NORTH PULSE NETWORK NPN

الهجـ.ـوم على حمـ.ـيميم تكشف عن مساعٍ لفرض قيـ.ـود أمـ.ـنية على القـ.ـوات الروسية في الساحل

تصاعدت في الآونة الأخيرة حملة ممنهجة ضد القوات الروسية المتمركزة في الساحل السوري والتي كانت من أبرز الداعمين العسكريين للنظام البعثي، حيث تتعرض منذ بداية الشهر الجاري لهجمات بطائرات مسيرة مجهولة المصدر وحملة اعلامية مضادة من وسائل اعلام موالية لتركيا، بالإضافة إلى محاولات لتحميل القوات الروسية مسؤولية المقاتلين العلويين الذين يشنون هجمات على قوات سلطة دمشق، حيث صرح “رامي مخلوف” أحد أبرز مسؤولي النظام البعثي والمقرب من روسيا سابقاً والمقيم حالياً في دبي أنه جهّز آلاف العناصر لحماية المجتمع العلوي بالتنسيق مع الضابط السابق في قوات النظام البعثي “سهيل الحسن” الذي كان تابعاً لروسيا والمتواري عن الأنظار حالياً، دون تأكيد حقيقة ذلك من مصادر علوية محايدة على أرض الواقع. يأتي ذلك في ظل محاولات تركية للتغلغل في الساحل السوري من خلال الفصائل الموالية لها والتي اندمجت في وزارة الدفاع، ومحاولة عقد صفقات تجارية مع سلطة دمشق في المنطقة والسماح بحركة المرور عبر معبر كسب الحدودي.

على صعيد متصل، تجري قوات سلطة دمشق في مدينتي اللاذقية وجبلة واريافها وكذلك محيط قاعدة حميميم الروسية، تحركات أمنية غير اعتيادية ونصب حواجز، بعد استقدام أرتال كبيرة تضمنت مسلحين ملثمين رغم صدور قرار رسمي مؤخراً يمنع تغطية الوجه أثناء تنفيذ المهام الميدانية، الأمر الذي أثار قلق السكان في ظل التوتر الأمني المتصاعد بالمنطقة. يأتي ذلك بعد يومين من استهداف مقاتلين أجانب للقاعدة الروسية أسفرت عن وقوع قتلى وإصابات من الطرفين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، إن موسكو تشعر بقلق عميق إزاء ما وصفه “بتطهير عرقي تقوم به جماعات متشددة في سوريا”، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز”، ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تعرضت فيه نقطة أمنية روسية تابعة لقاعدة حميميم الجوية في اليوم نفسه لهجوم مفاجئ من قبل مجموعة من المقاتلين الأجانب الذين ينحدرون من أوزبكستان ومنخرطين ضمن ما يسمى القوات الرديفة التي استقدمتها قوات سلطة دمشق لقمع انتفاضة العلويين التي اندلعت في شهر آذار الفائت. وأفادت قناة “ماش” على منصة “تلغرام” بتمكن القوات الروسية من إحباط الهجوم على القاعدة وقتل ثلاثة مهاجمين على الأقل. ووفقاً للمنصة التي تنقل أخبار العسكريين الروس في سوريا فإن “أربعة انتحاريين حاولوا اقتحام منشأة محروسة. وردت قوات الأمن بسرعة، فقُتل ثلاثة مهاجمين في تبادل إطلاق النار، وهرب آخر”، فيما ذكرت مصادر أخرى مقتل جنديين روسيين وإصابة عدد آخر. يأتي ذلك بعد تعرض القوات الروسية في الساحل لهجمات مكثفة بطائرات مسيرة مجهولة المصدر خلال الأسابيع الماضية.

ووفقاً لخبراء عسكريين يبدو أن المسلحين درسوا المنطقة جيداً، وكان الهجوم قوياً بهدف تكبيد الروس خسائر كبيرة، كما أن القوات الروسية في القاعدة فعّلت أنظمة تشويش للاتصالات في المنطقة، وسط توقعات بتكرار الهجمات على القاعدة التي تأوي نحو 8 آلاف لاجئ علوي هربوا من بطش الجماعات المتطرفة.

وحول خلفية المهاجمين نفت وسائل اعلام روسية ومسؤولين في سلطة دمشق وجود علاقة بين المهاجمين وسلطة دمشق، حيث نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول في سلطة دمشق قوله إن الهجوم شنه “مقاتلان أجنبيان”، وقد “تصرفا بشكل فردي.. من دون ارتباط رسمي بأي فصيل مسلح”، إلا أن المسؤول ذكر أن المهاجمَين اللذين قُتلا في الهجوم، كانا يعملان مدربين عسكريين في كلية بحرية مخصصة لتدريب أفراد من “الجيش السوري الجديد”. فيما تحدثت أنباء عن أن المهاجمين الأوزبك ينشطون في سوريا ضد السلطات الجديدة في دمشق.

ويرى مراقبون أن الهدف من مضايقة القوات الروسية في الساحل السوري هو فرض مزيداً من القيود الأمنية على القوات الروسية وإجبارها على تقليص عدد قواتها، ودفعها في نهاية المطاف إلى الانسحاب من سوريا. ووفقاً لمراقبين فإن روسيا استفادت من حالة التوتر بين تركيا وإسرائيل لتخفيف الضغوط الغربية على قواتها المتواجدة في الساحل، حيث تشكل ضمانة لبعض الدول ولسلطة دمشق أيضاً لمنع سيطرة تركيا على الساحل السوري وما يؤكد ذلك نفي روسي غير مباشر لعلاقة المهاجمين على القاعدة بسلطة دمشق، التي تبدو عاجزة تماماً عن فرض سيطرة فعلية على الساحل في الوقت الذي ترتكب فيها مجموعات مسلحة تابعة لها انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان بحق العلويين…

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.