NORTH PULSE NETWORK NPN

ألدار خليل: نطالب بحل القضية الكردية ولسنا انفصاليين.. تركيا خسرت كل معاركها ومصير هتلر ينتظر أردوغان

في حوار خاص مع صحيفة «الرياض» يكشف عضو الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، آلدار خليل عن أبعاد الترخيص الذي منحته وزارة الخزانة الأميركية مؤخراً لشركة أميركية للاستثمار في نفط شمال وشرق سورية، وأبعاد الاحتلال التركي الذي فشل رغم الفظائع التي ارتكبها بحق سكان المنطقة من ترسيخ تجربة حكم مستدامة تلبي مصالح تركيا كما تحدّث عن قناعة «الإدارة الذاتية» بضرورة الحفاظ على الطابع المتنوع لسورية مع الاعتراف بحقها في التمثيل في هيئات مثل «جامعة الدول العربية» للتعبير عن هوية العرب السوريين الذين يشكلون غالبية سكان البلاد.

وفيما يلي نص الحوار:

*أبدأ أسئلتي بآخر المستجدات المتعلقة بمنطقتكم… كثر الحديث مؤخراً عن الترخيص الذي منحته وزارة الخزانة الأميركية لشركة أميركية للاستثمار في نفط شمال شرق سورية..البعض رآها خطوة سياسية لصالح “قسد”، كيف ترى الخطوة وما أبعادها؟

في حقيقة الأمر الاتفاق النفطي الذي تم هو محاولة لتطوير حقول النفط وصيانتها في المنطقة وعمليات الصيانة هذه كانت تتم حتى قبل العام 2011 حين كانت الدولة السورية تتعاقد أيضاً مع شركات أجنبية للقيام بعمليات الصيانة هذه التي لا تملك سورية الإمكانات الكافية للقيام بها.

اليوم وبعد الحرب مع داعش، 20 بالمئة فقط من حقول النفط السورية يعمل ونحتاج لأن نصلح الآبار بالكامل لأن تعرضها لانهيارات داخلية وتركها دون إصلاح سيقود مع الوقت لمشكلات كبيرة وبالتالي لن نتمكن مستقبلاً من الاستفادة من هذه الآبار مجدداً وبالتالي صيانتها هو أمر مهم جداً.

ما قد أراه عاملاً إيجابياً من الناحية السياسية، هو أن هذا الترخيص جاء مع بدء العمل بقانون قيصر في سورية وبموجبه تعاقب الولايات المتحدة أي كيان يستثمر في سورية، بينما الرخصة التي تم منحها للشركة الأميركية للاستثمار في مناطقنا تعني استثناء النفط الخاضع لسيطرة “قسد” والإدارة الذاتية من العقوبات وهذا أمر مهم في هذه الفترة، فلو لم تقم واشنطن بمنح المنطقة هذا الاستثمار كان العمل على إصلاح هذه الآبار واستثمارها أمر مستحيل فالقوانين واضحة حيث لا يمكن لأي شركة أن تعمل في الداخل السوري.

*ما صحة الأخبار حول قيامكم بإيقاف تصدير النفط لمناطق سورية الأخرى الخاضعة لسيطرة النظام؟

من الأساس نحن لا نتعامل بشكل مباشر مع النظام وهناك بعض التجار المستقلين يقومون بشراء النفط من شمال شرق سورية ثم يبيعوه للنظام، وعمل هؤلاء عادة هو أمر غير منتظم حيث يشترون دفعات من النفط ثم يعودون بعد فترة بشكل غير منتظم لشراء دفعة جديدة وهكذا.. وأتذكر أنهم كانوا ينقطعون عن شراء النفط لفترات تطول لمدة خمسة أيام أو أسبوع أو أكثر أو أقل في الكثير من الأحيان لأسباب قد تكون تقنية وتخصّهم وبالتالي هذا الأمر روتيني ولا أعتقد أن أي جديد طرأ في هذا الصدد.

من المهم أيضاً أن أذكر بأننا لا نفكر أبداً بحرمان باقي السوريين من الثروات الوطنية الموجودة في شمال شرق سورية اذ نعتبرها لكل السوريين فنحن لا نحمل أي أفكار انفصالية ومن غير الممكن أن نحرم السوريين من حقوقهم مهما حدث.

