NORTH PULSE NETWORK NPN

انقطاع دعم مياه الشرب يهدد مئات المخيمات في الشمال السوري

تشكل أزمة شح المياه في مخيمات النزوح الواقعة في الشمال السوري من أشد العوائق التي تقف في وجه النازحين وخصوصاً ضمن المخيمات العشوائية التي لا يصل لها دعم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة. ويزيد العبء على النازحين خصوصاً في فصل الصيف ما يجبرهم على شراء المياه عبر الصهاريج وبأسعار مرتفعة.

مصادر محلية أكدت “لنورث بالس” أنه ومنذ بداية العام الجاري 2021 انقطع دعم مياه الشرب عن نحو 340 مخيماً في مناطق متعددة في ريف إدلب الشمالي والغربي مثل مناطق دير حسان وكفرلوسين وغيرها، بسبب توقف عقود التمويل لهذه المخيمات، ويقطنها قرابة 72 ألف نسمة ما تسبب بأزمة خانقة خصوصاً مع بداية اشتداد درجات الحرارة وحاجة النازحين للمياه بشكل أساسي

ويتحدث “مروان العقلة” أحد مسؤولي مخيم ” المعيصرونة” في ريف إدلب الشمالي في شهادته “لنورث بالس” أن منظمة “إحسان” كانت تدعم المياه في المخيم لكنها توقفت عن ذلك بسبب انتهاء مدة العقد ولم يتم تجديده إلى الآن، وكانت العائلة تحصل على صهريج مياه كل يومين، أما الآن فالعائلات تضطر لشراء المياه عبر الصهاريج بتكلفة 40 ليرة تركي للصهريج الواحد بسعة 20 برميل.

ويوضح العقلة، أن المخيم بحاجة ماسة وسريعة لمياه الشرب وتوفيرها للنازحين مجاناً فغالبيتهم ليس لديهم القدرة على الشراء في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

وكذلك يقول” بسام بيوش” مدير أحد المخيمات التي تضم نازحين من بلدة كفرنبل ويقع في منطقة كللي في ريف إدلب الشمالي، في شهادته”لنورث بالس” أن المخيم يحتوي على 200 عائلة نازحة وغالبيتها من العائلات الفقيرة جداً وهي دون مياه منذ أكثر من ستة أشهر.

مضيفاً، “حاولنا التواصل مع عديد من المنظمات من أجل تزويد المخيم بمياه الشرب المجانية للنازحين لكن دون فائدة، فقد كانت تدعم المخيم منظمة “آفاد” وتوقفت عن ذلك مطلع العام الجاري، بحجة عدم وجود سيولة كافية لإعادة تجديد عقد التمويل”.

ويؤكد بدوره أن الحاجة للمياه تزداد للضعف أثناء فصل الصيف وتوقف الدعم يعني زيادة في سوء الأحوال المعيشية للنازحين، ويجب العمل على إعادة توجيه دعم المياه لجميع المخيمات المحرومة.

وبدوره يقول ” أحمد أبو اسماعيل” وهو أحد النازحين في مخيم “كفريحمول” في ريف إدلب الشمالي، أن انقطاع دعم المياه تسبب بأزمة خانقة وأكثر المتضررين هم فئتي النساء والأطفال، ويساهم انقطاع المياه في تفشي الأمراض الجلدية والجرثومية وحالات التسمم.

ويشير إلى إمكانية حدوث كارثة صحية ضمن المخيمات التي انقطع عنها دعم وتمويل المياه ومنها مخيم”كفريحمول” الذي يضم أكثر من 1200 نسمة، ويعاني سكانه أساساً من أوضاع معيشية ومادية متردية.

ويجدر الذكر أن انقطاع المياه يشمل 340 مخيماً فضلاً عن عشرات المخيمات العشوائية الصغيرة والغير مدعومة أصلاً، وتدعم بعض المنظمات الإنسانية مياه الشرب في المخيمات مثل منظمات”إحسان” و”آفاد” و”بنفسج” و”يداً بيد” وهي منظمات عاملة في الشمال السوري وتدعم من تركيا والإتحاد الأوروبي ومرخصة في تركيا ولديها مكاتب أيضاً .

إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.