NORTH PULSE NETWORK NPN

حي الفردوس.. مهملة قبل الحرب ومدمرة بعدها وتنتظر وعود إعادة الحياة إليها منذ 5 أعوام

حلب – نورث بالس

يعاني حي الفردوس وهو أحد احياء مدينة حلب الواقع في الجزء الشرقي من المدينة، من إهمال حكومي واضح لعدم توفر مقومات الحياة  فيه من تعبيد الطرق وتمديد الكهرباء وإزالة الأنقاض وغيرها من الأمور، وهذا كله وسط وعود حكومية متجددة منذ 5 أعوام لم تنفذ أي منها إلى الآن.

هذا الحي الشعبي والأكثر كثافة سكانية يقطنه فئات مختلفة من المجتمع الحلبي وبشكل خاص من ذوي الدخل المحدود نظراَ لبساطة سبل العيش فيه.

فبعد سنوات من الحرب نال حي الفردوس كغيره من المناطق السورية نصيبه من الدمار حيث كان الحي يقع فيه دائرة الصراع والقتال بين المجموعات المدعومة من تركيا وقوات الحكومة السورية، ونتيجة هذا الصراع دمرت البنية التحتية للحي.

وبعد إعادة الحكومة السورية السيطرة عليها قام مجلس المدينة بإعادة فتح الطرق الرئيسية المغلقة في الحي فيما أبقت أنقاض الأبنية المدمرة على حالها دون إزالتها بحجة منع التجار من إعادة بنائها دون تراخيص كون الحي لا يخضع إلى مجلس المدينة وهي في الأساس محاضر عشوائية على حد تعبيرهم.

فبعض مشاكل الحي  تعود إلى ما قبل الحرب حيث لا توجد ممرات للمشاة، بالإضافة إلى مشاكل كبيرة في الصرف الصحي، ففي فصل الشتاء تتجمع كميات كبيرة من  المياه في الطرق كونها تفتقر إلى مصارف مطرية، ونتيجة عدم إزالة الأنقاض كثرت القوارض والحشرات والأفاعي والكلاب الشاردة والمسعورة وباتت كلها تشكل خطر على سكان الحي وأطفالهم.

كمان أن الحي يعاني من عدم وصول الكهرباء فالطرق الرئيسية تفتقر إلى الإنارة ليلاَ والحكومة السورية تقول بأنها تعمل جاهدة لإيصال الكهرباء الى الأحياء الشرقية من المدينة على حد قولها في وقت هي غير قادرة على تأمينها للأحياء الجاهزة التي لم تصبها الضرر، حيث وصل التقنين إلى 11 ساعة متواصلة والساعات التي تأتي فيها الكهرباء تكون متقطعة وغير منتظمة.

المواطن محمد فاضل يسكن حي الفردوس  منذ 50 سنة تقريباً ويبلغ من العمر 65 يقول في لقاء مع شبكة “نورث بالس” أن :”وضع الخدمات مزري  جداً وان نظام الصرف الصحي في هذا الحي نظام  قديم كما أنه حتى هذه اللحظة لم تقوم الحكومة بتقديم أي خدمات للحي”.

وأضاف فاضل: “حتى بعد إعادة السيطرة عليها من قبل الحكومة السورية عام 2016 لم تقوم بتغير شيء من الوضع الذي  بدأ يزداد سوءً  ونظراً لهذا فإن أكثر من 60%  من سكان الحي لم يعودا بعد مفضلين البقاء خارج المنطقة لحين تحسين الأوضاع التي يعد بها مجلس المدينة والتي لم تنفذ منذ 5 أعوام وإلى هذا اليوم”.

وفي نفس السياق قال المواطن محمود الجاسم 39 عاما: “أصحاب المولدات الكهربائية يستغلون واقع التيار الكهربائي في الحي حيث يصل سعر الأمبير الواحد الى 6500 ل.س، كما ان ساعات الإيصال قليلة دون تعويض لساعات العطل، فليس هناك  أي رقيب لعمل المولدات من قبل الجهات المعنية بها لضبط التسعيرة، ناهيك عن سعر أسطوانة الغاز التي باتت حلم كل مواطن  حيث  وصل سعرها في فصل الشتاء الى 25 ألف ل.س ومادة المازوت إلى الأن ننتظر توزيعها من قبل الحكومة رغم قرب انتهاء الشتاء، حيث وصل سعرها في السوق السوداء إلى 1200 ل.س، وهذه الأسعار لا تتناسب مع دخل المواطن فأعمالنا تراجعت وبات من الصعب على المواطن الحصول على لقمة عيشه”.

من جانبه بين نائب مجلس مدينة حلب المهندس أحمد رحموني في تصريح لـ “نورث بالس” وقال: “مدينة حلب تعرضت للكثير من الدمار نتيجة الحرب التي وقعت فيها ولهذا السبب هنالك بعض التأخير لتنفيذ الكثير من المشاريع وهذا يعود لعدم قدرة مجلس المدينة لإصلاح كل الأماكن وإعادتها كما كانت عليها سابقاً، فهذا يحتاج وقت طويل وإمكانيات كبيرة”.

وأشار بان موضوع الكهرباء يحتاج لوقت كونه لا يوجد محولات كهربائية حالياً وإذا وجدت من المؤكد سيقوم المجلس بتغذية تلك المناطق بالتنسيق مع شركة الكهرباء العامة بحلب.

إعداد : علي الاغا

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.