*كان بعض التجار يحاولون إيصال بعض النفط السوري إلى كردستان العراق.. اليوم باتت القدرة على بيعه قانونية.. هل ستبيعونه لكردستان العراق؟ وهل ستشتريه حكومة الإقليم؟

لا أقدر أن أجزم أو أؤكد ولكن من مسؤوليات الشركة المستثمرة الاستفادة من العقد الذي وقعته وبالتالي قد تقوم الشركة وليس نحن بالبحث عن سوق لتصريف هذه الموارد بشكل قانوني بحسب الاتفاقية والترخيص التي حصلت عليه من وزارة الخزانة الأميركية.

اليوم سورية في حالة انهيار على عدة مستويات. نظام الأسد وحلفاؤه الإيرانيون يطبقون الخناق على المناطق الخاضعة لسيطرتهم معادين المجتمع الدولي برمته، بينما المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا تسيطر عليها حالة من التطرف وحكم العصابات. من جانب آخر

لا تزال شمال شرق سورية تتمتع بشيء من الخصوصية حيث تنشط منظمات دولية في ويزوركم مسؤولو دول التحالف وهناك نوع من الاستقرار الأمني.. ما خصوصية هذه التجربة التي قاومت إلى حد ما حالة الغرق والدمار التي تعم باقي الأراضي السورية؟

بعد الـ 2011 بدأت مرحلة جديدة في المنطقة حيث بدأ شعبنا يبحث عن التغيير وتأملت عدد من شعوب المنطقة بالتغيير فاعتقد الناس في ليبيا وتونس ومصر واليمن وليبيا بأنهم سيحصلون على نظام يعطيهم بعض الحريات ولكن المشكلة أن كل هذه التجارب والتحركات الشعبية تحكّم بها أشخاص يريدون الهيمنة على السلطة، ففي الحالة السورية كانت المعارضة عبارة عن أشخاص كل همهم أخذ مكان بشار الأسد دون التفكير برؤية تمكن الشعب السوري والمجتمع السوري من التعبير عن نفسه وتطوير نمط حياته بكل مكوناته بشكل يمكّن الشعب من إدارة نفسه ومؤسساته بنزاهة، وتمتلك المرأة حرياتها وإمكانية التعبير عن إرادتها تمهيداً لتحقيق الأهداف بالحرية والديمقراطية المنشودة التي كان يطالب بها الشعب.

تجربتنا في الإدارة الذاتية كانت بعكس تجربة المعارضة، فبدأت تدريجياً واعتمدت على التنظيم المجتمعي ولم يكن الهدف استلام السلطة بقدر ما كنا نرغب بتنظيم المجتمع بتجربة إدارية ناجحة تجعل المواطنين يتحمّلون مسؤولياتهم في إدارة احتياجات المنطقة، فموضوع إدارة المناطق ليس مجرد رغبة ومطالبة بتسلم الحكم بل مسؤولية وعمل لتحقيق الأهداف، وأنا لا أعني أن تجربتنا وصلت بعد لتحقيق أهدافها في بناء المجتمع الديمقراطي الذي نحلم به ولكن على الأقل تجربتنا تفكر بالإدارة وأهميتها وقطعت شوطاً كبيراً في تطبيقها بعكس ما بقي من المعارضة وهم من المدعومين تركياً الذين لم يفكروا للحظة ببناء نظام حر بل تطبيق أيديولوجيتها وهذه مشكلة موجودة في تونس وليبيا فبحجة المطالب الشعبية تأتي جماعات تتسلط بالقوة وتحاول انتزاع السلطة لصالح أسماء وتبعيات وليس مشروعات إدارة وحكم تلبي مصالح ومطالب الشعب.

