NORTH PULSE NETWORK NPN

محمد صالح عبدو: مستعدون للتحاور مع وزارة التربية في حكومة دمشق حول وضع مناهج موحدة

نورث بالس

كشف السيد محمد صالح عبدو الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة عن موعد إعلان نتائج امتحانات الثالث الثانوي والذي سيكون منتصف تموز الجاري، وستليها مباشرة دورة تكميلية، وقال: “نحن مستعدون للتحاور مع وزارة التربية في حكومة دمشق حول وضع مناهج موحدة” وأكد أن جهودهم جارية للحصول على الاعتراف.

حديث محمد صالح عبدو جاء خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على شاشة قناة روجآفا، حيث شرح فيها بشكل موسع سير العملية التربوية في إقليم الجزيرة وكشف عن بعض الخطط والمشاريع المستقبلية.

رؤيتنا وتقييمنا التعليمي يختلف عن نظام التعليم التقليدي

استهل محمد صالح عبدو حديثه بذكر بعض الفروقات بين مفهوم التعليم في الإدارة الذاتية وباقي الأنظمة، وقال: “هناك فروق كثيرة وجدية مثلا من أسس التعليم في الإدارة الذاتية هو تعدد اللغات وتعدد الثقافات ومجانية التعليم، ففي نظام التعليم للحكومة السورية هناك لغة واحدة وهي العربية فقط، ومن جانب آخر نحن نعتمد في تقييمنا للطلاب على تقييمات من كافة النواحي فمنذ أول يوم يدخل الطالب إلى العام الدراسي يتم تقييمه من حيث الروح الجماعية والتشاركية لديه، ومدة تنفيذ أدائه وواجباته واهتمامه بالنظافة وغيرها من الأمور الأخلاقية، وفي الصفوف الانتقالية يتم النجاح عبر هذه التقييمات وليست عبر الامتحانات التقليدية، ففي الصف التاسع 50% من علامات الطالب تأتي على التقييمات والـ 50 % الأخرى هي علامات الامتحانات النهائية، حاليا ندرس إمكانية أن ندخل ذلك بعد 3 أعوام في شهادات الثانوية”.

وعن سبب اعتمادهم على هذا الأسلوب من التقييم قال عبدو: “نحن نعتقد أن أسلوب الامتحانات التقليدية باتت بالية، وأغلب الدول المتطورة باتت تتخلى عن هكذا الامتحانات التقليدية والتركيز على التقييم من كافة النواحي، لأن الهدف ليس حشو أدمغة الطلاب بالمعلومات، بل هدفنا بناء شخصية الطالب، ونعتقد أن طريقة التقييم هي أفضل وسيلة لتحقيق ذلك”.

“مناهجنا تعتمد المعيار العلمي بالدرجة الأولى واتهامات أدلجتها باطلة”

ورداً على الاتهامات التي توجه إلى مناهج الإدارة على أنها مؤدلجة قال عبدو: “في الواقع لا يخفُ هذا المنهاج على أحد، فمناهجنا باتت موجودة في كل البيوت والجميع يستطيع الاطلاع عليها والتحقق من أن هذه التهمة على مناهجنا باطلة، وهذه الاتهامات سياسية وليست تربوية، والجهات المعادية للإدارة الذاتية هي من تروج لها، ونحن بشكل دائم ومستمر نبحث عن الموضوع ونتمتع بدرجة عالية من الموقف العلمي وإذا ظهر في أحد الكتب جملة واحدة لها صفة إيديولوجية تحزبية نزيلها في العام التالي، ومناهجنا من الناحية العلمية ليست بأقل من منهاج النظام والدول الإقليمية والعالمية”.

“وضع الإدارة الذاتية مناهجها من منظورها وبموجب الإيديولوجية الوطنية أمر طبيعي”

وعن المعيار الذي اعتمدته الإدارة الذاتية في ووضع المناهج قال عبدو: “المعيار الأول هو المعيار العلمي لوضع المناهج، وأوكد أن وضع الإدارة الذاتية المناهج من منظورها وفكرها فهذا أمر طبيعي وغير معيب، فكل دول العالم تدخل إيديولوجياتها إلى مناهجها كأوربا وروسيا والدول العربية وأمريكا وغيرها، ولكن الفرق هو أن تكون إيديولوجيا وطنية تهم جميع المواطنين في البلاد، وليست إيديولوجيا حزبية، ونحن مناهجنا وتوجهنا السياسي والأخلاقي هي كله في خدمة شعوب شمال وشرق سوريا من الكرد والعرب والسريان والتركمان والشراكس وغيرهم، وعلى اختلال انتماءاتهم المذهبية والدينية، فمناهجنا لا تتعصب لدين أو مذهب أو عرق، وهي تتناسب مع كافة المكونات”.

