NORTH PULSE NETWORK NPN

روسيا وإيران توقعان اتفاقية متعلقة بمجال التجسس

نورث بالس
وقّعت كل من إيران وروسيا اتفاقية في مجال مكافحة التجسس سعيًا منها إلى إصلاح استخباراتها على الرغم من امتلاكها جهازًا استخباراتيًّا واسع النطاق.
أفاد تقرير لمركز بيغ سادات الإسرائيلية للدراسات الاستراتيجية أن جمهورية إيران الإسلامية تمتلك جهاز استخبارات واسع النطاق ومعقد، وأهم مؤسستين استخباراتيتين هما وزارة الاستخبارات (MOI) وذراع المخابرات في الحرس الثوري الإسلامي (IRGC)، بالإضافة إلى منظمة استخبارات رئيسة ثالثة هي منظمة حماية الاستخبارات التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي تعمل بشكل مستقل عن ذراع استخبارات الفيلق وتتعامل في مكافحة التجسس.
وكانت آخر ثلاث إخفاقات في مجال مكافحة التجسس – وكلها مدمرة – تتعلق باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد، وقتل قيادي من “القاعدة” على الأراضي الإيرانية، واغتيال المهندس النووي الإيراني في طهران محسن فخري زاده.
وبعد اغتيال الرجل الثاني في “تنظيم القاعدة”، أبو محمد المصري، على يد الموساد الإسرائيلي في طهران، زعمت أن ضعف الاستخبارات الإيرانية المضادة سيجبر النظام على إصلاح استخباراته المضادة. للقيام بذلك، كان من المرجح أن تتجه إلى روسيا والصين.
وفي الشهر الماضي، في كانون الثاني (يناير) 2021، قام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة أخرى إلى موسكو للقاء نظيره سيرغي لافروف، حيث سافر ظريف إلى روسيا أكثر من 30 مرة، مما يسلط الضوء على الاعتماد الكبير لطهران على ذلك البلد، ما جعل زيارته الأخيرة مهمة هو توقيع البلدين على معاهدة أمنية.
وقال لافروف لوكالة الأنباء الروسية تاس: “لقد وقعنا (روسيا وإيران) اتفاقية حكومية دولية بشأن التعاون في ضمان أمن المعلومات”، ولم يذكر تفاصيل أخرى.
ومع ذلك، قالت إيران عبر وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) إن الاتفاقية تضمنت التعاون فيما يتعلق بـ “المعلومات والجرائم المرتكبة باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمساعدات في التكنولوجيا، والتعاون الدولي، بما في ذلك الاستطلاع والتنسيق، وما يلزم التعاون مع المجتمعات الإقليمية والدولية لضمان الأمن الوطني والدولي”.
بينما تهدف الاتفاقية ظاهريًّا إلى زيادة التعاون بين الدول في مجال الأمن السيبراني، قالت وكالة أنباء تسنيم التي لها صلات قوية بالحرس الثوري الإيراني “رئيس منظمة الدفاع المدني الإيرانية كشف النقاب عن خطط للتعاون المشترك تركز على تبادل المعلومات الاستخبارية، والتفاعل ضد التهديدات، والدفاع المشترك”.
وصرحت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان صحفي أن إيران وروسيا وقعتا “ميثاق تعاون أمن المعلومات” وأن أحد أهداف الاتفاقية هو “تعزيز أمن المعلومات”.
في حين أن أمن المعلومات والأمن السيبراني هما الهدفان الرئيسان للاتفاقية، فإن علماء دراسات الاستخبارات يدركون جيدًا الارتباط الوثيق بين أمن المعلومات والاستخبارات المضادة، قد يجادل الكثيرون أن أمن المعلومات هو في الواقع الهدف الرئيس لمكافحة التجسس، حيث تعتبر العديد من المنظمات الاستخباراتية الاستخبارات الإلكترونية قضية استخبارات مضادة.
وأشاد التقرير إلى أن “الاتفاق بين إيران وروسيا ليس مفاجأة، مر أكثر من عام على مقتل سليماني وستة أشهر مرت منذ اغتيال المصري، وكان لدى المنظمات الاستخباراتية الإيرانية متسع من الوقت لتحليل جهاز التجسس المضاد، ومواجهة نقاط ضعفها الهائلة، وتقديم نتائجها إلى صانعي السياسة، مما لا شك فيه أن مقتل فخري زاده مؤخرًا، والذي شكل إحراجًا كبيرًا للنظام، زاد من حدة هذه العملية. هذا صحيح بشكل خاص في ضوء حقيقة أن رئيس المخابرات الإيرانية ادعى مؤخرًا في مقابلة أن اغتيال فخري زاده تم تنظيمه من قبل أحد أفراد القوات المسلحة الإيرانية، والذي، إذا كان صحيحًا”.
ومشيرًا إلى أن “المخابرات الإيرانية والاستخبارات المضادة ليست عاجزة فحسب، بل معرضة للخطر، يحتاج النظام إلى المساعدة في هذه المجالات، وقد يكون اتفاق أمن المعلومات بين إيران وروسيا أفضل وسيلة له لإجراء الإصلاحات المطلوبة”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.