بداية مشروع الإدارة الذاتية بدأ من خلال حركة كردية، ولكن أنتم تقودون اليوم ثلث سورية ومناطق فيها أغلبية عربية ومكونات أخرى.. ما رؤيتكم لهوية سورية وعلاقاتها بالمحيط العام، كيف ترى مثلاً عضوية سورية في جامعة الدول العربية؟

مشروع إدارتنا وككرد بدأنا في هذا المشروع، نحن لا نعول ولا نعتمد فقط على الكرد لأننا نؤمن أن المشروعات القومية والدينية الضيقة والمتعصبة غير قادرة على النهوض وتطبيق ديمقراطية حقيقية تحقق مطالب كل المكونات السورية. لم تؤمن حركتنا في أي يوم من الأيام بالتعصب القومي فنحن أولاً ليس لدينا أي مشروع انفصالي في سورية وصحيح أننا نطالب بحل قضية الكرد ومنحهم حقوقهم من ناحية اللغة والثقافة ولكن كل هذا نطالب فيه في إطار الشراكة مع شعوب المنطقة كافة ونؤمن بأن الشراكة في هذا المشروع هي السبيل الوحيد للنجاح.. المناطق ذات الغالبية العربية مثل دير الزور والتي حررناها من داعش لم نحررها بغية تكريدها وتحويلها لكردية، كما لم نتجاهل إجرام داعش فيها بل ذهبنا لتحريرها كما حررنا مناطق ذات غالبية كردية في إطار تحرير تلك المنطقة الشرقية برمتها من إجرام داعش على الرغم من أن بعض الكرد كانوا يقولون لنا لماذا نذهب لدير الزور وبعض أبنائنا يقتل ليحارب داعش فيها.

النظام السوري الذي سمى البلد بالـ “الجمهورية العربية السورية” ولطالما تاجر بالقومية العربية كانت علاقته بعرب الداخل والخارج سيئة على الدوام، وترك قبائل “الشعيطات” لتقتل داعش المئات منهم، ففي أول هجوم لداعش قتل التنظيم المتطرف أكثر من 600 شخص من الشعيطات أما النظام الذي يسمي نفسه عربياً وكان في ديرالزور فهرب حين أتت داعش وترك النساء والرجال والمسنين من العرب وقواتنا في “قسد” هي من ذهب لنجدتهم، وبإمكاني أن أؤكد لك أن هذه المناطق العربية تعيش اليوم حالتها السورية والعربية في ظل الإدارة الذاتية وحماية قسد للمنطقة أكثر مما عاشتها تحت نظام الأسد.

في سورية ومنطقتنا تحديداً المنطقة عشائرية وتأثير العشائر والقبائل كبير وأكبر من أي تأثير لأحزاب سياسية وعلاقتنا معهم ليست حديثة العهد ولم تبدأ بعد تشكل تجربة “قسد” بل تعود الى ما قبل ذلك بكثير ويربطنا ويجمعنا الكثير من المشتركات.

الدول العربية الجارة والحليفة أيضاً يجب أن تتأكد بأن مشروعنا ليس انفصالياً ولا يناقض طموحات الشعب العربي في المنطقة وأمنه ومصالحه، بل على العكس مشروعنا يمنح الحريات الكاملة لإخواننا العرب من مواطني سورية ويملك مشتركات كثيرة مع الدول العربية الصديقة حيث تكاد تكون تحدياتنا اليوم متشابهة إلى حد كبير ونبحث دائماً عن سبل العمل مع الأشقاء من الدول العربية والإقليمية لحل الأزمات الإقليمية والتحديات المشتركة.

إذا بحثنا اليوم عن أي مشروع في سورية قادر على تحقيق أهداف الشعب السوري ومطالبه فلا نرى.. لدينا الإخوان المسلمون الذين يتحركون بتبعية عمياء غير آبهين إلا برؤية رسمها لهم الآخرون ولو اطلعنا اليوم على ما يطلبه المعارضون في جنيف نرى نفس الصيغة القديمة في الحكم ما عدا أنهم يرغبون بتسلم مكان الأسد.

مشروعنا هدفه أن تكون سورية فاعلة وحرة وتؤمن العيش الكريم الذي يستحقه أبناؤها ونرغب بأن تكون سورية ممثلة في جميع المحافل التي تعبر عن هوية الشعب السوري وعلينا ألا ننكر بأن غالبية الشعب السوري من العرب وبالتالي يجب أن يكون جزءاً من جامعة الدول العربية وكمواطن سوري سأفتخر بتمثيل بلدنا في منصة الدول العربية التي تمثّل شعبنا إذا نجح مشروع بناء سورية الحديثة على أسس عادلة. نحن نفتخر بتنوع سورية ونرى في تنوعها قوة وسبب للفخر والنهوض بها لتكون قوية ذات هوية وسيادة وجزء فاعل في المنطقة.

