NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا تخطط لانتخابات صومالية بمواصفات تراعي مصالحها

نورث بالس

تعمل تركيا على إجراء انتخابات صومالية مبكرة وفق شروطه تضمن الأجندة الخاصة بها وإفراز قيادة موالية لأنقرة وقادرة على حماية المصالح التركية وتنفيذها.

وقالت صحيفة العرب: ” قال مراقبون سياسيون إن تصعيد الرئيس الصومالي محمد عبدالله، المكنى بفرماجو، ضد رئيس الوزراء حسين روبلي وسعيه لإجراء انتخابات وفق شروطه يتنزلان ضمن الأجندة التركية التي تدفع نحو انتخابات صومالية تفرز قيادة موالية لأنقرة وقادرة على حماية المصالح التركية وتنفيذ سلسلة من الاتفاقيات التي تم توقيعها في السنوات الماضية، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه الدعم الموجه إلى رئيس الوزراء تصريحات روتينية من دول غربية تحث فيها على الإسراع في إجراء الانتخابات.

وأشار المراقبون إلى أن نقطة الخلاف الرئيسية التي تقلق فرماجو تتعلق بتمسك رئيس الوزراء بالإشراف على مختلف تفاصيل الإعداد للانتخابات، وهو ما يهدد خطط الرئيس للاستمرار لدورة رئاسية جديدة وانتخاب برلمان موال له، كما يهدد فرص استمرار الدعم التركي له إن لم يقدر على توجيه الانتخابات إلى ما تريده أنقرة.

وأعلن فرماجو السبت أن رئيس الوزراء “فشل في إنجاز مهمة إجراء الانتخابات” في البلاد بعد توليه مسؤولية قيادة الانتخابات في مايو الماضي، إثر خلافات نشبت آنذاك حول بعض الأمور الفنية المتعلقة بالسباق ومنها “آلية تشكيل اللجان الانتخابية”.

وأضاف البيان أن رئيس الحكومة “انحرف عن مسار الانتخابات من خلال ضرب وحدة اللجان الانتخابية، ما يشكل تهديدا لاستقلاليتها”، كما أقدم رئيس الحكومة -وفق البيان- على “إصدار قرارات أحادية الجانب (لم يذكرها) وقد تضر بمسار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية”.

ودعا فرماجو إلى عقد مؤتمر تشاوري يجمع الحكومة الاتحادية والولايات الصومالية وسلطات العاصمة مقديشو لاختيار “قيادة كفؤة” تقوم بالعملية الانتخابية التي تشمل انتخاب أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في البرلمان وكذلك رئيس الجمهورية.

من جانبه اتهم روبلي الرئيس فرماجو بمحاولة “الانقلاب على الحكومة والدستور وقوانين البلد” بعد قراره تعليق مهام رئيس الوزراء ووضع حد لصلاحياته.

ويعتبر فرماجو المنتهية ولايته منذ نحو عام، والذي أخفق سابقا في التمديد لنحو عامين إضافيين، أن تركيا حليف قوي، حيث تقوم بتدريب القوات العسكرية التابعة له، مستفيدة من القاعدة العسكرية الضخمة التي شيدتها في الصومال.

وأكد الخبير في الشؤون الأفريقية حمدي عبدالرحمن أن الصراع بين فرماجو وروبلي هذه المرة خطير ويعيد الأزمة في الصومال إلى المربع الأول بعد أن لاحت في الأفق ملامح يمكن أن تخفف حدتها من خلال التوافق السابق حول إجراء الانتخابات.

وأضاف لـ”العرب” أن “العنصر المفصلي في المعادلة هو أن فرماجو مدعوم من تركيا بشكل واضح بعد أن ألقت أنقرة بثقلها العسكري خلفه، وهو ما يعزز ثقته في أنه قادر على تحدي غريمه والعمل من أجل تفويت الفرصة على إجراء انتخابات قد تبعده عن السلطة”.

وقال حمدي عبدالرحمن إن “تركيا تقوم بتدريب قوات الجيش بشكل مكثف، وخطت خطوة كبيرة عقب توريدها طائرات دون طيار إلى مقديشو، وهي الورقة الرابحة في يد فرماجو إذا تم اللجوء إلى الخيار العسكري لحسم صراعه مع روبلي”.

وأشار مكتب روبلي الاثنين إلى أن الرجل يقوم بمهامه اليومية كالمعتاد بعدما اعتبر ما قام به فرماجو “محاولة فاشلة” للسيطرة عسكريا على مكتبه، وأنه “ملتزم تماما بالوفاء بمسؤوليته الوطنية لإجراء عملية انتخابية مقبولة تتوج بانتقال سلمي للسلطة”.

ومن المتوقع عدم استسلام روبلي بسهولة، بعد أن وصلته إشارات دعم من بعض القوى الغربية المتحفظة على تغول تركيا في الصومال.

ومارست بعض القوى الدولية ضغوطا سياسية لإجراء الانتخابات ووقف حالة الجمود في السلطة وإنهاء الفراغ الدستوري الذي يؤدي إلى انسداد أفق المصالحة الوطنية، وهي الورقة التي يرى روبلي أنها يمكن أن تساعده في الحد من تصورات فرماجو، كما أجبرته منذ بضعة أشهر على التراجع عن الاستمرار في السلطة لمدة عامين”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.