“مناهجنا تعتمد على مبادئ العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية”

وأكد عبدو أن هيئة التربية والتعليم اعتمدت في وضع مناهجها بموجب العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية، ومنها الانطلاق من مبدأ الفكر العلمي الديمقراطي، واحترام التنوع الثقافي والاجتماعي للمجتمع ومحاربة التمييز العنصري، احترام حقوق الانسان وقيمه العليا، حرية المرأة والتعريف بتاريخ المرأة، والهدف هو بناء الإنسان الجديد والاعتماد على آخر التطورات في مجال العلوم الطبيعية والإنسانية، وقال: “أي جملة تسيئ إلى هذه المفاهيم يتم رفضها واستبعادها عن المناهج”.

“لأول مرة أجرينا امتحانات الثالث الثانوي وستظهر النتائج منتصف تموز الجاري”

وعن تقييمه لإجرائهم امتحانات الثالث الثانوي لأول مرة في إقليم الجزيرة قال عبدو: “في العام الدراسي 2019-2020 وصلنا للصف الثالث الثانوي، وعليه بدأنا بالتحضيرات للامتحانات، وشكلنا دائرة الامتحانات، والتي قامت بعمل كبير جداً بحيث استطاعت أن تضع كل أنظمة الامتحانات وتأمين سير العمل، ومنذ اليوم الثاني للامتحانات بدأت بتصحيح الأوراق الامتحانية، ونعتقد أنه في منتصف تموز الجاري سنعلن عن نتائج الامتحانات للثالث الثانوي بكافة فروعها”.

وأردف عبدو: “الامتحانات جرت بحرفية وبدقة ولم تظهر معنا أية اشكالات جديدة لا إدارية ولا تربوية ولا صحية، وكنا جهزنا فرق صحية في كل مركز امتحاني وكنا قد دربنا المدربين ليكونوا حرفيين في قاعة الامتحانات، وبذلت دائرة الامتحانات جهود كبيرة لإنجاح الامتحانات وأتقدم لهم بالشكر على هذا العمل”.

أكثر من أربعة آلاف طالب\ة تقدموا لامتحانات الثانوية العامة

وأشار عبدو أنه تقدم إلى شهادة الدراسة الإعدادية 7 آلاف طالب للشهادة الإعدادية، وتقدم 4 آلاف طالب وطالبة لثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، وحوالي 100 طالب لامتحانات الثانوية الصناعية.

“هناك دورة تكميلية ستبدأ بعد إعلان نتائج الثانوية”

وأكد محمد صالح عبدو أنه بعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامية سيحق لبعض الطلبة أن يشتركوا في الدورة التكميلية وهي منظمة على الشكل التالي: “إذا رسب الطالب في 3 مواد فقط يحق له المشاركة، أما إذا رسب في 4 وما فوق لا يحق له المشاركة، أما الطالب الناجح إذا أراد أن يحسن من علاماته في بعض المواد سيحق له التقدم في الدورة على مادتين يختارها”.

“جامعة روجآفا ستجري اختبار للطلبة المتقدمين على المفاضلة”

وعن التقدم لمفاضلات جامعة روجآفا قال عبدو: “هناك نقطة أخرى هامة يجب أن يعرفها الطلبة، حيث أن كافة الناجحين في الثانوية يحق لهم التقدم للمفاضلة التي ستجريها جامعة روجآفا، ولكن قبل قبولهم هناك اختبار ستجريه الجامعة بالتعاون مع هيئة التربية والتعليم، وهي ستأخذ علامات 70% من علامات الطالب في هذا الاختبار و30% لعلامات النجاح في الثانوية، وبموجبها سيتم تحديد الكليات والمعاهد التي يحق له التفاضل عليها، وهذا هو رأي الجامعة لأنها تريد أن تضع كل طالب في مكانه الصحيح، لأن جميع الطلبة سيفضلون عدة كليات ويتركون الباقي، والكل سيتقدم على الطب أو الهندسات، ولكن ليس كلهم قادرين على إكمال دراستهم في هذه الكليات، لذا فإن هذا الاختبار سيحدد مستواهم وتوزيعهم على كافة الكليات والمعاهد”.

جامعة روج آفا قد لا تستوعب جميع الطلبة الناجحين

وعن إمكانية جامعة روجآفا استيعاب العدد الكبير للطلبة، قال عبدو: “بحسب معرفتي بوضع جامعة روجآفا، فإني أعتقد أنها لا تستطيع استيعاب جميع الطلبة لهذا العام، لأسباب عديدة من بينها عدم توفر المكان والإمكانات اللازمة والسكن الجامعي، لذا فإن الجامعة ستحمل عبء ثقيل في هذا المجال، ونتمنى أن تتمكن من تجاوز الصعوبات والقدرة على استقبال كل الطلبة الناجحين”.

“مهمتنا بناء الكادر العلمي والمهني لروجآفا وشمال شرق سوريا”

ورداً على سؤال إن كان لديهم جهود لنيل الإعتراف بشهادات مدارس وجامعات الإدارة الذاتية، قال عبدو: “أولاً نحن مهمتنا الرئيسية وهدفنا هو بناء الكادر العلمي والمهني لروجآفا وشمال شرق سوريا، وهلا نهدف لتصدير الخريجين إلى الخارج، فنحن اليوم بحاجة إلى كادر علمي لإدارة مؤسسات شمال شرق سوريا”.

