NORTH PULSE NETWORK NPN

تهميش واقصاء متعمد … واقع مرير تعيشه المرأة في مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” في إدلب

إدلب / نورث بالس
مع بداية سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا ثم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على مناطق إدلب وريفها تزايدت وبشكل ملحوظ نسبة تهميش دور المرأة وتغييبها عن الواقع المدني والسياسي ومواضع صناعة القرار، وجهدت “تحرير الشام” على منعها من حقها في المشاركة الفعلية في إدارة المنطقة وأن تكون بمناصب مهمة وحصر تواجدها في وظائف اعتيادية غير فعالة بما فيه الكفاية.
وتجد المرأة نفسها قد ظلمت في منطقة إدلب وريفها، ولا تجد من ينصفها رغم وجود العديد من المنظمات التي تهتم بشؤون المرأة، وفي حديثها “لنورث بالس” تقول” إبتسام الحسين” ” ناشطة حقوقية” أن المرأة في إدلب تكاد تكون مغيبة بشكل كامل عن أماكن صنع القرار والمناصب القيادية، فلا وجود مثلاً لوزيرة ضمن “حكومة الإنقاذ” أو حتى مسؤولة قطاع أو منطقة أو مديرة لمجلس محلي لبلدة أو قرية، بل وتتعرض للسخرية إن طالبت بمثل هذه المناصب الحساسة والقيادية.
مضيفة، “رغم وجود العديد من التجمعات والحركات النسوية التي تحاول جاهدة تحصيل بعض حقوق المرأة في هذا المجتمع، إلا أن دور هذه التجمعات يعد صغير جداً، ولم يتمكن من تغيير شيء في واقع المرأة التي انحصر دورها فقط في أحسن حالاته أن تكون مدرسة أطفال في مدرسة أو موظفة لتوزيع المساعدات في منظمة أو ممرضة في مشفى، وعندما تحاول إحدى السيدات أن تصعد وأن تبرز نجاحها في مجال معين فإنها تقيد وتمنع من عملها من قبل”نحرير الشام””.
وتشير الحسين، “مع ذلك التضييق كله إلا أن هناك بعض النساء من منطقة إدلب أو وافدات إليها استطعن أن يكسرن جزء من الصورة النمطية المعتادة في أذهان المجتمع في المنطقة وأن ينطلقن للنجاح بجهود فردية وتميزن بعدة مجالات فنية وعلمية ومهنية”.
كما وتؤكد الحسين، أخيراً أن المرأة في إدلب ستقدم الكثير من النجاح لو أنها أعطيت فرص مناسبة وستكون على قدر المسؤولية، لكن سياسة سلطة الأمر الواقع المتمثلة “بتحرير الشام” والعديد من الجماعات المتشددة الأخرى لا يروق لها ذلك، ومع هذا فسنواصل النضال حتى توضع المرأة بمكانها الصحيح دون تهميش.
بدورها تقول” سعاد طبوش” وهي ناشطة نسوية، في حديثها”لنورث بالس” أن الفكرة السائدة بين أوساط العامة في مناطق إدلب وريفها بأن المرأة غير قادرة على خوض تجارب السياسة، وإدارة المناصب القيادية ويجب أن ينحصر ذلك فقط في الذكور، وساهمت الجماعات المتشددة ببث، وتثبيت هذه العقيدة التي تربصت في اذهان الكثير، ما جعل الأمر يزداد صعوبة في تقبل فكرة ان تكون المرأة بمكان قيادي مهم.
مضيفة، رغم أنها لعبت أدوار مهمة اثناء الحرب المستمرة في سوريا في عدة مجالات مثل الطب والتعليم والإعلام والدفاع عن حقوق الإنسان وحتى في القطاع العسكري ومقاومة أشكال الاحتلال، ومع كل ذلك فهي مهمشة وبعيدة عن المؤسسات المدنية التي تهيمن عليها”تحرير الشام” .
وتؤكد على ضرورة منح المرأة حقها في جميع المجالات، وأن لا ينحصر دورها في مجال ضيق فقط، فمن حقها المشاركة في بناء وتطوير مجتمعها سياسياً واقتصادياً وثقافياً ، دون اقصاء أو تمييز فالمساواة، بهذه الحالة هي خطوة لصالح الجميع وليس للمرأة بحد ذاتها.
وتعتبر فئة النساء من أكثر الفئات المتضررة في منطقة إدلب وريفها وخصوصاً ضمن مخيمات النزوح فهي من تتحمل أعباء العمل بأعمال شاقة لتحصيل قوت عائلتها وتقاوم صعوبة المعيشة في ظل انعدام فرص العمل وتفشي الفقر.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.