NORTH PULSE NETWORK NPN

أهالي حلب يترنحون ما بين ضرورات عيد الأضحى وضعف القدرة الشرائية

مع حلول عيد الأضحى المبارك، وكما اعتاد عموم السوريين، يتوجه الناس إلى الأسواق لرصد أسعار الأضاحي من الأغنام والعجل والمواشي. فبالرغم من أن التضحية في هذه المناسبة بات يحظى بها ميسورو الحال، إلا أن الفقراء أيضًا لهم نصيبٌ من بركة تلك الأيام حينما يتم توزيع الأضاحي واللحوم، فيما شهدت باقي أسواق مدينة حلب ركوداً على غير المعتاد بسبب ارتفاع الأسعار مقارنة من انخفاض القدرة الشرائية.

الأهالي يشتكون من ارتفاع أسعار الأضاحي والمربون يشتكون من انخفاضها!

فارتفاع أسعار اللحوم الحية هذا العام يضيق حجم الفئة التي سيكون بإمكانها التضحية أكثر فأكثر، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف حيث وصل سعر كيس الشعير الى 50000 ل.س، بالإضافة إلى إحجام رعاة المواشي عن التربية بسبب الخسائر وقلة الطلب.

ففي أسواق المواشي في مدينة حلب بلغ سعر كيلو الخاروف الحي 11000 ليرة.س، و سعر الكيلو الجدي الحي 8500 ل.س، ومن جانب آخر وصل سعر الكيلو العجل الحي الى 7700 ل.س، مع ثبات نسبي في أسعارها.

وعلى أي حال فإن ارتفاع أسعار المواشي بالتزامن مع الطلب في فترة العيد سيكون أمرًا إيجابيًا بالنسبة للرعاة الذين كانوا يتكبدون الخسائر سابقًا، ويبقى الأمر برمته متعلقًا بالقدرة الشرائية للناس وفيما إذا كانت نسبة الطلب على الأضاحي ستتحمل هذا التضخم في الأسعار أم لا.

المواطن عبد الجبار الموسى /62/عاما من منطقة الصالحين يقول لـ “نورث بالس” أنا الان في سوق جبرين أتيت لأشتري أضحية العيد لكن الأسعار مرتفعة مقارنة مع أحوالنا الاقتصادية.

وتابع الموسى اخترت سوق جبرين لأنه السوق الرئيسي في المحافظة وبالعادة تكون الأسعار فيها أرخص بقليل من باقي الأماكن في المدينة، لأن مربي الماشية هنا يتنافسون في البيع لذا قد تخفض سعر الكيلو من 11 ألف إلى 10 آلاف، ولكن لم أستفد شيئاً، فبمقارنة حسابية رأيت أنني سأتكلف نفس المبلغ لو اشتريتها في أسواق أخرى، لأن هذا السوق بعدي وسأتكلف بمصاريف النقل التي باتت مرتفعة جداً نظراً لقلة المحروقات وارتفاع أسعار النقل.

أما مربي الماشية أحمد الأحمد /43/ عاما وهو من سكان الريف الشرقي لمدينة حلب يشتكي من ضعف الأسواق وانخفاض أسعار الماشية مقارنة بارتفاع أسعار الأعلاف، ويقول: “نحن في كارثة في هذا الوضع فسعر كيلو التبن وصل الى /1500 ليرة سوريا/ وسعر كيلو الشعير وصل الى /1400/ وكل خروف يحتاج في الشهر على الأقل إلى 5 كيلوات من المادتين، كما أن أجور نقل الماشية تضاعفت بنسبة خمسة أضعاف عن السابق وبالتالي نحن امام خسارة كبيرة”.

أما المواطنة مرفت الآغا /55/ عاما من سكان حي الميدان فتشير خلال حديثها مع “نورث بالس” أن الأوضاع الاقتصادية داخل البلد لايسمح للغالبية بشراء الأضاحي، ولكنها في هذا العيد تمكنت من شراء أضحية بعد أن أرسل لها ولدها المقيم خارج البلد مبلغا من المال.

وتعاني مناطق سيطرت حكومة دمشق من نقص حاد من المواد النفطية والتي تأثر على حركة المدن وارتفاع اسعار السلع وقلة المواصلات.

ركود في أسواق حلب على غير المعتاد

وبالإضافة إلى قلة الإقبال على شراء الأضاحي لوحظ في حلب انخفاض حركة الأسواق وشراء احتياجات العيد على غير عادة أسواق حلب التي عادة ماتكون مكتظة بالسكان مع حلول العيد.

حيث شهدت الأسواق في مناطق تسيطر عليها الحكومة السورية بحلب ركود في الأسواق بسبب الغلاء الكبير في أسعار الألبسة والفواكه وضيافة العيد.

ومقارنة معها لوحظ نشاط أفضل في حيي الشيخ مقصود والأشرفية التي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث شهدت أسواقها ازدحاماً بسبب الأسعار المعقولة في أسواقها مقارنة بأسواق مدينة حلب، حيث توجه الكثير من أهالي حلب من مناطق تحت سيطرة الحكومة إلى حي شيخ مقصود لشراء حاجياتهم.

المواطنة سوسن هورو البالغة 45 عاما وهي من سكان حي الشيخ مقصود تقول بأنه هذا العيد فقد بهجته حيث تشهد الأسواق ارتفاعاً في الأسعار مقارنة مع تدني الوضع المعيشي الصعب، ولذلك السبب قمت بالتقليل من كمية المستلزمات الأساسية للعيد مثلا ضيافة العيد كنا قبل نشتري 4 كيلو غرام من كل نوع ولكن الان نشتري كيلوا واحد لكل نوع.

ومن جانب أخر أوضح المواطن سعيد درويش البالغ 50 عاما بأنه رغم وضعه المادي الميسور إلا أنه لم يستطع شراء كامل مستلزمات العيد، وأكتفى بما هو ضروري وبكميات أقل من الأعياد السابقة بسبب ارتفاع أسعار المواد.

منوهاً بأن الحركة منخفضة بنسبة 60 بالمئة عن باقي الأعياد، وأن أسواق الشيخ مقصود تشهد حركة جيدة مقارنة بأسواق مدينة حلب بسبب توجه الكثير من الأهالي إلى أسواق الحي لشراء احتياجاتهم لأن أسعار هذا السوق معقولة مقارنة بسوق المدينة، بسبب الرقابة على الأسعار في الحي.

وفي ذات السياق يقول المواطن عمر أحمد شوكت البالغ 45 عاما: “أنا أعمل دكتور في إحدى الجامعات الخاصة وراتبي الشهري 125 الف ليرة سورية، فكيف لي أن اشتري شوكولا سعر الكيلو منها 20 ألف وهي من النوع الوسط، ولدي ثلاثة أطفال فإن أردت أن اشتري لكل واحد منهم قطعة ثياب فسأحتاج إلى ضعف راتبي لأتمكن من شرائها، لذا لم نعد نشعر ببهجة العيد”.

إعداد: فراس الأحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.