نورث بالس
تفرض قوات الحكومة السورية حصاراً مشدداً على حيي الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب، في وقت تستمر فيه هذه القوات بمحاصرة منطقة الشهباء التي تضم المهجرين من عفرين منذ أكثر من شهر.
وبدأت قوات الحكومة السورية منذ يوم أمس بفرض حصار مشدد وخانق على سكان حيي الشيخ مقصود والأشرفية اللذان يقطنهما غالبية كردية، ويتم إدارتهما ذاتياً من قبل السكان.
وبالتزامن مع هذا الحصار، يخضع الداخلون والخارجون من وإلى الحي من النساء والرجال والأطفال ومهما كانت الأعمار لتفتيش دقيق غير مسبوق.
وتقوم الأفرع الأمنية التابعة لقوات الحكومة والتي تفرض الحصار على الحي، بتدوين بيانات جميع الخارجين من الحي (الاسم الثلاثي، أين يقطن بالضبط، إلى أين سيخرج، متى سيعود للحي) وبعد العودة يتم إجراء تفتيش دقيق لهم.
وبالتزامن مع تدقيق بيانات الخارجين، لا تسمح قوات الحكومة بالعاملين ضمن المؤسسات الأمنية لديها بدخول الحي، سواء كانوا من الأمن العسكري، المخابرات الجوية والسياسية وكذلك من الحزبيين البعثيين البارزين.
ويأتي هذا الحصار لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، مع حصار خانق تفرضه قوات الحكومة منذ أكثر من حي على مناطق الشهباء التي تضم المهجرين من عفرين الذين هجروا ديارهم تحت القصف والهجمات التركية التي تعرضت لها منطقتهم اعتباراً من 20 كانون الثاني 2018 وحتى سيطرة القوات التركية وفصائلها عليها في 18 آذار 2018 وما بعدها.
وتمنع قوات الحكومة دخول المواد الغذائية ومصادر الطاقة من بنزين، مازوت وغاز من دخول مناطق الشهباء، إلى جانب منعها من دخول الخضار والفواكه إليها، بالإضافة إلى منع دخول الأدوية وكذلك تمنع خروج المرضى للعلاج في مدينة حلب.
ولا يُعرف سبب حصار قوات الحكومة لحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، ولكن مصدراً في الأمن العسكري لدى قوات الحكومة أكد أنه مرتبط بالحصار الذي فرضته قوى الأمن الداخلي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على المربعات الأمنية لقوات الحكومة في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وتتعرض المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي للحصار بعد أن زادت انتهاكات الأفرع الأمنية لقوات الحكومة ومجموعات الدفاع الوطني التابعة لها والتي تضم البعثيين، بحق السكان، إذ يعتقلون الشبان ويضايقون النساء ويستهدفون السيارات المارة بالقرب من مقراتهم.
وسبق لقوات الحكومة والمجموعات الموالية لها من شن هجمات على قوى الأمن الداخلي في مدينة القامشلي لأكثر من مرة بداية الشهر الجاري، كان آخرها بداية هذا الأسبوع.
إعداد: علي الآغا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.