NORTH PULSE NETWORK NPN

التابوت والكي بالنار.. من أساليب التعذيب في سجون هيئة “تحرير الشام” بحسب شهادات الناجين

بينما تحاول هيئة “تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقاً) وعلى لسان متزعمها “أبو محمد الجولاني” تبرئة نفسها من تهمة وجود تعذيب في سجونها المنتشرة في مناطق إدلب وريفها، إلا أن أصوات من نجو من سجونها تثبت وجود أبشع وسائل التعذيب الجسدية والنفسية.

“مصادر خاصة” أكدت “لنورث بالس” وجود العديد من السجون المنتشرة في مناطق مختلفة في إدلب وريفها تتبع “لهيئة تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقاً) خصوصاً في مناطق ريف إدلب الشمالي بعد أن نقلت “تحرير الشام” العديد من السجون من المناطق التي خسرتها وأصبحت تحت سيطرة القوات الحكومية في ريف إدلب الجنوبي، ويعد سجن “العقاب” سيئ الصيت من أبرز هذه السجون والذي كان يتواجد في بلدة “كنصفرة” في ريف إدلب الجنوبي ثم جرى نقله لمنطقة سرمدا في ريف إدلب الشمالي.

المصادر، أكدت أن هناك سجون مخصصة للنساء ومليئة بنساء غالبيتهن زوجات مقاتلين ضمن جماعات متشددة مثل “داعش” ونساء ناشطات وأخريات من طوائف مختلفة، ويمارس بحقهن شتى أنواع التعذيب وهناك وسائل تعذيب متعددة تتميز بها سجون “تحرير الشام” بحسب شهادات ناجين منها.

ولفتت المصادر إلى أن غالبية المعتقلين هم من مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة التي أنهت “تحرير الشام” وجودها في الفترة السابقة، إضافة لقياديين بارزين من جماعات متشددة وعناصر وضباط من القوات الحكومية، وهناك أيضاً خلايا تابعين لعدة أطراف مثل القوات الحكومية وفصائل موالية لتركيا وداعش، فضلاً عن وجود نشطاء محليين ومدنيين معارضين لسياسة “تحرير الشام”.

وفي شهادته “لنورث بالس” يتحدث “محمود عز الدين” أحد أشقاء المعتقل “إياد عز الدين” من بلدة كفروما في ريف إدلب الجنوبي، يقول، أن شقيقه تم اعتقاله على يد عناصر “الجهاز الأمني” التابع “لتحرير الشام” في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بعد مداهمة منزله وتطويقه بعدد من السيارات والعناصر، وذلك على إثر اتهمامه بالانتماء لفصيل “حركة أحرار الشام الإسلامية” علماً أنه لم يكن منتمي لأي فصيل عسكري بحسب عز الدين.

ويضيف عز الدين، لم تكتفي عناصر “تحرير الشام” باعتقاله بل تعمدت ضربه أمام زوجته وأطفاله ومصادرة سيارته الشخصية وبعض الأغراض الخاصة به، وقال: “كانت طريقة اعتقال تعسفية ولم يسمح لنا بسؤالهم حتى عن وجهتهم وأين سيذهبون به، ومنذ ذلك الحين معتقل لديهم رغم أنه لم يرتكب ذنباً أو جرماً بحقهم، وعلمنا بداية اعتقاله أنه تعرض للتعذيب بشكل وحشي وقد نقل إلى “سجن إدلب المركزي”.

ويؤكد عزالدين، أن شقيقه قد مضى على اعتقاله نحو ثلاثة سنوات رغم توكيل محامي له وعرض قضيته في محكمة إدلب لكن لم تلفح محاولات إنقاذه إذ أنه متهم بتصنيع عبوات ناسفة لفصائل المعارضة المسلحة أثناء الاقتتال بينهم، وتعاونه مع “حركة أحرار الشام الإسلامية”، ويمنع ذويه من زيارته بشكل دائم حيث يسمح لهم بزيارته مرة واحدة شهرياً، وقد علموا أنه يوضع في زنزانة منفردة ويخرج للشمس مرة واحدة أسبوعياً فقط ويعاني من مشاكل صحية.

ويحمل عز الدين في نهاية حديثه مسؤولية تدهور حالة شقيقه الصحية “لتحرير الشام” ويطالب بإطلاق سراحه إذ لا يوجد سبب يبرر بقاءه في السجن بعد أن انتهى الخلاف الذي كان قد حصل بين “تحرير الشام” وفصائل المعارضة المسلحة.

أما حمزة الراشد، من قرية الحويز بسهل الغاب في ريف حماة الغربي، والذي أفرج عنه بعد اعتقال دام تسعة أشهر في سجون “تحرير الشام” إثر اتهامه بالانتماء لتنظيم ” داعش” وفي شهادته “لنورث بالس” يقول، أنه جرى اعتقاله في بلدة أرمناز في ريف إدلب الشمالي بتاريخ 20 حزيران/ يونيو 2019 بعد نزوحه بعدة أشهر من منطقته، فقامت دورية باقتحام المنزل فجراً و اقتياده بشكل تعسفي وأخذه للمحكمة الشرعية في بلدة سلقين وهناك تم التحقيق معه لمدة يومين دون أن يعترف بالتهمة المنسوبة إليه ورغم ذلك نقل إلى “سجن حارم”.

ويشير الراشد انه تم وضعه داخل زنزانة منفردة وكان السجن يعج بالمعتقلين وأصوات التعذيب تملأ المكان، وبدأت جلسات التحقيق اليومية حيث أشرف على تعذيبه عدد من العناصر ومحقق كان يدعى “أبو دحام” وتعرض خلال فترة اعتقاله لشتى أنواع التعذيب التي لا تكاد تختلف عن سجون الحكومة السوري “على حد وصفه” بقساوتها وإجرام سجانيها، حيث يوجد الشبح والضرب بأكبال كهربائية وأنابيب البلاستيك فضلاً عن الإهانات النفسية والحرمان من الطعام والحمام.

وعن أشهر وسائل التعذيب المتبعة يقول الراشد “لنورث بالس”، أن أشهرها وأكثرها إجراماً هو ما يسمى “التابوت” وهو عبارة عن صندوق مستطيل الشكل وضيق جداً مسنوداً إلى الحائط ويوضع فيه المعتقل واقفاً على قدميه ويغلق ويترك لمدة يومين أو ثلاثة ما يجعل المعتقل ينهار بسبب الوقوف لفترة طويلة ويصاب بآلام في القدمين والظهر، وهناك أيضاً الكي بالنار والتعذيب بالحرمان من النوم وتعليق المعتقل من قدميه ورأسه للأسفل مع الضرب على الظهر وقد تعرض لجميع هذه الأصناف خلال فترة اعتقاله.

وأطلق سراح الراشد مطلع لشهر آذار/ مارس 2020 بعد التبين من خلال التحقيق أنه بريئ من التهمة المنسوبة إليه وبعد قضاء نحو تسعة أشهر في سجون “تحرير الشام” ليؤكد بعد خروجه على بشاعة تلك السجون ومدى الإجرام فيها.

والجدير ذكره أن هناك الكثير من السجون التابعة ” لتحرير الشام” مثل “سجن إدلب المركزي” و عدد من السجون في مدن وبلدات مختلفة مثل حارم وسرمدا وسلقين وجسر الشغور وكفرلوسين إضافة لسجن مخصص للنساء في بلدة كفردريان، فضلاً عن المخافر التابعة لجهاز “الأمن العام” التابع “لهيئة تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقاً).

إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.