NORTH PULSE NETWORK NPN

جمهورية 98 عاماً تغرق في حكم 7 أعوام!

نورث بالس

آلان معيش – كاتب وصحفي كردي

 

الجمهورية هي تركيا، والتي يُغرقها حكم أردوغان الذي لم يعد يكفيه راتبه الشهري. هي الدولة التي تأسست على قمع الكرد وحرمانهم من حقوقهم عام 1923 كنتيجة مباشرة لمعاهدة لوزان. يبدو أن تلك الدولة بدأت تنف قوتها يوماً بعد يوماً بسبب محاربتها لتلك القومية العريقة. ففي الداخل التركي، أزلام أردوغان يحاربون الكرد بشتى الوسائل. يزجون بالسياسيين في السجون تحت حجج واهية، ربما لم تدرج التهم الموجهة لهم في أي من قوانين العالم بعد. فالغناء باللغة الأم جريمة لم يحاسب عليها هتلر اليهود، والتعليم باللغة الكردية ربما يحتاج إلى مخرج هوليودي لتأليف عقوبة جديدة تناسب والذهنية التركية العنصرية. كل هذا جزء يسير من الممارسات الأردوغانية ضد الكرد. إلا أنها كانت كافية بحرمان تركيا من عضوية الاتحاد الأوروبي، فهي لم تصل إلى الديمقراطية الكافية بعد، حسب المعايير الأوروبية، وكل الاعتقاد أنها لن تصل أبداً!

لم تنتهِ القصة هنا، فعنصرية النظام التركي دفعت به إلى محاربة الكرد في كل أرجاء العالم. فها هي تحارب حزب العمال الكردستاني منذ قرابة 40 عاماً، حتى أنها استنزفت قسماً كبيراً من قوتها في تلك الحرب، ولم تصل إلى هدفها بعد، إلا أنها لا زالت تحارب إلى يومنا هذا، فقط للقضاء على حلم الكردي. وبذلك تزرع عنصرية لا مثيل لها بين الكرد والأتراك، وتحاول إعادة مخيمات هولوكوست الهتلرية إلى أراضي كردستان لتغلق أفواه كل من يحاول النطق بكلمة واحدة حروفها ليست تركية!

في المقلب الآخر، المشروع الذي يقوده الكرد في سوريا، جعلته كالثور الهائج، حتى بات كابوساً يطرد النوم من أعين أردوغان، وجرته إلى مستنقع لزج ليس كشواطئ إسطنبول، فتسحب قدميه يوماً بعد آخر، لتتوالى الأزمات في بلاده، إلى أن فجرت أزمة اقتصادية في بلاده، ليعيد إطلاق تهديدات جديدة ضد الكرد، وربما تعتبر القشة الأخيرة التي يتمسك بها عندما يعاني من نوبات صرع تدعى “بالفوبيا الكردية”، عسى ولعل تمكنه نزواته العدوانية الخارجية إقناع شعبه أن زيادة الأسعار وانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي وتعرض جنوده للقصف في أرياف حلب وإدلب من قبل القوات الروسية واستقالة عدد كبير من ضباطه، سببه الكرد أيضاً.

كل تلك التصريحات لن تنفعه بشيء، فالاستطلاعات التي تجرى في تركيا، أغضبت أردوغان أخيراً وأجبرته أن يطلق تصريحاً آخراً يُكذِّب فيها تلك الآراء الديمقراطية نوعاً ما. هذه الأحداث باتت أوراق قوية بيد المعارضة التركية وتحارب فيها نظام أردوغان الأحادي، وغالباً ستنتصر المعارضة هذه المرة، إن لم يلجأ إلى خلق انقلاب عسكري كما حدث عام 2016، ليتمكن من بسط سيطرته على الدولة من جديد، وليعيد اعتقال كل من أراد اعتقاله.

كل المؤشرات تشير إلى غرق “الإمبراطورية العثمانية/ الدولة التركية” الجديدة في ظل عهد نظام الرجل الواحد الفاقد لأبسط قيم الحرية والديمقراطية، تلك “الإمبراطورية” جعلت من دول الجوار تندم بوجودها على حدود دولة، وخاصة في ظل حكمها من قبل “رجب طيب أردوغان”.

إلا أن الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها؛ أن كل ما يحصل لأردوغان والدولة التركية سببه يعود إلى محاربتها للقومية الكردية..!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.