*جزء من مشروع أردوغان والجيش التركي الذي قام بمهاجمتكم في عدة مدن يقوم على تحالف متناقض بين موسكو وأنقرة. كيف ترى هذا التحالف وكيف أثّر على سورية؟

أردوغان يملك مشروعاً توسّعياً وبدأه بأسوأ أشكال الاستغلال من سورية، حيث يحلم بتغيير نظام المنطقة واستعادة ما يعتقد أنه أمجاد خطفت من الدولة العثمانية ليتمكن من الإعلان عن تعظيم نفوذ بلاده بحلول العام 2023 حيث تنتهي صلاحية معاهد “لوزان” التي تم من خلالها تسوية حدود الدولة التركية.

بسبب هذه الأحلام ومنذ بداية الحراك في سورية حاول أردوغان استقطاب كل القوى المعارضة ليستخدمها كبيادق في مشروعاته تجاه المنطقة ليطمح اليوم بالتمدد في العراق وشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط ولبنان.

التحالف الروسي التركي كان مدفوعاً برغبة أردوغان بامتلاك موطئ قدم في سورية بأي ثمن، ففي البداية حاول استقطاب المعارضة ثم اختار التحالف مع روسيا التي قامت بأكبر تدخل في سورية وطبعاً روسيا كانت سعيدة جداً والمستفيد الأكبر من هذا التحالف الذي خلصّها من كل التحديات التي كانت تشكّلها المعارضة السورية على حليفها نظام الأسد.

فبمعونة تركيا، تخلّصت روسيا من تحدي الغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق والتي كانت فيها قوى المعارضة قويّة ومسلّحة بشكل جيد إلى درجة أن النظام لم يكن يتمّكن من تشغيل مطار دمشق بسبب امتلاك المعارضة السورية مدافع بالقرب منه قبل التحالف الروسي – التركي لتسمح بالمقابل روسيا لتركيا بالسيطرة على بعض المدن مثل عفرين في الشمال.

أردوغان لجأ إلى روسيا لأنه تأكد من أن المعارضة السورية لا تمتلك أي مشروع ولن تتمكن من الاستحواذ على السلطة بسهولة لذلك اعتمد على التحالف من روسيا رغم الإدراك الذي يتّضح أكثر كل يوم بأن هذه العلاقة لا يمكن أن تدوم للأبد، فعدا عن أنها علاقة بمصالح متناقض لا تلتقي دائماً، فإن الضغوطات الغربية اليوم على أردوغان بسبب هذه العلاقة تكبر وتتعاظم كل يوم فهو كجزء من حلف الناتو وحليف للولايات المتحدة سيكون مطالباً عما قريب باتخاذ مواقف حاسمة في عدة ملفات مثل ملف صواريخ اس – 400 وإلا سيكون قد عرّض تركيا لتبعات لن يحتملها الداخل التركي.

لذلك أعتقد أن الفترة المقبلة ستحمل توتراً كبيراً للعلاقات الروسية – التركية من عدة مناحٍ سواء في الجبهة السورية أو أبعد من ذلك.

تتحدّث عن رؤية أردوغان التوسعية عبر الإخوان المسلمين في المنطقة والعودة إلى الماضي، ولكن هل هذا ممكن في ضوء ظروف تركيا والمنطقة الحالية؟

تركيا تعاني أولاً من اقتصاد مدمّر ليس فقط فيما يتعلّق بالسياحة بل أيضاً المعامل التركية والشركات إنتاجيتها متدهورة كما يتراجع مستوى دخل الفرد في تركيا بالإضافة إلى علاقات تركيا الخارجية السيئة مع معظم الدول الإقليمية وحلفائها الغربيين بما في ذلك دول عربية كانت تقف مواقف حيادية من تركيا وأخرى غربية كانت تحاول أن تحافظ بكل الأشكال على العلاقة مع تركيا.

صعود طموح أردوغان التوسعي يشبه إلى حد كبير صعود هتلر الذي انتهى بشكل مأساوي، كما يحكي التاريخ القريب سيراً مشابهة لسير أردوغان انتهى أصحابها نهايات مأساوية كصدّام الذي وصل يوماً إلى مرحلة اعتقد فيها أن لا أحد قادر على وقف مخططاته حين احتلّ الكويت لتبدأ هزائمه بتشكل تحالف رادع له وتكوّن نظرة دولية معادية لصدام ولا شك أن أردوغان الذي يقود حملات تخريبية مشابهة سيستمر بمواجهة العوائق التي تمنعه من الاستمرار بهذا النهج.

