الفصائل السورية تبتعد عن مواجهة القوات الحكومية شمال البلاد
إدلب / نورث بالس
شهدت الأيام الأخيرة تحركات أمنية وعسكرية للقوات الحكومية على محاور منطقة إدلب وريفها، كما صعدت من حدة القصف المدفعي والجوي على عدة قرى وبلدات في الريف الجنوبي.
بالمقابل تقوم هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على فترات متقطعة بالرد المدفعي على مراكز ونقاط القوات الحكومية، بينما لا تبدي الفصائل الموالية لتركيا أي اهتمام لمحاور منطقة إدلب، وذلك بسبب عدم قدرتها على التحرك بدون أوامر تركية بحسب ما يرى النشطاء والمحللون في الشمال السوري.
ويتضح الموقف التركي المتخاذل في دعم الفصائل المتواجدة ضمن منطقة إدلب وريفها في مواجهة القوات الحكومية من خلا استمرار انقطاع رواتب عناصر فصيل”الجبهة الوطنية للتحرير” التي تتبع لما يعرف “بالجيش الوطني” وتقع معظم مقرات ونقاط “الجبهة الوطنية للتحرير” ضمن مناطق إدلب وريفها بخلاف باقي فصائل “الجيش الوطني” المتواجدة فقط في مناطق ريف حلب الشمالي.
ومع عدم جدية تركيا في دعم مواجهة القوات الحكومية، تستمر الأخيرة بقصفها الجوي والبري لعدد من قرى وبلدات منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي متسببة بوقوع العشرات من الضحايا من المدنيين وغالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي شهادته”لنورث بالس” يتحدث الناشط الصحفي “خالد صبيح” عن الأوضاع العسكرية والميدانية في منطقة إدلب وريفها خلال الفترة الأخيرة، قائلاً، “نتيجة لعدم رد الفصائل المدعومة من تركيا ومواجهتها لقوات النظام السوري، فالأخيرة تستمر بارتكاب المجازر بحق المدنيين، كان آخرها استشهاد أربعة أطفال إثر قصف مدفعي تعرضت له بلدة كنصفرة في ريف إدلب الجنوبي بتاريخ 20 آب/ أغسطس الجاري”.
وسبقها مجزرة أخرى تسببت بها القوات الحكومية في بلدة بلشون في ريف إدلب الجنوبي بتاريخ 19 آب/ أغسطس الجاري راح ضحيتها امرأة مع أربعة من أطفالها إثر تعرض منزلها للقصف المدفعي.
مضيفاً، “رغم وجود إمكانيات عسكرية عالية جداً لدى الفصائل الموالية لتركيا، إلا أنها لا تحرك ساكناً تجاه ما يحدث في إدلب وينحصر عملها فقط في مناطق ريف حلب الشمالي في مصادرة ممتلكات المدنيين وارتكاب الانتهاكات بحقهم وسرقتهم، أما بالنسبة “لتحرير الشام” التي تتفرد بالسيطرة على إدلب فهي ترد بشكل ضعيف جداً على مصادر القصف وعلى فترات متقطعة”.
ويؤكد الصبيح، بأن الضحية الأكبر هم المدنيون الذين يتعرضون للموت بشكل يومي في ظل صمت تركيا وفصائلها، وعدم تحمل المسؤولية إزاء ما يحدث .
والجدير بالذكر أن تركيا تقدم دعماً كبيراً لفصائل”الجيش الوطني” الذي يسيطر على مناطق ريف حلب الشمالي، بينما لا تتحرك هذه الفصائل إلا بأوامر تركية التي وجهت آلاف العناصر منهم ليكونوا مرتزقة للقتال في كل من ليبيا وأذربيجان، وتستخدمها أيضاً في محاربة “قوات سوريا الديمقراطية” وقصف مناطق سيطرتها.
إعداد: أيمن العبد الرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.