NORTH PULSE NETWORK NPN

تركيا وسياسة “تقزيم العقل العربي الإسلامي”

نورث بالس- لزكين إبراهيم

حكومة أردوغان التي تدعي العداء لاسرائيل وتطلق الجعجعات الفارغة في تهديد اسرائيل ومحاولات إظهار نفسها تدافع عن حقوق الفلسطينيين، هي في الحقيقة تتبع سياسة “تقزيم العقل العربي الاسلامي” عبر اللعب على مشاعرهم القومية والإسلامية، واستغلال القضية الفلسطينية لتمرير سياساته المعادية للشعوب وضرب القضية الكردية.

ومن إحدى نماذج تلك السياسة الصارخة في التلاعب بالمشاعر والعقول “العربية الاسلامية” التي تتبعها تركيا، هي استيلاؤها مؤخراً على أرض لمزارع عفريني من قرية تل طويل التابعة لمدينة عفرين الكردية شمال سوريا، وذلك تحت اسم “جمعية العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48” والبدء ببناء جامع عليها!.

فتركيا بهذه الخطوة واستيلائها على الأملاك الخاصة بالكرد باسم جمعية فلسطينية تهدف إلى كسب تأييد الفصائل العربية والإسلامية العاملة تحت إمرتها، لاستخدامهم لضرب وتهجير الكرد من أرضهم تحت شعارات تثير المشاعر “القومية والدينية”، وفي الحقيقة فإن تركيا تفعل في عفرين مافعلت اسرائيل بالفلسطينيين أثناء نكسة 1948. فكيف لدولة محتلة ومغتصبة لأرض شعب وترتكب المجازر والتهجير والتغيير الديمغرافي بحقهم على حدودها، أن تدافع عن شعب آخر تعرضت أرضه للاحتلال الاسرائيلي وتعرض للتهجير القسري؟!.

وكنموذج مصغر لسياسة تركيا في تمرير مخططاتها عبر “تقزيم العقل العربي الاسلامي” هي أنها وبأموال دولة “قطر” العربية المسلمة السنية، وباسم الفلسطينيين العرب القوميين المهجرين تبني هذا الجامع على أرض كردي عفريني مهجر! ليكون هذا الجامع المبني على أرض مسروقة مكاناً للصلاة والتقرب من الله والدعاء منها بالنصر على اسرائيل والأعداء! والأنكى أن هؤلاء المصلين يتأملون من الله أن ينصرهم على “القوم الظالمين” الذين هجروا أخوتهم من فلسطين. متناسين أنهم أنفسهم “القوم الظالمين” الذين يجلسون على أرض اغتصبوها واحتلوها وهجروا أهلها وحللوا لأنفسهم نهبها.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، كيف لهم أن يطالبوا بحقوقهم في أرض فلسطين وهم ينهبون حقوق شعب آخر ويحتلون أرضه؟ كيف يدعون أنهم مسلمون ويغتصبون أرض مسلم آخر ويهجرونه من دياره؟ وكيف يبنون بيتاً لله على أرض حرام ليصلوا فيه؟؟. وهل سيستفيق “العرب والمسلمون” التابعون لتركيا من صحوتهم ويدركون مخطط أردوغان القذر؟ أم أنهم سيواصلون تقديم كامل الولاء والطاعة العمياء له ويرضخون لسياستة في تقزيم عقولهم حتى تستكمل تركيا ما بدأتها اسرائيل في احتلال كافة الدول العربية والإسلامية، وإعادة أمجاد أجداه العثمانيين وإعادة العرب والمسلمين إلى عهود العبودية والظالم؟ فمتى سيفهمون أن تركيا بقيادة أردوغان هي خادمة لاسرائيل وليست عدوتها كما يدعون؟  متى سيدركون أن عدو أجدادهم ومُعلق مناضليهم وثوارهم على المشانق لن يكون صديقاً لأحفادهم؟ متى سيدركون أن من نهب مكة والمدينة المنورة لن يحرر لهم القدس؟ وهل ستنفعهم الصحوة والندم بعد استكمال تركيا مخططاتها في احتلال الدول العربية من سوريا والعراق وليبيا واليمن والجزائر وغيرها والتي تتدخل تركيا فيها على حساب دماء المقاتلين “العرب والمسلمين” الذين حولتهم تركيا إلى مرتزقة بأموال دولة قطر العربية؟!.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.