تركيا تواجه مشكلات في كل مكان ومع كل الدول حتى الدول العربية التي كانت حيادية تجاه تركيا باتت تركيا تناصبها العداء وبات هناك شيء من التحالف يتوحّد ضد لعبة أردوغان وخاصة أن أردوغان بات الزعيم الأساسي والحقيقي لتنظيم الإخوان المسلمين عالمياً.. أردوغان ساعد مرسي والبشير والإخوان في ليبيا وتونس وسورية وهو الداعم المباشر لكل أعداء الدول العربية وهم إخوان مسلمون، أما المسلحون على الأرض فهم منحدرون من المجموعات المتطرف المرتبطة بجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وبالتالي من المحال أن يهرب أردوغان من المسؤولية عن نشر هذا التطرف والإرهاب حيث يلقى مواجهة وتحديات كبرى ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم كله.

على سبيل المثال، نرى المجتمع الدولي يثير ملفات قديمة متعلّقة بالسلوك التركي، فقبرص مثلاً المحتلة تركياً منذ العام 1972 وهو ملف حاول أردوغان تجاهله وتأجيله بصدد العودة إلى الواجهة، خاصة أن تركيا اليوم احتلت مناطق من سورية وتحاول في العراق وتحتل في ليبيا وتحاول أن تؤثر في الصومال ولبنان وغيرها وهو خطر لا يؤثر على شعوب المنطقة فقط بل العالم كله يريد أن يأخذ تدابير ضد جرائم أردوغان.

*محاولات محور تركيا والإخوان المسلمين بلغت أوجها في سورية، ولكن لم يحقق مشروعهم مبتغاه. كيف ترى هذا التحالف وتمدده في المنطقة ومستقبله؟

أولاً علينا أن نتذكّر بأن أردوغان وحده مع اقتصاده المتهالك لم يكن ليتمكن من فعل كل هذا وإيران كذلك الأمر وكل ما كان يحتاجه هؤلاء هو أموال قطر ودورها السلبي تجاه جيرانها في دول الخليج العربي والمنطقة ولولا دور قطر لكان شكل المواجهة مع إيران وتركيا أفضل ولكن إذا نظرنا إلى الصورة الكاملة فالوضع متماسك حتى مع كل ما تنفقه قطر لينفّذ هؤلاء مشروعاتم ولو كان “مرسي” في السلطة حتى اليوم و”السرّاج” بتبعيته الكاملة لتركيا رجلاً قوياً وتونس تحت سيطرة كاملة للإخوان المسلمين لقلت إن الوضع كارثي فعلاً في المنطقة ولكن وجود الجيش الوطني الليبي الرادع للسرّاج وحكومة عربية معادية للإخوان في مصر على أهميتها الكبرى وعدم تحكّمهم بزمام الأمور في تونس وفشلهم الذريع في سورية يعني أن الأمور لم تسير كما خططت لها قطر وتركيا وهذا أمر ممتاز.

في السودان أيضاً كان أردوغان يتحضّر مع عميله البشير ليتّخذ من السودان مقراً لانطلاق هجماته التوسعية بمعونة إرهابيي النصرة في منطقة جديدة إلا أن سيناريو سقوط البشير كان ضربة كبرى أخرى عكّرت صفو الخطط الإخوانية.

*ماذا عن مستقبل إيران في ظل كل هذه الضغوطات المطبقة عليها؟

على إيران أن تدرك أن حالة صعودها وتمددها تغيرت وشارفت على الانتهاء ولن تتمكن من العودة للوضع السابق وخلق هذا التأثير عبر الوكلاء، فهذا النموذج الذي دمّر المنطقة بات معادلة خاسرة سيصعب الاستمرار به لأن المنطقة وشعوبها متجهة نحو تغيير جذري.

لبنان لن يعود مثل السابق ولن يكون تحكم إيران فيه كالسابق ممكناً، وكذلك العراق واليمن والدول الأخرى فالمنطقة كلها مقبلة على متغيرات ومرحلة جديدة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.