وثائق سريّة جديدة تكشف استراتيجيات القمع والانتهاكات لسلطة الأسد
نورث بالس
خلصَت لجنة العدالة الدولية والمحاسبة (CIJA)، إلى سلسلة وثائق سريّة جديدة تكشف استراتيجيات القمع والانتهاكات لسلطة الأسد في سوريا وذلك منذ الحراك السلمي في البلاد.
وتكشف الوثائق التي حصلت عليها اللجنة، نفي سلطة الأسد للتقارير الأولية عن التعذيب والاعتقالات الجماعية والقتل، إذ تُظهر الوثائق السرية قصصاً مختلفة تماماً، كما أن تُظهر أن سلطة الأسد كانت تعلم بأن المتظاهرين يطالبون بالحرية والديمقراطية، ورغم ذلك، كان يتخذ سياسات قمع لا ترحم ابتداءً من عام 2011.
وفنّدت اللجنة في تقريرها ثلاث تغييرات رئيسية في استراتيجية حكومة دمشق لقمع المظاهرات، وكيف اتسع نطاق القمع وتصاعدت الأفعال العنيفة التي طالت المتظاهرين والمعارضين.
وثائق اللجنة تظهر أنه منذ انطلاق المظاهرات في سوريا في الأسابيع الأولى من عام 2011، والتي ازدادت بشكل سريع، أن حكومة دمشق استندت بشكل أساسي إلى الشرطة والجيش وحزب البعث لقمع المظاهرات ومعارضي السلطة، كما اعتمد على الجماعات الموالية الأخرى من أجل مراقبة المتظاهرين وأعضاء مجموعات المعارضة والداعمين لهم، والتصدّي لهم، واحتجازهم والتحقيق معهم، بهدف تفكيك المعارضة وقمعها والحؤول دون انتشار أي نشاط معادٍ لسلطة الأسد، ومن خلال ذلك، ظنّ الأسد أنّه قادرٌ على الحفاظ على سيطرته الحصرية على الدولة والبقاء في السلطة.
وتركز وثائق اللجنة على مدى توسع عمليات البحث والاعتقال في مختلف المناطق، وكيف أثر ذلك على المتظاهرين والمعتقلين، وكيف دفعت وحشية التدابير الأمنية وشدتها بالمعارضة إلى تعزيز ردها، ما أفضى بدورها إلى تشكيل فصائل المعارضة المسلحة والسيطرة على المناطق والاشتباك العسكري مع قوى الأمن.
بحسب الوثائق فإن كل مرحلة تصعيد جديدة لسلطة الأسد على المتظاهرين تبدأ في تشديد سياسته أولاً، ومن ثم إرسال قادة عسكريين وأمنيين رفيعي المستوى لقيادة العمليات في المحافظات “الساخنة”.
في النهاية، تكشف الوثائق عن ممارسات وحشية تعرّض لها المعتقلون، مما يبرز الجوانب المظلمة لسياسات سلطة الأسد في التعامل مع الاحتجاجات والمعارضين بحسب، تقرير لجنة العدالة والمحاسبة CIJA.
واستطاع محققو اللجنة الحصول على وثائق هامة تتجاوز 1.3 مليون صفحة، جميعها كشفت تورط حكومة دمشق في سياسات قمعية ومروعة، وفقاً لمهمة سرية ومضنية اعتمدت على جمع أدلة تساعد في تحديد مرتكبي جرائم الحرب على مستوى عال في دمشق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.