NORTH PULSE NETWORK NPN

روسيا وإيران.. هل تشكل سوريا نقطة الافتراق بينهما؟

نورث بالس

تكثفت مؤخراً الاتصالات بين الجانبين الروسي والإيراني، محورها الرئيسي الأزمة السورية وتداعياتها على البلدين، ومناقشة سبل تعزيز دورهما في بلد تتقاذفه الحرب منذ إحدى عشر عاماً. وكان آخرها لقاء بين وزيري خارجية البلدين “حسين أمير اللهيان” و”سيرغي لافروف” في موسكو.

وقد أجرى قبل عدة أيام دبلوماسيون روس بارزون مكلفون بالملف السوري، على رأسهم مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، الكسندر لافرنتييف، مع مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية “علي أصغر حاجي“.

إعادة موسكو جهودها الدبلوماسية وتنشيط اتصالاتها مع طهران، رغم الخلافات العميقة بينهما حيال الأزمة السورية ورؤيتهما لها، طرح عدة تساؤلات، حول توقيت اجتماع الجانبين ومعانيه وتأثيراته حول الملف السوري، وإمكانية تقارب رؤيتهما، في إطار الصراع على النفوذ بينهما في سوريا.

وقد ترأس “علي أصغر حاجي”، وهو أحد المسؤولين في الملف السوري، داخل الخارجيّة الإيرانيّة، كما أنه عادة يرأس الوفد الإيراني خلال اجتماعات «أستانا».

أبرز الخلافات

يعتبر العديد من المراقبين أن اللجنة الدستورية هي نقطة الخلاف الرئيسية بينهما. ففي حين تؤكد روسيا أنها تريد “أن يتم الاعتماد على مجالس للمناطق والأقاليم، ومجلس عام تكون لديه قراراته الخاصة ويتبع الحكومة في أمور محددة، بينما إيران تريد ان تكون هناك حكومة مركزية تسيطر على الأمور».

كما ركزت اللقاءات الدبلوماسيّة مؤخراً على نقاش مسار العمليّة السياسيّة في سوريا، وهو ما أكده بيان لوزارة الخارجيّة الروسيّة.

وركزت المباحثات بين الجانبين بحسب تقارير صحفية، على «مناقشة آليات دفع العملية السياسية، وتقديم المساعدة الإنسانية المتكاملة للسوريين، على النحو المنصوص عليه في قراري مجلس الأمن الدولي 2254 و2585».

ما مستقبل العلاقات الروسية الإيرانية؟

وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” رحّب بمستوى التعاون مع إيران في سوريا، وأشار إلى أن الطرفان: «بحثا التطورات الجارية، وتبادلا وجهات النظر حول الخطوات اللاحقة لتثبيت الأمن والاستقرار، وتنشيط مسار المساعدات الإنسانية».

مؤكداً أنّ: «مجموعة آستانة يُنتظر أن تعقد قمتها المقبلة في طهران بمجرد أن تسمح بذلك الظروف الوبائية».

روسيا ترفض التفاهم مع الإيرانيين؟

ويتوقع بعض المراقبين أن حدوث تصعيد سياسي بين روسيا وإيران في سوريا، نظراً للتجاذبات التي تعتري العلاقات مع الأطراف الأخرى، وخاصة علاقة روسيا بإسرائيل، واستهداف الطائرات الإسرائيلية للقواعد الإيرانية داخل سوريا، وكذلك حول اللجنة الدستورية، وعدد آخر من النقاط الخلافية، مثل هيكلة الجيش السوري والموقف من المؤسسات الأمنية، ومحاولات إيران الحثيثة الدفع بميليشياتها المتشددة للصدارة.

حتى الآن لا تبدو الصورة واضحة بشكل تام حول إذا ما كان الروس والإيرانيين سينجحان بالتوصل لرؤية مشتركة فيما يخص ملف العمليّة السياسيّة، رغم أن المعطيات تؤشر إلى عدم إمكانية حدوث تفاهم بين الجانبين، لا سيما وأن الروس لهم نفوذ ورؤية مختلفتان عن الإيرانيين وحضورهم السلبي في الملف السوري.

في سياق آخر، أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأحد، أن تطلع بلاده إلى الشرق “لا يعني ترك الغرب”، مضيفا أن إيران لا تريد ربطها بروسيا والصين.

وقال أمير عبد اللهيان في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) على هامش جولته الإقليمية الأخيرة: “إننا قلنا للأمريكيين والأوروبيين إنه لن تظل إيران مكبلة الأيدي وستقرر وتمضي قدما باتجاه مصالحها الخاصة”.

وفيما يخص محادثات فيينا بين بلاده والولايات المتحدة، ذكر الوزير أن المفاوضات تضم جزأين، أحدهما هو وضع السياسة، وهو ما يقوم به بشكل طبيعي في المجلس الأعلى للأمن القومي، أما الجزء الآخر هو التفاوض، وهو واجب من واجبات وزارة الخارجية. وتابع: “سندفع محادثات فيينا وإحياء الاتفاق النووي إلى الأمام بالاعتماد على الحكمة الجماعية”.

ورداً على سؤال عما إذا كان قد تم تحديد تركيبة فريق المفاوضين في وزارة الخارجية، قال أمير عبد اللهيان: “نحن نعمل حالياً على الاستنتاج نهائياً”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.