NORTH PULSE NETWORK NPN

غريب حسو: الخلاص من خطر العثمانية الجديدة مرهون بوحدة الكرد والعرب

قال الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي غريب حسو إن “وجود PKK شرعي في عموم كردستان لأنه يمثل اليوم روح الثورة الكردستانية” وأكد أن الخلاص من خطر العثمانية الجديدة مرهون بوحدة الكرد والعرب، وأن قوة الكرد اليوم تكمن في تطورهم الفكري ومشروعهم الجديد، ووصف سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني تجاه القوى الكردية بأنها نفس سياسات تركيا، وقال “اختطاف ممثلي الإدارة الذاتية وpyd خطأ كبير وخطير”.
حديث غريب حسو جاء خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي عرض أمس الأربعاء على شاشة قناة روجآفا، والذي تحدث فيه بشكل موسع عن سياسات تركيا الراهنة وأهدافها من هجماتها على الكرد وكردستان، وكشف دور الحزب الديمقراطي الكردستاني ضن سياسات تركيا تلك.
“من خصوصية السياسات التركية تنظيم جماعات كردية لضرب القوى الكردية الوطنية”
أشار غريب حسو أن إحدى خصوصيات سياسات الفاشية التركية هي استخدام أطراف كردية ضد قوى كردية أخرى وطنية، وتنظيم جماعات كردية لهذا الغرض، فحتى في هجماتها على روجآفا كانت هناك أطراف كردية مشاركة وداعمة للهجمات التركية على عفرين وسري كانيه وكري سبي، واليوم في إقليم كردستان تتبع السياسة نفسها.
ونوه حسو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يشارك فعلياً في مواجهة قوات الدفاع الشعبي، وأن هذه الخصوصيات استمدتها تركيا من السياسات العثمانية التي كانت تضغط على الشعوب وتجبرها على القتال لخدمتها في الصفوف الأمامية ضد الشعوب الأخرى.
وأردف حسو: “اليوم نحن ككرد لدينا تجارب طويلة مع سياسات تركيا تلك، واستفدنا من تجارب التاريخ وخاصة مع الاحتلال العثماني والتركي، ولكن للأسف يبدو أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لم يستفد من هذه التجربة، وهذا يدل على أننا ككرد مازلنا نعيش في أصعب مراحلنا وفي التناقضات، حيث نرى تهرب حزب بكامله من الحوار الكردي الكردي، ويتهرب من المسؤولية الكردستانية ومن الاتحاد بين القوى السياسية ومنع تشكيل مظلة للكرد، ولا يسمع نداءات القوى الكردستانية السياسية، ويتحرك منفرداً بنفسه”.
“وجود PKK شرعي في عموم كردستان لأنه يمثل اليوم روح الثورة الكردستانية”
وتعليقاً على تصريحات قادة حكومة إقليم كردستان التي تبرر مشاركتها في دعم الهجمات التركية بأن وجود حزب العمال الكردستاني في الإقليم غير شرعي، قال غريب حسو: “لم يبقَ هناك شيء شرعي أصلاً، فهل لوجود تركيا في الإقليم شرعية، وهل وجود تركيا في بعشيقا شرعي، هل وجودها في عفرين شرعي، فلماذا يتهم الديمقراطي الكردستاني حزب العمال بأنه غير شرعي في الإقليم؟ فحزب العمال موجود في كل مكان داخل وخارج كردستان، ووجوده في أي بقعة كردستانية شرعي لأنه يمثل روح الثورة الكردستانية، ويجب أن يكون في كل مكان لنشر روح الثورة وفكر الثورة، وهو يناضل من أجل الحقوق، وأصلاً لا توجد شرعية في المجتمع الدولي، وحتى على مستوى الأمم المتحدة لم يبقَ شرعية لشيء، ونحن نتألم حينما نرى حزباً كردياً يتعامل مع أعداء الشعب الكردي لمعاداة قوى أو حزب أو الشعب الكردي، فتركيا أصلاً هي من لا تعرف الشرعية، وها نحن نراها تتدخل في كل مكان من قرباغ حتى سوريا والعراق وليبيا، فإن كانت تركيا بهذا الشكل شرعية، فإن حزب العمال الكردستاني هو الأكثر شرعية لأنه يناضل على أرض كردستان”.
