القبـ.ـض على العشرات من عنـ.ـاصر د|عـ.ـش وسط تحـ.ـذيرات من تصـ.ـاعد نشاطه في سوريا والعراق
نقلت وكالة “رويترز”، الخميس، عن أكثر من 20 مصدراً سورياً وعراقياً وغربياً، أن تنظيم داعـ.ـش بدأ بإعادة تنشيط مقاتليه في البلدين، وتحديد أهداف محتملة، وتوزيع الأسلحة، وتكثيف جهود التجنيد والدعاية. بالتوازي مع تأكيد عناصر أمن في سوريا والعراق، ممن يراقبون التنظيم منذ سنوات، إحباط ما لا يقل عن 12 مخططاً كبيراً للتنظيم منذ بداية العام. يأتي ذلك وسط ضعف كبير في قدرات فلول التنظيم، إذ لم يتمكنوا حتى الآن من السيطرة على مناطق منذ أن طردهم تحالف قادته الولايات المتحدة وشركاء محليون من آخر معاقلهم في 2019م. وقالت مصادر غربية إن أجهزة استخبارات في أوروبا رصدت للمرة الأولى منذ سنوات وصول عدد محدود من المشتبه بانتمائهم إلى جماعات متطرفة إلى سوريا، بالتوازي مع بدء التنظيم بإعادة تنشيط مقاتليه في سوريا والعراق، مستغلاً الفراغ الأمني الذي تركه انهيار النظام البعثي ورغبة بعض القوى الإقليمية زعزعة استقرار سوريا. وأشارت المصادر الأمنية إلى أن التنظيم نقل أيضاً مقاتلين من البادية السورية، التي كانت محل تركيز الضربات الجوية للتحالف، إلى مدن منها حلب وحمص ودمشق. وفي هذا السياق قال قائد القيادة الأميركية المركزية الجنرال مايكل كوريلا، الثلاثاء، إن «داعش مازال يحتفظ بالقدرة على اعادة تشكيل قوته القتالية ويحاول استغلال الفوضى في سوريا ويمكنه السيطرة على سوريا خلال عامين اذا تم خفض الضغط عليه».
وعلى صعيد مواجهة نشاطات التنظيم، جدد كبار المسؤولين الدبلوماسيين من التحالف الدولي لهزيمة داعش، الذين اجتمعوا الثلاثاء الفائت في مدريد برئاسة مشتركة من إسبانيا والولايات المتحدة، التزامهم الموحد بمكافحة التنظيم على المستوى العالمي. وقد ناقش أعضاء التحالف التحديات الأمنية في سوريا، وأكدوا أهمية أمن الحدود وإعادة المقاتلين إلى أوطانهم، وأطلقوا مبادرات جديدة لتعطيل تنقل الإرهابيين وتمويلهم وتجنيدهم. وميدانياً وأوضح الجنرال كوريلا، أن «عدد مقاتلي داعش يبلغ نحو ألفي مقاتل في العراق وسوريا، وأن هناك 8 آلاف معتقل لداعش في مرافق يديرها شركاؤنا الكرد السوريين». ونقل موقع “إندبندت عربية” عن مصدر عسكري أمريكي أن واشنطن لا تزال ملتزمة بمنع عودة التنظيم، مشدداً على أن «شركاءنا السوريين الموثوقين ما زالوا على الأرض»، حيث يتم الاعتماد بشكل رئيسي على قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية. وبخصوص وضع سلطة دمشق، قال تشارلز ليستر الذي يترأس برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط وهو مؤسسة بحثية أمريكية «الحكومة السورية منهكة من الناحية الأمنية، ليست لديهم القوة البشرية الكافية لتعزيز السيطرة على كامل البلاد».
وفي تفاصيل خسائر التنظيم، فقد التنظيم الكثير من قياداته وعناصره في عمليات نفذتها قسد في سوريا والقوات العراقية في العراق بمشاركة من التحالف الدولي، حيث وقع العشرات في قبضة قوات حفظ الأمن أو قتلوا في مواجهات مسلحة أو فروا إلى مناطق بعيدة بعد انفضاح أمرهم. وخلال الأسبوع الفائت تم تنفيذ عدد من العمليات الأمنية النوعية المشتركة بين التحالف وقسد في سوريا كبدت التنظيم خسائر كبيرة، من أبرز هذه العمليات وفقاً لعدة مصادر:
* القبض على عنصر في خلايا التنظيم في حي الشبكة التابع لبلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي.
* إلقاء القبض على عنصرين للتنظيم كانا يشكلان خلية متخصصة في صناعة كواتم الأسلحة والعبوات الناسفة والمفخخات، ضمن ورشة خراطة وتسوية/ طورنو في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي.
* القبض على 3 عناصر في شمال الرقة بعملية إنزال جوية مشتركة بين قسد والتحالف الدولي.
* مقتل عدد من قيادات داعش وإلقاء القبض على آخرين في عملية إنزال جوي في موقع يتحصن فيه عناصر وقياديون من التنظيم في منطقة جبل البشري بريف دير الزور الغربي، وتخللت العملية استحواذ قوات التحالف على وثائق لنشاطات التنظيم في موقع العملية..
يشير خبراء في شؤون الجماعات المتطرفة إلى بداية مرحلة جديدة في الحرب على تنظيم داعـ.ـش الذي يحاول إعادة بناء هياكله التنظيمية المنهارة، واستغلال حالة الفوضى السائدة في سوريا، لإعادة تنظيم صفوفه وشن هجمات إرهابية لجذب المتطرفين الجدد والعناصر التي يأست منه بعد سلسلة الهزائم التي مُني بها طوال السنوات الماضية. ويتوقع مراقبون أن يزيد التنظيم من معدل هجماته خلال الأشهر القادمة والتسبب بأضرار كبيرة للمجتمعات المحلية خاصة تلك التي عانت من ويلات الحرب طوال الأزمة السورية في أرياف ديرالزور والرقة والبادية، الأمر الذي يعني وفقاً لمراقبين فشل التنظيم في وضع استراتيجية تحقق له مكاسب ميدانية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.