NORTH PULSE NETWORK NPN

دار للأيتام في حي الشيخ مقصود بحلب غائبة عن أعين المنظمات

حلب ـــ نورث بالس
ألقت الحرب الدائرة في سوريا بويلاتها على كل من عاشها، وكان للأطفال النصيب الأكبر منها، ففي الحروب كثيراً ما يتم تجنيد الأطفال وزجهم في المعارك، فيما يزداد أعداد الأطفال اليتامى.
شهدت المدن السورية منذ اندلاع الأزمة في عام 2011 مختلف أنواع الحروب وجميع أشكال القتال بين العديد من الأطراف والتي ما تزال مستمرة إلى الآن، وتضرر منها غالبية سكان سوريا فالكثير من الأطفال فقدوا اسرهم بسبب الحروب وتشرد الكثيرون وبقوا من دون مأوى.
وكخطوة لمساعدة هؤلاء الأطفال وتخفيف حدة الأزمة التي يعانون منها، افتتحت “جمعية رعاية الطفولة للأيتام” تحت رعاية الهلال الأحمر الكردي وبإشراف من قبل المجلس العام لأحياء الشيخ مقصودة والاشرافية داراً للأيتام في حي الشيخ مقصودة في مدينة حلب بتاريخ 6 أيار 2020.
ويحتضن الدار حالياً خمسة أطفال أربع منهم أخوات، يتراوح أعمارهن مابين السادسة وحتى الحادية عشر، فقبل أن يتم ايواءهم في الدار كانوا مقيمين لدى عائلة في الحي، بالإضافة لطفلة أخرى في الثانية عشر من العمر يتيمة الاب والام تنازلت جدتها عن حضانتها لعدم قدرتها الجسدية والمادية على رعايتها.
سلوى أحمد المشرفة على الدار، أوضحت في حديثها لـ “نورث بالس” أن الأطفال تم استلامهم عن طريق منظمة مؤتمر ستار ليتم وضعهم في الدار ورعايتهم، خاصة أنهن كلهن فتيات.
وعن خدمات الدار قالت سلوى أحمد: “المسكن والمأوى وهما الأهم الذي يضمن لهم الأمن والأمان، ونقدم له المأكل الصحي والملبس، ونعتني بالنظافة البدنية لهن ونقدم لهن الرعاية الصحية، كما قمنا في البداية بعرض الأطفال على الأطباء ليتم فحصهم لنتأكد من خلوهم من الامراض”.
وأضافت: “نحن نعمل على توثيق علاقات الأطفال بالمحيط الاجتماعي خارج الدار أيضاً كي لا ينعزلوا عن الحياة الاجتماعية”.
وأشارت أحمد أن للجمعية أهداف عديدة والأهم من بينها حماية الأطفال من خطر العصابات التي تقوم بالمتاجرة بهم، وحمايتهم من العنف، وغيرها من المخاطر التي قد يواجهونها في الخارج.
وتابعت أحمد حديثها ” الدار لديه برنامج يومي، يتعلم الأطفال في الدار القراءة والكتابة، بالإضافة لفقرات ترفيهية كالرسم والرياضة ورحلات تنظمها الدار بالإشراف مع الهلال الأحمر الكردي المتكفل بكافة المصاريف”.
وأكدت أحمد أن ” الدار يعتمد بشكل اساسي على الهلال الأحمر الكردي وعدد من الأشخاص الخيرين الذين يتبرعون للدار من حين لآخر”.
وعن شروط استقبال الأطفال في الدار نوهت احمد بان هناك عدة شروط لاستقبال الأطفال منها “أن يكون الطفل يتيم الأب والأم، أو الأطفال اللذين يعانون من سوء المعاملة من قبل ذويهم، كما يقبل الأطفال الذكور منذ الولادة وحتى سن الثامنة عشر أما الإناث يمكنهن البقاء في الدار حتى تأمن حياتهن.
وطالبت أحمد من المنظمات الإنسانية ومنظمات رعاية الطفولة، وجميع الجهات المعنية بهذه الأمور تقديم الدعم اللازم للدار ليتمكنوا من تطويره ورعاية أكبر عدد ممكن من الأطفال وحمايتهم وتقديم الدعم لهم حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم وفق شروط ومعايير عالمية.
يذكر أنه قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عدد الأطفال السوريين الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما بنحو مليون طفل، ما يُعتبر كارثة إنسانية، خاصة وأنه كان عدد سكان سوريا قبل الحرب نحو 24 مليونا، ثلثهم من الأطفال، ما يعني أن نحو 10% من أطفال سوريا أيتام أحد الوالدين أو كلاهما بسبب الحرب.

وذكرت المنظمة في دراسة خاصة لها أن سوريا تعد الآن أحد أخطر المناطق في العالم بالنسبة للأطفال، مشيرة إلى أن آلاف الأطفال فقدوا حياتهم وأشقاءهم وشقيقاتهم وأصدقاءهم ومن يقدمون لهم الرعاية وفقدوا منازلهم وأماكن استقرارهم، كما بات عشرات الآلاف منهم معاقون إعاقات دائمة، مع تقطع السبل بمئات الآلاف من الأطفال في المناطق المحاصرة.
اعداد: فراس الأحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.