“الديمقراطي الكردستاني لا يعترف بشرعية الأحزاب وينسب الإقليم كله لعائلة واحدة”
وعن نظرة وسياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني وعلاقاته بباقي الأحزاب الكردية داخل وخارج الإقليم قال غريب حسو: “أنا عملت لمدة 4 أعوام في المجال الدبلوماسي بإقليم كردستان وكانت لدي علاقات مع كافة الأحزاب هناك وعلاقتي مع الجميع كانت على مسافة واحدة، ولكن ما لاحظته أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا يعترف بشرعية الأحزاب، هو لا يعترف سوى بنفسه، ويعتبر نفسه الحاكم الأوحد وينسب إقليم كردستان كله لعائلة واحدة، وحتى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يعتبر شريكاً أساسياً له في حكومة الإقليم يتم تهميشه وشراكته ضعيفة بسبب هيمنة الديمقراطي الكردستاني على السلطة.
ونوه حسو أن تاريخ الديمقراطي الكردستاني مليء بمثل هذه التصرفات، وله أساليب دبلوماسية خاطئة، ويحاول تشتيت وإنهاء الأحزاب والقوى الكردية الفاعلة، وقال: “فمثلاً في 2014 استهدف حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وقسمه إلى 3 ذهنيات، وحينها برز دور حزب كوروان “حركة التغيير الكردستاني”، الذي نجح في الانتخابات البرلمانية، وبعد عامين بدأ الديمقراطي الكردستاني باستهداف كوران هذه المرة، ونذكر أن رئيس البرلمان الدكتور يوسف صادق حين كان متجهاً من السليمانية إلى هولير تم إيقافه من قبل قوات البيشمركة عند كركوك ومنعته من التوجه إلى هولير لممارسة عمله، وأيضاً منعوا وزير البيشمركة حينها مصطفى السيد وهو من حزب كوران من الدخول إلى هولير للقيام بمهامه كوزير للبيشمركة، فإذا كانت هذه هي ذهنية ودبلوماسية الديمقراطي الكردستاني تجاه الأحزاب الكردية في الإقليم فكيف سيقبل بممثلي الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي لديه؟، فقد حاولت طيلة 4 أعوام من عملي الدبلوماسي هناك لافتتاح ممثلية لنا في هولير ولكنهم لم يسمحوا لنا، ولا أعرف كيف يقولون إنهم كرد ولا يقبلون بكرد روجآفا؟
“اختطاف ممثلي الإدارة الذاتية وpyd خطأ كبير وخطير”
ووصف غريب حسو اعتقال سلطات الحزب الديمقراطي الكردستاني لممثلي الإدارة الذاتية وحزب الاتحاد الديمقراطي في هولير بأنه “اختطاف” وقال: “هذا خطأ كبير وخطير ولا يخدم البروتوكولات الدبلوماسية، فلو أنهم لا يرغبون بوجود ممثلي الإدارة الذاتية في الإقليم كان عليهم أن يبلغوا الإدارة الذاتية بذلك ويطلبوا بسحب ممثليهم، أو إخراجهم من هولير، لكان الأمر معقولاً بعض الشيء، ولكن أن يتم اختطافهم بهذا الشكل دون معرفة الأسباب والكشف عن وضعهم منذ أكثر من 20 يوماً فهذا أمر خطير”.
“سياسات الديمقراطي الكردستاني تجاه القوى الكردية هي نفس سياسات تركيا”
وأردف حسو: “البعض وصف الاعتقال بأنه يخدم الأعداء، وأنا أقول بل إنه من أفعال الأعداء، وما جرى يشبه ما تفعله تركيا بالكرد، ثم ما الفرق بين اختطاف ممثلي الإدارة وبين حفر الخنادق ووضع الأسلاك بين الإقليم وروجآفا، فهل هذه دبلوماسية، فدبلوماسية الديمقراطي الكردستاني هي نفس سياسات تركيا، فلو تساءلنا هل تركيا تقبل بحزب الشعوب الديمقراطي، والعمال الكردستاني والإدارة الذاتية أو أي حزب وقوى كردية فاعلة ووطنية؟ بالطبع لا، ونلاحظ أن نفس الشيء يفعله حزب الديمقراطي الكردستاني، إذاً ما الفرق بينها وبين تركيا؟”.
