NORTH PULSE NETWORK NPN

أكثر من نصف بحيرات تركيا جُفت

نورث بالس
بسبب الجفاف، انخفض مُعدّل تدفق المياه في جميع الأنهار تقريبًا في جميع أنحاء تركيا بنسبة تصل إلى 70 في المائة، بينما جفّت 60٪ من البحيرات. وحذّر الخبراء من أنه ستكون هناك هجرات جماعية بسبب أزمة المياه في المستقبل القريب.
من ناحية أخرى، يتم هدر نحو 26.6 مليار متر مكعب من المياه بالتوازي مع كمية 26 مليون طن من الغذاء المهدر كل عام، وفقاً لما كشفته دراسات أجريت حول العلاقة بين كمية المياه المهدرة والمنتجات الغذائية التي تذهب إلى النفايات في تركيا. وتعتبر هذه الكمية أكبر من حجم التخزين النشط لسد كيبان.
في تقرير “البصمة المائية لمخلفات الخبز والأغذية”، تمّ استنتاج أن 38 بالمائة من المياه المستخدمة في القطاع الزراعي تُنفق على إنتاج الحبوب.
“يأتي ذلك بينما تعاني أيضا الجداول والبحيرات، من مياه الصرف الصحي غير المعالجة مع زيادة عدد السكان وبالطبع النفايات مثل مواد التنظيف الكيماوية التي تجلبها، ومساهمة الاستخدام المفرط للأسمدة، ومياه الصرف الصناعي التي تتسبب بها الشركات التي لا يتم التحكم فيها جيدًا، مما يجعل جودة المياه سيئة في العديد من الأنهار.
ووفقاً للمشاريع الأخيرة، سيتم تنفيذ الري الحديث في منطقة جوردس وتوفير 60-80 مليون متر مكعب من مياه الشرب إلى إزمير سنويًا، لكن بحيرة مرمرة، الواقعة في نفس الحوض، تموت حرفياً، انتهت حرفة الصيد هناك، فيما المزارعون لا يستطيعون العثور على المياه لري محاصيلهم.
وانخفضت مستويات المياه في العديد من السدود التركية إلى 10 وحتى إلى 15 في المائة بالفعل. ويشمل الضرر دوملوكا في مقاطعة ماردين، حيث تواجه من 5 إلى 6 ملايين فدان من الأراضي الزراعية الجفاف في إطار مشروع الحكومة الرئيسي لجنوب شرق الأناضول وسط ارتفاع درجات الحرارة.
وقال رئيس جمعية المزارعين حسين دميرطاش لموقع أحوال تركية: “عندما لا تدعم الدولة المنتجين التابعين لها، فإنها تدعم المنتجين من الدول الأخرى. وقد زادت المدخلات الزراعية بالفعل بنسبة 150 في المائة والمزارعون مدينون وغير محميين”. وأضاف أن الأراضي الزراعية في تركيا تتمتع بمزايا عالية، لكن لا توجد سياسة وتخطيط مشترك. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار وقود الديزل والكهرباء والمياه والأسمدة.
من جهته ذكر المزارع المحلي محمد باليك أنّ التأثير كان محسوسا في جميع أنحاء المنطقة، وإن “هناك نقصا في المياه في الاراضي بينما تبقى تكلفة حفر البئر مرتفعة. كما يواجه المزارعون الذين يشترون المياه من القنوات صعوبات في دفع تكاليف الكهرباء والمياه”.
وتواجه تركيا أزمة مياه حادة بسبب الطقس الجاف، وانخفاض منسوب الأنهار والبحيرات والمياه الجوفية، وقد تضطر البلاد لاستيراد المزيد من الغذاء في المستقبل القريب، كما ستكون من أكثر الدول عرضة للجفاف.
وتعتبر السدود جزءا من المشكلة وليس الحل. ويدعو خبراء أتراك الحكومة إلى اعتماد “سياسة مائية عاجلة” ضرورية. ووفقًا لتقرير نشرته جمعية سياسة المياه العام الماضي، وهي منظمة غير حكومية مقرها أنقرة، فإن ما يقرب من نصف مياه الشرب يُفقد في تركيا بسبب التسربات قبل الوصول إلى الصنبور.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.