NORTH PULSE NETWORK NPN

إيران تفتتح قنصليتها العامة في حلب… فما الدواعي والأهداف؟

بعد إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارته إلى دمشق بتاريخ 12 مايو 2021 عن افتتاح القنصلية العامة الإيرانية في مدينة حلب، بـ«موافقة الرئيس بشار الأسد، بهدف توسيع التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري بين البلدين» جرى اليوم مراسم افتتاح مبنى القنصلية بشكل رسمي في حي بستان القصر ذات الغالبية الشيعية في مدينة حلب.
وقال مراسلنا أنه حضر الافتتاح محافظ حلب حسين دياب ورئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي أحمد منصور والعديد من الشخصيات التابعة للأمن القومي الإيراني في سوريا،
وألقيت خلال الافتتاح كلمات من قبل حسين دياب قال: “البلدان بحاجة ماسة لتعميق العلاقات في الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة من توترات وتغيرات سياسية”.
وقال مراسل “نورث بالس” أنه من جانبه تحدث السفير الإيراني في سوريا مهدي صوبحاني وأشار بأن افتتاح إيران هذه القنصلية في حلب مهم جدا كون مدينة حلب تحتل مركز ثقافي وديني وتجاري لدى الكثير من الإيرانيين”
هذا وتتباين آراء المراقبين حول أهداف وأسباب افتتاح إيران لقنصليتها العامة في مدينة حلب، فالبعض يرى أن إيران ليست بحاجة لقنصلية من حيث الخدمات القنصلية في حلب، نظراً لغياب أي جالية إيرانية فيها، باستثناء مليشيات طائفية عابرة للحدود ليست بحاجة لجوازات وتأشيرات سفر! معتبرين أن هذه القنصلية ستكون لها خدمات أمنية وعسكرية لتوسيع هيمنة إيران على سوريا.
وتعليقا على هذا الحدث، رأى نيكولاس هيراس كبير المحللين في معهد نيولاينز الأميركي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية أن “طهران لا تخفي استراتيجيتها في تحويل سوريا إلى دولة تابعة لها لتتخذها كقاعدة عملياتٍ طويلة الأمد للحرس الثوري الإيراني، استعداداً لأي حربٍ محتملة مع إسرائيل”.
يُشار إلى أن إيران اتفقت قبل ثلاثة أعوام مع الحكومة السورية على افتتاح قنصليتها في مدينة حلب، إلا أن الاتفاق لم يُنفّذ حينها، الأمر الذي عرّض وزير الخارجية الإيراني لانتقادات برلمانية عدة، بحسب تقارير إيرانية.
وسعت إيران خلال السنوات الماضية إلى بسط نفوذها في محافظة حلب، والتي تنتشر فيها ميليشيات إيرانية عدة، إلى جانب سعيها للهيمنة الثقافية على المنطقة، عبر إبرام اتفاقيات مع حكومة السورية ومن بينها اتفاق بين جامعة حلب وجامعة آزاد الإيرانية عام 2017.
كما تمتلك إيران قاعدتين لنفوذها شمالي مدينة حلب، وهما نبل والزهراء، وتضمان نحو أربعين ألف مقاتل، ينتمون إلى الطائفة الشيعية في محيط سني، ولا يخفى الدور الإيراني في سيطرة الحكومة السورية على مناطق واسعة من حلب عام 2016.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.