصف الجوي والبري الذي يطال المدنيين مخلفاً ضحايا في صفوف المدنيين.

وبهذا الخصوص تحدث المواطن “كنان إبراهيم” في شهادته لـ “نورث بالس” وهو أحد الذين شاركوا في التظاهرات قائلاً: “ما دعاني للخروج في التظاهرات هو الخداع التركي لنا ودخول قواتها بحجة حمايتنا ولكن دورها يقتصر فقط على مراقبة القتل والقصف الذي يطالنا، لا بد أن يقف الجميع بوجه هذا الصمت الرهيب ونعرف ماذا بعد ذلك وهل سيكون هناك مزيد من النزوح والتهجير”.

مضيفاً: “لم نعد نسمع سوى التصريحات الكاذبة من قبل الجانب التركي فيما طائرات الروس تجول في سماء المنطقة وترتكب المجازر دون أي تحرك تركي، طالبنا خلال المظاهرات باتخاذ اجراءات حقيقية لوقف التصعيد الحاصل على المنطقة وضرورة أن تتحمل تركيا مسؤوليتها باعتبار أنها جهة ضامنة ويوجد لديها عشرات نقاط المراقبة وآلاف الجنود والآليات العسكرية هنا”.

ويؤكد الإبراهيم في ختام حديثه أن المظاهرات ستستمر وبوتيرة أقوى بحال استمر الحال على ما هو عليه، وقال: “يجب أن تؤخذ مطالبنا على محمل الجد وأن تتحرك تركيا فعلياً لوقف موت السوريين أو أن تنسحب من مناطقنا ولا خيار ثالث”.

أما المواطن “حسن الجابر” من بلدة مورك في ريف حماة الشمالي والذي نزح مع أسرته ويقيم في مخيم أرمناز في ريف إدلب الشمالي، في شهادته لـ“نورث بالس” يقول: “المراوغة التركية لم تعد تحتمل وأصبح الوجود التركي في مناطق إدلب وريفها غير مرغوب به من قبل غالبية السكان والمظاهرات التي تخرج لا تكفي بطبيعة الحال رغم أهميتها بل يجب توسيع العمل والمطالبة بشكل جدي بوضع حد لما يجري”.

ويشير الجابر إلى وجود احتقان كبير من قبل الشارع في إدلب وريفها جراء ما تقوم به قوات الحكومة السورية والطيران الروسي الحليف من خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار تحت مرآى ومسمع القوات التركية التي تكتفي بدور المتفرج ولا تبدي أي خطوات فعلية لضمان سلامة أرواح آلاف المدنيين في مناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي”.

كما ويؤكد الجابر أن على فصائل تركيا “أن تعي حقيقة كذبها وعدم جديتها في حماية المدنيين وأن تركيا تسعى فقط للحفاظ على مصالحها الشخصية، والضحية الأكبر هو الشعب السوري الذي يسقط منه الشهداء يومياً دون تحريك ساكن من قبل المجتمع الدولي”.

وعلى صعيد متصل يتحدث المقدم “باسم الحسون” وهو ضابط سوري منشق من مدينة حمص ويقيم في ألمانيا في شهادته لـ “نورث بالس” يقول: “ما يحدث حالياً من عمليات تصعيد مكثفة يشير وبشكل لا شك فيه إلى إمكانية عملية عسكرية وشيكة من قبل قوات الحكومة السورية وبدعم جوي روسي، وذلك بعد فترة الاستراحة الطويلة التي أخذتها والتي كانت بمثابة تجهيزات لشن عمل جديد لقضم المزيد من المناطق”.

مضيفاً: “ما سيطرأ على أرض المعركة المحتملة هو وجود أسلحة حديثة أكثر دقة في التعامل مع الأهداف العسكرية إضافة لاحتمال أن تكون معركة طويلة زمنياً بحال لم يكن هناك تفاهمات ضمنية على الإنسحاب والتسليم وهذا الخيار هو الأقرب للواقع، بالمقابل فالصد العسكري من قبل فصائل المعارضة المسلحة سيكون أكثر شراسة بعد حصارها ضمن منطقة ضيقة مع كثافة سكانية كبيرة”.

كما ويتوقع الجابر أن تكون الخسائر البشرية جراء العملية العسكرية المحتملة كبيرة جداً بسبب عودة آلاف العائلات لقرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي والمتاخمة لمناطق سيطرة القوات الحكومية، فيما يبقى خيار التهدئة سياسياً مطروحاً ضمن الخيارات، وما يقوم به المدنيون من مظاهرات للتعبير عن غضبهم هو ردة فعل طبيعية بعد تملص الجانب التركي من مسؤولياته.

ويجدر الذكر أنه ومنذ نحو شهر ونصف تصاعدت وتيرة القصف الجوي والبري من قبل القوات الحكومية وداعميه الروس على مناطق متفرقة في ريف إدلب الجنوبي مثل بلدات إحسم والبارة وبليون وإبلين وغيرها مخلفاً العديد من الضحايا والجرحى في صفوف المدنيين رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار ورغم عشرات نقاط المراقبة التركية التي تشاهد ما يحدث بصمت.

إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.