NORTH PULSE NETWORK NPN

الدكتور مروان مداح: الإدارة الذاتية حل لتحقيق الاستقرار ولو مرحلياً للمنطقة

السويداء – نورث بالس

بعد تحول الثورة السورية إلى أزمة إثر عسكرتها وبروز طرفين للصراع وتسببهما في قتل وتهجير الآلاف من السوريين وتدمير المدن والمحافظات، سعت بعض المناطق السورية النأي بنفسها عن أتون طاحونة هذه الحرب ومحاولات تحقيق ولو نوع من الاستقرار وحماية الشعب عبر خلق مشاريع جديدة .

ومن أمثلتها البارزة ما حصل في مناطق شمال وشرق سوريا ومحافظة السويداء، اللتان طرحتا مشروع “الإدارة الذاتية” التي تعتمد مبدأ اللامركزية في الإدارة، وانتخاب هيئات حكم محلية أعضاؤها معروفين للناخبين ويخضعون لمحاسبتهم المباشرة لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وذلك كحل بديل لتحقيق نوع من الاستقرار في هاتين المنطقتين. والتي تعتبر المشروع الوحيد الذي طُرح وبدأ العمل الفعلي عليه من قبل السوريين أنفسهم دون تدخلات خارجية، ولكن مع ذلك تواجهها الكثير من التحديات ومحاولات إجهاضها.

وحول هذا المشروع ومدى فاعليته في الحالة السورية، أجرت شبكة “نورث بالس” لقاء مع الدكتور مروان مداح وهو ناشط سياسي من أبناء محافظة السويداء، والذي عبر عن رأيه بمشروع الإدارة الذاتية مؤكداً أن فكرة الإدارة الذاتية جديدة بالسويداء، والمطالبين بها يزدادون وقال: “الوضع في سوريا صعب ومعقد ونحن على أبواب العام الحادي عشر من الأزمة التي طحنت السوريين وأفلست الحلول التي اعتمدها النظام والمعارضة وأصبحا جزء من الأزمة وليسوا جزء من الحل”.

ونوه مداح أن مناطق سيطر الطرفان تفتقد للحد الأدنى من الأمان للناس والحد الأدنى من مستلزمات العيش وقال: “إن النظام فاسد ومرتهن لإيران، كما أن المعارضة أيضاً فاسدة وعميله لتركيا وليس لدى هذين الطرفين حل ينبع من الداخل، ونحن في محنه حقيقية والأزمة تحتاج للأسف لوقت طويل للخروج منها، لذلك نحتاج إلى حل مرحلي يؤمن الحد الأدنى للحقوق الإنسانية والمعيشية للسوريين إلى حين ظهور الحل السياسي الشامل للأزمة، ومن هنا أتى طرح فكرة الإدارة الذاتية”.

ووصف مداح مشروع الإدارة الذاتية بأنها “مشروع سياسي وليس مرتبط بدولة أو جهة خارجية وليست ممولة من أحد”.

وعن التحديات التي تواجهها أشار مداح بأن هناك تعمد من قبل البعض لتشويهها واتهامها بأنها مشروع انفصالي أو أنها مدعومة من الخارج، وغيرها من الاتهامات الباطلة.

وأكد مداح أن الهدف الحقيقي من طرح الإدارة الذاتية في جبل الدروز ومحافظة السويداء، هي استعادة الأمان، وقال: “لذا طرحت الإدارة وهو كحل ولو مرحلي للمنطقة، إلى أن تستعاد الاستقرار لسوريا ككل”.

منوهاً أن المشروع يعتمد على قناعة الناس، وهذا يعول على نجاحها، ويضمن أمن الشعب السوري.

فيما أكد الدكتور مروان مداح أن الدول المتدخلة في الشأن السوري كأمريكا وروسيا وتركيا هم معنيين بأمن دولهم القومية فقط وليس بالأمن القومي السوري، وتعاملهم مع الملف السوري يتوقف على مدى تحقيق أمنهم القومي ومصالحهم في المنطقة، وقال: “لذا على الشعب السوري الاعتماد على ذاته لتحقيق الاستقرار لنفسه وعدم انتظار الحلول والمشاريع الخارجية التي سيتم وضعها لخدمة تلك الجهات الخارجية وليس على مصلحة ومنفعة الشعب السوري”.

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.