الخارجية الأمريكية: الأقليات الدينيّة تتعرض للانتهاكات والاضطهاد في مناطق سيطرة تركيا بسوريا

نورث بالس

أصدرت وزارة الخارجيّة الأمريكيّة، قبل أيام، تقريرها السنوي حول الحرية الدينيّة في سوريا لعام 2021، صادر عن مكتب الحريةِ الدينيّة الدوليّة. ورصد التقريرُ عمليات التضييق على الحريات الدينية في مختلف أنحاء سوريا بالنسبة لأتباع كل الأديان والمذاهب، والانتهاكات التي تُمارس بحقهم.

وفيما يتصل بحالة الحرية الدينيّة في عفرين الخاضعة للسيطرة التركيّة والفصائل المسلحة السورية التابعة لها قال التقرير: “أفادت لجنة التحقيق وجماعات حقوق الإنسان والمنظمات الإعلامية، عن عمليات قتل واحتجاز تعسفي واغتصاب وتعذيب للمدنيين ونهب ومصادرة ممتلكات خاصة في عفرين وما حولها. أفاد ممثلو المجتمع ومنظمات حقوق الإنسان مثل المنظمة غير الحكومية “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” ومجموعات جمع الوثائق؛ أنّ الإيزيديين كانوا في كثير من الأحيان ضحايا لانتهاكات قبل قوات المعارضة السورية TSOs ، وجدت لجنة التحقيق الدولية أنه على الرغم من هزيمتها على الأرض، إلا أن الهجمات العنيفة من قبل فلول داعش قد زادت، في حين ذكرت منظمات حقوق الإنسان أن داعش استهدفت في كثير من الأحيان المدنيين، والأشخاص المشتبه في تعاونهم مع قوات الأمن، والجماعات التي يعتبرها داعش مرتدة. ظل العديد من ضحايا داعش السابقين في عداد المفقودين”.

وأضاف التقرير أنه “في المناطق الواقعة تحت النفوذ التركي، قامت مجموعات قوات المعارضة السورية العاملة تحت الجيش الوطني السوري بتقييد الحرية الدينية للإيزيديين من خلال الهجمات ضد المدنيين وترهيبهم”. وأشار تقرير صادر عن لجنة التحقيق في يناير/ كانون الثاني 2022 إلى أن اللجنة وثقت عمليات نهب وتدمير المواقع الأثرية والأضرحة والمقابر الإيزيدية من قبل الجيش الوطني في عفرين.

وفي حديثه في مركز ويلسون في واشنطن العاصمة في 10 أغسطس/ آب 2021، ذكر مراسل صوت أمريكا (VOA) أن جماعات حقوق الإنسان المحلية وثقت انتهاكات وانتهاكات ضد سكان عفرين، وخاصة ضد الإيزيديين، بما في ذلك عمليات الخطف مقابل فدية؛ السجن والتعذيب؛ فرض “رسم حماية” على بعض القرى؛ تدمير الأضرحة والمقابر الإيزيدية؛ ونهب ومصادرة الأراضي والممتلكات.

ووفقاً للجنة التحقيق الدولية، فقد تصاعدت عمليات الاختطاف والابتزاز في المناطق التي أدّت فيها الأعمال العدائية بين قوات المعارضة السورية TSOs والقوات الحكوميّة إلى فراغ أمنيّ. وفي مارس/ آذار الماضي، أفادت منظمة التضامن المسيحي العالمي عن إطلاق سراح “رضوان محمد”، مدير مدرسة كردي مسيحي، اختطفه عام 2020 “فيلق الشام”، في عفرين بعد أن رفض تحويل مدرسته إلى مركز تعليمي إسلاميّ. كما منعت المجموعة “محمد” وعائلته من غسل وتكفين جثة زوجته التي توفيت قبل اعتقاله. وكان كل من “محمد” وزوجته متحولين من الإسلام إلى المسيحية، وقد اتهمه “فيلق الشام” بالردة.

وذكر التقرير نقلاً عن إفادة أعضاء الأقليات الدينيّة والعرقيّة، وخاصة الكرد النازحين الإيزيديين والمسيحيين، في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي، مثل مدينة عفرين، بتعرضهم لانتهاكات حقوق الإنسان والتهميش. وفي منشور في أغسطس/ آب الماضي على مدونة مركز ويلسون، ذكر صحفيّ من إذاعة صوت أمريكا أنّه وفقاً لجماعات حقوق الإنسان، من بين 25 ألف إيزيدي كانوا يعيشون في 22 قرية في عفرين قبل التوغل التركي 2018، لم يتبق منهم سوى 5000 شخص. في سبتمبر/ أيلول من نفس العام. وذكرت إذاعة صوت أمريكا أن زعامات مسيحيين قالوا إنَّ القصف التركي في شمال شرق سوريا خلال العام دفع المسيحيين والأقليات الأخرى إلى مغادرة منازلهم في تل تمر والقرى المجاورة جنوب شرق منطقة “نبع السلام”.

ووفقاً لتقارير صحفية ومنظمات غير حكومية، في عفرين، لا تزال النساء الإيزيديات اللائي تعرضن للاختطاف من قبل قوات المعارضة السورية TSOs في عداد المفقودين.