هناك جهود جارية للحصول على الاعتراف

وأردف عبدو في موضوع مساع الاعتراف بالقول: “ومع ذلك لدينا جهود كبيرة واتصالات واسعة للحصول على اعتراف عالمي ودولي بالتعليم في شمال شرق سوريا وروج آفا، وأنا أعرف أن لجامعة روج آفا اتصالات مع جامعات كثيرة في العالم، ووقعت معها اتفاقيات صداقة وتعاون لتبادل الخبرات والزيارات وللمساعدة المتبادلة منها اتفاقية مع 3 جامعات في باشور كردستان، وجامعة كاليفورنية الأمريكية وجامعة ماليزية ومع جامعة فرنسية وأخرى ألمانيا وهناك نشاط يبذل في الخارج للاعتراف بالجامعة”.

“مستعدون للتحاور مع وزارة التربية في حكومة دمشق حول مناهج موحدة”

وأكد عبدوا أن لديهم علاقات جيدة مع منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة، وقال: “دخلنا معها في مباحثات جدية، وهم زاروا جميع مدارسنا، وزارتنا وفود رفيعة من اليونيسيف، وحضروا بعض الدروس وجرى بيننا لقاءات عديدة ومن الأمور التي تحدثنا فيها هو المنهاج وكيفية الاعتراف به، وأرادوا منها التحاور مع النظام السوري للوصول إلى منهاج موحد، ونحن قبلنا بذلك، ونقول من هنا نحن منفتحون بشكل تام أن نجري حوارات مع وزارة التربية والتعليم في حكومة دمشق برعاية اليونيسيف واليونيسكو كمنظمتين للأمم المتحدة للتوصل إلى منهاج مشترك، وهذا موقفنا وهذا هو موقف الإدارة الذاتية”.

وأردف عبدو: “ولكن النظام متعنت ولا يقبل الحوار، وهو يرى أن مسألة المناهج الدراسية والتعليم هي من المسائل السيادة الوطنية ولا يتخلى عنها، وهو يريد أن يكون الوحيد في مجال التربية والتعليم، ونحن منفتحون لأي حوار جاد”.

“كل مدرس يحين موعد التحاقه بواجب الدفاع الذاتي عليه الالتحاق”

وعن تدابير مشكلة عدم التحاق بعض المدرسين الشباب بواجب الدفاع الذاتي، قال عبدو: “كنا سابقاً نقدم لهيئة الدفاع كل 6 أشهر أسماء 200 معلم للالتحاق بواجب الدفاع الذاتي، ولكن بعض الدرسين لم يلتحقوا، لذا اتفقنا مع هيئة الدفاع أن من حق مكتب الدفاع سوق أي مدرس حان موعد التحاقه ولم يذهب، والسبب أننا نرى أنه عملية التربية والتعليم والحماية لا تنفصلان، فبدون حماية ودفاع لايمكن إيجاد تربية وتعليم”.

البنية التحتية لمعظم مدارسنا سيئة

وعن أوضاع المدارس في إقليم الجزيرة قال عبدو: “البنية التحتية لمعظم مدارسنا سيئة بسبب قدمها والإهمال الذي لحق بها، ونحن لدينا مكتب خاص بالدراسات والتخطيط ومهمته اجراء الصيانات اللازمة للمدارس وتأهيلها وترميمها، ونحن ننفذ القسم الأكبر من هذه الصيانات من موازنة هيئة التربية والتعليم، ولكن في الوقت نفسه نحن بحاجة إلى بعض المنظمات الدولية لمساعدتنا، وحاليا هناك مجموعة من المنظمات التي تقدم لنا بعض المساعدات ورممت بعض المدارس.

هيئة التربية والتعليم تشرف على 3 مخيمات

وحول التعليم في مخيمات شمال وشرق سويا قال عبدو: “نحن في هيئة التربية والتعليم نشرف على 3 مخيمات وهي “واشو كاني وسري كانية ونوروز في ديرك”، من حيث تأمين المدارس والكتب والكادر التدريسي لهم، أما الهول والعريشة لا علاقة لنا بها”.

“سنفتتح عدة ثانويات ومعاهد مهنية:

وحول مشاريعهم المستقبلية أكد محمد صالح عبدو أنهم لم يتوقفوا عن تطوير العملية التربوية، وسيعلنون قريبا عن افتتاح عدد من المدارس المهنية ومنها “ثانويات صناعية وتجارية وزراعية وصحية، وثانوية نفطية وثانوية بيطرية” وأكد أنه من المقرر أن يفتتحوا بعض المعاهد لأن خريجي هذه الثانويات سيكملون تعليمهم في المعاهد المهنية، وقال: “في هذا العام سيتم افتتاح معهد صناعي في القامشلي يضم أقسام (الكترون وكهرباء ونجارة وغيرها).

إعداد: لزكين إبراهيم

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.