NORTH PULSE NETWORK NPN

إيران قصفت إسرائيل بخجل … ماذا يجري في الخفاء؟

كاردوخ بيكس

بعد الاستهداف الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية في العاصمة دمشق، ومقتل كبير قياديي الحرس الثوري الإيراني مع ستة من المستشارين، تباينت ردود الفعل، فأمريكا قالت بأنها لم تكن على علم بهذه الضربة، وأوضحت امتعاضها منها، العديد من الدول صنفتها في خانة الاستهداف الدبلوماسي كون المكان المستهدف يعتبر أرضا سيادية لإيران، وفق القانون الدولي. بينما ردة الفعل الإيرانية كانت وما زالت هي الأهم والأكثر تأثيراً على العالم وعلى الشرق الأوسط بشكل خاص.

تحدثت إيران بلغة التهديد منذ اللحظة الأولى من الاستهداف، وباتت تتوعد بالرد القاسي وغير المسبوق، إلى جانب رغبتها التي أعلنتها لأكثر من مرة بعدم التصعيد والدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل وأمريكا.

وهنا بدأ سؤال يطرح نفسه بشدة على الساحة ألا وهو كيف سيكون الرد الإيراني على إسرائيل؟

هل سيكون عبر أذرعها في المنطقة والعالم من خلال استهداف حلفاء إسرائيل ومصالحها؟ أم عبر القصف المباشر من الأراضي الإيرانية بوساطة الصواريخ البالستية التي طالما توعدت بها إيران إسرائيل؟ أم من خلال دخولها المباشر في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة حماس منذ ستة أشهر؟

كل هذه الاحتمالات بقيت بخانة التكهن فقط، ولم تقم إيران بأي منها؛ إلى أن أعلنت إيران أمس بأنها أرسلت العشرات من المسيّرات التي تحتاج لساعات لتصل إسرائيل، وقصفت بعدة صواريخ سقطت بعضها في الأردن وسوريا وحتى العراق وإقليم جنوب كردستان، تزامناً مع الجاهزية التامة للجيش الإسرائيلي لمثل تلك الضربات في ظل الحرب التي تشنتها على حركة حماس لأكثر من ستة أشهر.

إيران ليست جادة في ردٍّة فعلها، ولو كانت جادة لما كان الرد مخجلاً إلى هذا الحد وبهذه الطريقة التي تحمل طابعاً مناوراتياً لا عسكرياً سرياً.

الهجوم الإيراني على إسرائيل لم يكن سوى هجوم إعلامي، هدفه حفظ ما تبقى من ماء الوجه، ومعظم مسيّراتها سقطت خارج أراضي إسرائيل، في المقابل بدأ التطبيل والتزمير من قبل الإعلام الإسرائيلي محاولاً تضخيم هذا الهجوم، وإعطائه حجماً أكبر وبشكل مقصود، ليوصلوا للعالم رسالة مفادها إن إيران شنت هجوماً شاملاً عليها، وإنها تمكنت من إفشاله، وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا الرد الذي طال انتظاره دون خسائر تذكر نسبة إلى تلك التهديدات التي سبقته. حسبما أعلنها بعثة إيران في الأمم المتحدة بأن الرد الإيراني قد أنتهى. في حين نالت إيران مكاسب وتنازلات مقابل هذا الرد؟

والسؤال هنا ماهي تلك التنازلات والمكاسب؟ وهل ستبقى سوريا هي ميدان مفتوح أمام تصفية الحسابات بين كل من إيران وإسرائيل؟

وهل سيستمر الشعب السوري بدفع فاتورة هذه الصراعات في ظل الأزمة والصراع الدائر لأكثر من عشر سنوات؟

وهل الشعب السوري مجبر على تحمل أعباء إضافية في الصراعات الإقليمية تلك وليس له فيها ناقة ولا جمل؟

أم أن المنطقة مقبلة على حرب إقليمية ستغير خريطة المنطقة حسبما رُسِم لها

في حين قررت إسرائيل الرد؟

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.