“قوة الكرد اليوم تكمن في تطورهم الفكري ومشروعهم الجديد وتركيا تحاربهم بذهنيتها القديمة”
ويرى غريب حسو أن تركيا تحارب الكرد عامة باسم الإرهاب وترى في كل كردي يناضل من أجل قضيته وشعبه بأنه إرهابي، وقال: “كرد اليوم هم كرد العصر للتطور في الفكر والسياسة والعمق التاريخي والاستراتيجي والثقافي، ولكن تركيا لاتزال تحارب الكرد بالذهنية القديمة، والكرد اليوم يملكون خططاً جديدة ومشروعاً جديداً لحل مشاكل الشرق الأوسط عامة والكرد بشكل خاص، لذا فإن تلك العقلية الفاشية القديمة لدى تركيا تريد إنهاء هذا الجديد لتحافظ على بقائها، وللأسف الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الآخر مازال يفكر بالذهنية القديمة، رغم أن تلك الذهنية الضيقة والعشائرية جلبت الخسارة للكرد وكردستان وقسمت كردستان، فقبل 100 عام حين كانت فرنسا وبريطانيا يوزعون الدول على شعوب المنطقة، والكل أصبح له دولة إلا الكرد تم تقسيم أرضهم لأنهم لا يملكون ذهنية التكاتف وروح الوحدة وخدموا الأتراك أكثر من الأتراك والعرب أكثر من العرب وهكذا، ورغم أن فرنسا والانكليز أرادوا منح الكرد حقوقهم، ولكن الكرد في تلك الفترة لم يملكوا التفكير الاستراتيجي البعيد لذا فقدوا كل شيء وتجزأت كردستان”.
“حرية شعوب المنطقة مرتبطة بحرية الكرد وخسارة الكرد هي خسارة للعرب وباقي المكونات”
وعن أهمية الوحدة الكردية في هذه المرحلة بالنسبة للكرد وباقي شعوب المنطقة قال غريب حسو: “إن الوحدة هي ضمانة الحصول على الحقوق والحفاظ على المكتسبات التي حققناها بفضل تضحيات شعبنا ودماء شبابنا وشاباتنا، وإن توحدنا سنكسب ود واحترام المجتمع الدولي وكافة مكونات الشرق الأوسط ، فحرية شعوب المنطقة مرتبطة بحرية الشعب الكردي، وخسارة الكرد هي خسارة للشعب العربي وباقي شعوب المنطقة أيضاً، لأن الذهنية التركية قائمة على هدف استعادة الميثاق المللي، وذلك عبر احتلال ما تبقى من كردستان ومن بعدها احتلال البلدان العربية بسهولة، فكلنا يذكر أن تركيا دخلت بكل سهولة إلى ادلب وجرابلس واعزاز وغيرها، ولكنها لم تتمكن من الدخول بسهولة إلى عفرين وسري كانيه وتل أبيض نتيجة المقاومة الشرسة التي أبداها الكرد في وجه تركيا، لذا فتركيا تعتبر الكرد السد المنيع أمامها للانطلاق صوب احتلال سوريا والعراق والوطن العربي”.
وأضاف: “فالحرب التركية اليوم لا تستهدف فقط حزب العمال الكردستاني، فهدفها أولاً القضاء على القوى الكردية الفاعلة واحتلال عموم كردستان وبالتالي تحقيق الميثاق المللي”.
وقال: “قد تكون إمكانات الكرد ضعيفة، ولكن تطورهم الفكري والسياسي والتنظيمي جعل منهم قوة حقيقية تقف في وجه الفاشية التركية، ووضع البلدان العربية مخيف اليوم، لأنها هي الأخرى مقسمة إلى 23 دولة، فنحن ككرد نعاني من خلافات وتناقضات حزبية، والعرب يعانون من التناقضات الدولتية، وتركيا لها دور كبير في خلق تلك الخلافات ومنع توحيد العرب أو حصول تقارب بين العرب والكرد”.
وأشار بأن ادعاءات بعض الجهات وخاصة الكردية المتعاملة مع تركيا والتي تقول إن تركيا تهاجم روجآفا وإقليم كردستان بسبب حزب العمال الكردستاني هي حجج واهية، ونقول لهم “هل كان هناك حزب العمال الكردستاني في إدلب والباب واعزاز حتى احتلتها تركيا، وفي قرباغ وليبيا هل كان هناك حزب العمال الكردستاني؟”.
“الخلاص من خطر العثمانية الجديدة مرهون بوحدة الكرد والعرب وكافة شعوب المنطقة”
وختم غريب حسو حديثه برسالة وجهها للعرب والكرد وقال: “إن وجود العرب واستقرارهم مرتبط بأمن واستقرار الشعب الكردي، فإن ساندوا الكرد سيكونون آمنين من خطر العثمانية الجديدة، وإن أهملوا وتركوا الكرد لوحدهم فإن الدور قادم عليهم، لذا فإن وحدة الكرد والعرب اليوم مهمة جداً لتحقيق الانتصارات، وخير مثال على ذلك ما يحصل في شمال شرق سوريا التي تكاتفت فيها كافة المكونات وحققوا إنجازات كبيرة”.
وأضاف: “ونحن ككرد لدينا مكتسبات وإنجازات تاريخية تحققت بفضل دماء شعبنا ونحتاج إلى توحيد الصف لنحمي تلك المكتسبات ولم شمل الكرد تحت مظلة المؤتمر الوطني الكردستاني بشكل عاجل”.
إعداد: لزكين إبراهيم

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.