NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا استحوذت على قاعدة بيانات عن نحو 10 آلاف ذئب منفرد في «داعش»

كشف تقرير أمني عن أن تركيا باتت تمتلك قاعدة بيانات «قيّمة» تحوي أسماء ومعلومات كاملة عما يقرب من 10 آلاف «ذئب منفرد» يعملون لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي بحثت عنها أجهزة مخابرات غربية وقادت مفاوضات مجموعة تعمل لصالح المخابرات الإيرانية للحصول عليها مقابل أكثر من 9 ملايين دولار.

 

 

نادي رينا الليلي في إسطنبول تم هدمه بعد الهجوم الإرهابي الذي شهده ليلة رأس السنة عام 2017

وذكرت صحيفة «صباح» القريبة من الحكومة التركية، الخميس، أن شرطة مكافحة الإرهاب في إسطنبول تمكنت من خلال عملية ناجحة نفذتها في الأشهر الماضية في إسطنبول من الحصول على قائمة تحوي أسماء ومعلومات تفصيلية حول 9 آلاف و952 «ذئبا منفردا» في «داعش».

 

وأضافت الصحيفة أنها حصلت على تفاصيل العملية، التي ذكرت أنها بدأت في مقهى في إسطنبول، وانتهت بالقبض على مشتبه به بحوزته قاعدة البيانات في مطار إسطنبول، وتم الحصول خلالها على قاعدة البيانات، التي تحتوي على معلومات عن السير الذاتية للذئاب المنفردين، بداية من مهاراتهم إلى أماكن إقامتهم ومعلومات الهويات الخاصة بهم، بحسب ما ورد في تقرير أعده مدير شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، عبد الرحمن صاووكصو.

 

وذكر التقرير أن وجود قاعدة البيانات كان معروفا لمعظم وكالات الاستخبارات من جهاز المخابرات البريطاني «إم آي 6» إلى وكالة المخابرات المركزية الأميركية «سي آي إيه» إلى الموساد الإسرائيلي. وكلفت وكالات المخابرات 40 عميلاً في طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان لتعقب قاعدة البيانات المعروفة بحيازة معلومات أعضاء «داعش» في تلك البلدان.

 

وبحسب التقرير، كانت قاعدة البيانات هي الجزء المركزي للبحث الدولي لفترة طويلة حيث تحوي جميع المعلومات حول الإرهابيين من الذئاب المنفردة من الولايات المتحدة، كندا، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، السويد، النرويج، الدنمارك، سويسرا، النمسا، وإسبانيا، الذين كانوا أعضاء في خلايا «داعش» النائمة في جميع أنحاء العالم.

 

وأضاف التقرير أن قاعدة البيانات كانت، في البداية، بحوزة زعيم «داعش» الأسبق أبو بكر البغدادي، الذي قُتل في عملية أميركية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وقام عملاء الولايات المتحدة بمسح المنطقة التي قُتل فيها البغدادي في محافظة إدلب السورية، لكنهم اكتشفوا أنها كانت اختفت منذ فترة طويلة وكانت بحوزة خليفته أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

 

وذكر أنه، في غضون ذلك، التقطت وحدات الاستخبارات ومكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، التي تنفذ عمليات ضد «داعش»، محادثة مشبوهة بين أهداف استخباراتية كانت تتنصت عليهم.

 

 

صورة من مديرية أمن إسطنبول لإحدى المداهمات على منزل يأوي عناصر من «داعش»

وخلال المحادثة وجد عناصر الاستخبارات وشرطة مكافحة الإرهاب حديثا عن تبادل «وشيك» لـ«شحنة» تابعة لـ«داعش» دون أن يعلموا بمحتوياتها. وقادت المحادثة بين مقاتل أجنبي في «داعش» والمتعاونين المحليين معه إلى مزيد من عمليات المراقبة.

 

وبحسب التقرير الأمني التركي فإن قاعدة البيانات كانت موضوع محادثة بين محمد تشيليك وزين الدين تشاليشكان وحكمت علييف وسيمور رزاييف وإلياس يلدريم، المرتبطين بالمخابرات الإيرانية، وقد اجتمعوا في أحد المقاهي، وكانوا يتحدثون عن «شحنة رقمية» معروضة للبيع من قبل عناصر «داعش» الذين سرقوها من قيادة الجماعة الإرهابية وناقشوا كيفية الحصول عليها لصالح المخابرات الإيرانية.

