وسط تراجعه في العراق.. د|عـ.ـش يزيد من تحـ.ـركاته في الداخل السوري مستـ.ـغلاً الفـ.ـوضى الأمـ.ـنية
أعلن التحالف الدولي في بيان يوم الخميس 26 حزيران، عن مقتل القائد البارز في تنظيم داعش “عبد الله مكي مصلح الرفيعي” الملقب بـ “أبو خديجة” بتاريخ 14 آذار 2025، ما يشكل «محطة جديدة في مسار التراجع المستمر لعمليات داعش في العراق وسوريا» وتسبب بمعاناة التنظيم من ندرة القادة الكفوئين في صفوفه. وذكر البيان أن “أبو خديجة” كان أحد القادة الكبار ضمن الشبكة العالمية لتنظيم داعش، وكان يرأس المكتبين المكلّفين بالإشراف على الأنشطة في العراق وسوريا وتركيا. الأمر الذي فسره مراقبون بتوفر هامش لزعماء التنظيم السوريين للعمل باستقلالية أكبر في مناطق سيطرة سلطة دمشق الهشة أمنياً وفي الشمال السوري الخاضع لسيطرة القوات التركية، مستغلاً الصراع بين قادة “هيئة تحرير الشام” و”القيادات الجهادية” المنافسة لها أو المعارضة لنهجها الجديد على السلطة في دمشق.
وزعم قيادي في قوات سلطة دمشق العسكرية يوم الخميس، أنهم حصلوا على معلومات حول مخططات لتنظيم “داعـ.ـش” لتنفيذ عمل عسكري خاطف ينطلق من البادية ويهدف إلى السيطرة على أحياء عدة في مدن رئيسية في وقت واحد من ضمنها مدينة حمص، وفقاً لما نقلته وسائل اعلام من دمشق. يأتي ذلك وسط محاولات سلطة دمشق الإيحاء بتعرضها لهجمات من التنظيم بعد الفشل الأمني في منع العملية الانتحارية التي استهدفت المسيحيين في دمشق واستمرار عمليات القتل بحق العلويين والمرشديين في غربي سوريا، في الوقت الذي لم يعلن فيه التنظيم عن أي شيء من هذا القبيل في اعلامه، والذي عادة ما يقوم بحملات اعلامية قبل شنّ مثل هذه الهجمات.
ويرى مراقبون أن مخاوف سلطة دمشق تجاه التنظيم قد تكون جدية، حيث كشف مقتل قيادي في “داعش” تنسيقاً استخباراتياً دولياً ضد معارضي “الشرع” ومنافسيه على السلطة، يهدف إلى تصفية القيادات الجهادية الأجنبية، خصوصاً من يُعتبرون عائقاً أمام المسار السياسي والأمني. وفي هذا السياق أفادت مصادر مطلعة بمقتل القيادي البارز في تنظيم داعش “رحيم بيوف”، إثر غارة جوية دقيقة نفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في شمال سوريا، وبحسب المصادر، فإن الغارة نُفذت بعد تنسيق استخباراتي معقّد شارك فيه عدد من عناصر “هيئة تحرير الشام”، أبرزهم: عبيد رحمن تيوف، شيخ مروان أجي، وسيف دليمي، الذين زوّدوا الجانب الأمريكي بمعلومات دقيقة حول موقع ونشاطات “بيوف”، كما كشفت المصادر أن الاستخبارات التركية كانت طرفاً فاعلاً في العملية، حيث سعى عبر وسطاء محليين للحصول على معلومات حول المقاتلين الأجانب المنضوين تحت رايات “داعش”، و”حراس الدين”، و”أنصار الإسلام”، ولا سيما أولئك الذين يُعرفون بعدائهم لزعيم الهيئة “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع حالياً). ورجحت المصادر تصاعد مثل هذه العمليات في الأسابيع المقبلة. وفي هذا السياق، أكد نائب الأدميرال “براد كوبر”، نائب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، أن الولايات المتحدة كانت محقة في دعم رئيس سلطة دمشق “أحمد الشرع”، ووصفه بأنه شريك حيوي في الحملة ضد تنظيم داعش، وقال كوبر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن داعش يزدهر في الفوضى ولا يزال يشكل تهديداً في سوريا.
وتأتي هذه التطورات في ظل تراجع تحركات التنظيم في العراق، واستنزاف موارده البشرية واللوجستية بفعل العمليات الناجحة لقوات سوريا الديمقراطية. ففي العراق، أعلنت القوات العراقية عن مقتل عنصرين خطيرين في تنظيم داعش بوادي زغيتون في ريف كركوك وأكدت في بيان على أن التنظيم لم يعد قادراً على تنفيذ عمليات واسعة. وفي شمال وشرق سوريا يستمر تكبد التنظيم خسائر في صفوفه، كان آخرها تمكن وحدات حماية المرأة وبدعم من قوات سوريا الديمقراطية من إلقاء القبض على عنصرين من خلايا داعـ.ـش أحدهما قيادي، بعملية أمنية في بلدة الشحيل الواقعة في ريف دير الزور، كما تم ضبط كمية كبيرة من الأسلحة بحوزتهم. ووفقاً للمعلومات فإن القيادي نفذ العديد من العمليات، وهو المسؤول عن زرع الألغام وتوزيعها على الخلايا، بالإضافة إلى ترهيب المدنيين من خلال المنشورات حيث يقوم بتهديد العوائل التي تعمل في الإدارة الذاتية والمنضوية أبنائهم ضمن صفوف قوات قسد، كما أنه يقوم بجمع المال لخزانة التنظيم بالقوة وتحت التهديد. وفي عملية أخرى نفذت قوات سوريا الديمقراطية حملة دهم أمنية في ريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص بريف ديرالزور الشرقي بتهم تتعلق بالتعامل والانتماء لخلايا التنظيم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.