NORTH PULSE NETWORK NPN

أشبال الخلافة …ضحايا تطرف الآباء

القامشلي – نورث بالس

وقعا ضحية تطرف عائلاتهم ليصل بهم الأمر إلى قطع آلاف الأميال للالتحاق في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، ليدمر أحلام الطفولة في الالتحاق بالمقاعد الدراسية واللعب في الأصدقاء في الحدائق.

في لقاء شبكة “نورث بالس” مع الطفل الداعشي من مدينة سراتوف الروسية “إلياس” 17 عاماً، الموجود في مركز هوري لتأهيل أطفال داعش في منطقة قامشلي شمال شرقي سوريا، تحدث عن قصة انضمام والده لداعش والتحاقه بأشبال الخلافة ومعاناته في ظل سيطرة داعش.

يقول إلياس: “تعرف أبي على الاسلام واعتنقها بعد ولادتي، أي قبل 17 عاماً، وفي عام 2014 قرر المجيء إلى سوريا والالتحاق بتنظيم داعش”.

وعن رحلة السفر نحو سوريا يشير إلياس أنهم خرجوا من روسيا صوب مصر ومنها توجهوا إلى تركيا ودخلوا سوريا عبر بوابة مدينة جرابلس الحدودية مع تركيا.

بعد الوصول إلى سوريا نقلهم تنظيم داعش إلى مدينة الرقة وهناك سكن إلياس ووالدته “فيكتوريا” في إحدى المنازل، فيما التحق والده خريج الهندسة المدنية بدورة شرعية لتنظيم داعش.

يقول إلياس أن والده شغل منصب مسؤول ما أسماه بمكتب “شؤون الشهداء” قتلى تنظيم “داعش” الإرهابي، وكان يتنقل في عمله مع التنظيم بين الكثير من المدن السورية من الطبقة والرقة والميادين ودير الزور وغيرها.

ويشير أنه وفي فترة بقائهم في مدينة الرقة شهد 4 مرات عمليات إعدام ميدانية نفذه التنظيم بحق 4 مدنيين متهمين بالكفر، فصل رؤوسهم عن جسدهم في الساحات العامة أمام الملء.

التحق إلياس عام 2016 بمعسكر “أشبال الخلافة”، وخضع لدورة تدريبية قرابة شهر، وهناك أثناء التدريبات تعرض يده لكسور ليرسله التنظيم الإرهابي إلى المنزل لقضاء فترة نقاهة.

يقول إلياس :”بعد أن أعادوني إلى المنزل بسبب الحادث التي تعرضت له اندلعت معارك قوية ضد داعش أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، ولم أعد بعدها إلى صفوف داعش”.

وفي نهاية عام 2016 انقل إلياس مع عائلته إلى العراق وأقاموا في مدينة تلعفر، وبقوا فيها فترة شهر ليعودوا مرة أخرى إلى الطبقة إثر خلافات بين والده وقيادات لداعش في العراق، واستقروا بعدها في الطبقة.

وفي عام 2017 وبعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية مدينتي الرقة والطبقة من التنظيم الإرهابي انتقل عائلة إلياس إلى مدينة الميادين، وهناك وبعد اشتداد المعارك والقصف يقرر والد إلياس أن يهرب ويسلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية، وفقاً لإفادة إلياس.

وأضاف: “بعد هروبنا من طرق خطرة تمكننا من الوصول إلى مناطق سيطرة قسد وسلمنا أنفسنا إليهما، نقل والدي إلى السجن ووالدتي إلى مخيم روج ونقلوني إلى مركز هوري”.

تحدث إلياس عن حلمه في أن يصبح ملاكماً عندما كان يذهب إلى المدرسة الابتدائية في بلاده، إلا أن مجيئهم إلى سوريا قضت على تلك الأحلام، ويكمل قائلاً: “عناصر داعش وأتباعه مريضين نفسياً”.

وتمنى إلياس العودة إلى روسيا ويحقق حلمه، موجهاً رسالة إلى حكومة بلاده في ختام حديثه: “أريد أن تخرجوني من هنا وأريد العودة لبلدي لأكمل حياتي بشكل طبيعي”.

لم تختلف قصة الطفل الإندونيسي “طارق” عن إلياس، فهو الآخر قدم إلى سوريا مع عائلته عبر تركيا من خلال بوابة جرابلس الحدودية عام 2015.

حسب طارق في حديثه إلى “نورث بالس” لم يتوقع القدوم إلى سوريا وانخراط والده في التنظيم الإرهابي، وأضاف: “كنت أظن أننا نذهب إلى السعودية لأداء مناسك الحج”.

ويقول أنه وخلال تلك الفترة كان والده “المهندس الميكانيكي” يعمل في ورشات تصليح السيارات التابعة للتنظيم الإرهابي في مدينة حمص، أما والدته بقيت في المنزل، وبعد انقضاء العام عادوا إلى مدينة الرقة ثم إلى دير الزور واستقروا فيها حتى عام 2017.

وأشار طارق إلى إلحاق والده له بالمدرسة الشرعية في مدينة دير الزور ليلتحق منها إلى معسكرات “أشبال الخلافة”، وأضاف: “طلبوا مني المشاركة في القتال لكن أمي لم رفضت ذلك وقررنا البحث عن طريق الهروب”.

أصيب والدة طارق بمرض مزمن وبدأ والده البحث عن مهرب إلى تركيا لمعالجة زوجته، لكنها قبل أن يتمكن من تأمين الطريق، ومع اشتداد المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية والتنظيم الإرهابي سلم والد طارق نفسه مع كامل أفراد عائلته المكونة من 5 أشخاص إلى قوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور نهاية عام 2017.

بيّن طارق أنه نقل إلى “مركز هوري” فيما نقلت جدته مع شقيقتيه إلى مخيم روج، وأودع والده السجن المركزي.

وأعرب طارق عن معاناته ومشاعره المتواترة خلال فترة بقائه في مناطق تنظيم “داعش” الإرهابي، وتابع: ” حياتنا كانت غير مستقرة وكنا نشعر بالخطر والقلق الدائم، وبعد أن نقلوني إلى هنا أعيش وكأنني في مدرسة عادية حيث ندرس ونقرأ ونلعب الرياضة حياتنا هنا باتت جيدة”.

 

إعداد: سيدو إيبو – خمكين قره مان

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.