 

ولفت التقرير إلى أن أعمال المراقبة كشفت عن أن عناصر «داعش» الذين يمتلكون قاعدة البيانات تفاوضوا على بيع قاعدة البيانات لهؤلاء الخمسة، دون معرفة علاقتهم بالمخابرات الإيرانية، وذلك مقابل 8.5 مليون يورو (9.33 مليون دولار)، واتفق الطرفان على تسليم قاعدة البيانات في إسطنبول وبعد أشهر من المفاوضات، أبلغت وزارة الاستخبارات الإيرانية العملاء الخمسة استعدادها لدفع المبلغ، بعد رؤية «عينة» من قاعدة البيانات.

 

وورد في التقرير الأمني التركي أن «ساعيا» من «داعش» وصل إلى إسطنبول لإتمام عملية البيع، بينما أطلقت شرطة إسطنبول العملية، وتم اعتراض الساعي في صالة الوصول بمطار إسطنبول وعُثر على قاعدة البيانات بحوزته. كما اعتقلت الشرطة العناصر الخمسة الذين يعملون لحساب المخابرات الإيرانية.

 

وكشف التقرير عن أن «سيمور رزاييف» هو مواطن أذربيجاني من أصل إيراني وشارك في مشروع سري لتطوير طائرات من دون طيار في إيران، بينما يدير حكمت علييف، وهو مواطن إيراني، شركة شحن بين تركيا والدول المعروفة بالجمهوريات التركية، بينما التركيان محمد تشيليك وزين الدين تشاليشكان، رجلا أعمال يعملان في مجال توريد قطع الغيار لمشروعات الدفاع الاستراتيجية الإيرانية.

 

وكشف التقرير عن أن القرشي، الذي كان يعلم أن المخابرات الأجنبية تبحث عنه، قرر إرسال قاعدة البيانات مع الساعي إلى دولة أخرى، لكن الساعي الذي كلفه بالتسليم اكتشف محتوى قاعدة البيانات وقرر بيعها، واختفى، لكن عناصر «داعش» عثروا عليه، وزعم أنه فقد قاعدة البيانات ولم يعترف، على الرغم من قطع محققي التنظيم الإرهابي قدميه.

 

وأضافت الصحيفة أن قيادة التنظيم الإرهابي لم تصدق أن قاعدة البيانات ضاعت ببساطة، وطاردت المشتبه بهم المحتملين الذين اعتقدوا أنهم سرقوا قاعدة البيانات، وفي النهاية أعدموا عضواً في «داعش» في أوزبكستان واثنين آخرين في سوريا للاشتباه في تورطهم في السرقة. لكنهم فشلوا في تحديد موقع القائمة الثمينة للإرهابيين من الذئاب المنفردة.

 

هجمات الذئاب المنفردة

وتعد هجمات «الذئاب المنفردة» أخطر تهديد لـ«داعش»، الذي فقد الأراضي التي استولى عليها في العراق وسوريا، مع تضاؤل نفوذه وسط عمليات مكافحة الإرهاب في هذين البلدين.

 

و«الذئاب المنفردة» لـ«داعش» مسؤولة عن مقتل 50 شخصاً في 12 يونيو (حزيران) 2016 في ملهى ليلي في فلوريدا وقتل 84 شخصاً في فرنسا في عملية دهس شاحنة لحشد من الناس.

 

وفي تركيا ارتكب الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، الذي كان يعرف بـ«أبو محمد الخراساني» وهو ذئب منفرد، مذبحة راح ضحيتها 39 شخصاً في نادي «رينا» الليلي في إسطنبول بينما تجمع المحتفلون في رأس السنة الجديدة في مطلع يناير (كانون الثاني) 2017.

 

وصنفت تركيا «داعش» تنظيما إرهابيا في عام 2013. وتعرضت منذ ذلك الحين للهجوم من قبل «داعش» مرات عدة؛ حيث قتل أكثر من 300 شخص وأصيب المئات فيما لا يقل عن 10 تفجيرات انتحارية و7 هجمات بالقنابل وأربع هجمات مسلحة. ونتيجة لذلك، شنت تركيا عمليات في الداخل والخارج لمنع مزيد من الهجمات، بما في ذلك العديد من عمليات مكافحة الإرهاب في سوريا.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.