NORTH PULSE NETWORK NPN

مَنْ قصف قاعدة “التنف” الأمريكية؟

نورث بالس
طرح تعرض قاعدة التنف الأمريكية في سوريا ليل الأربعاء/ الخميس إلى قصف بالمسيرات، عدة أسئلة، حول الجهة التي استهدفتها، وكذلك توقيت عملية الاستهداف والهدف المباشر من ورائها، في ظل تأكيدات مسؤولين أمريكيين كبار في إدارة الرئيس جو بايدن على بقاء قواتهم في سوريا لاستكمال دحر الإرهاب.
ولعل التفاهمات الأمريكية – الروسية حول وضع الخطوط الحمراء أو ما تسمى “قواعد الاشتباك” بينهما، وكذلك بين شركائهما، أبقى المنطقة في حال استقرار وأمان.
إلا أن تعرض القواعد الأمريكية في سوريا إلى استهدافات متعددة “حقل العمر، الشدادي، التنف” ومواقع أخرى، شكل قلقاً لدى المسؤولين الأمريكيين. والملاحظ أن عمليات الاستهداف ازدادت وتيرتها بعد التدخل التركي في مناطق رأس العين وتل أبيض، وكذلك انتشار كل من القوات الروسية وقوات الحكومة السورية في مناطق شمال وشرق سوريا، لتضعف نوعاً ما الخطوط التي رسمت فيما تسمى باتفاق “لافروف – كيري” في مايو/ أيار عام 2016، وكذلك إحياء الدور الإيراني الذي يستظل بالوجود الروسي ويتلحف بعباءة شرعية الحكومة السورية، مضافاً إليها القصف المستمر للطيران الإسرائيلي للقواعد والقوات الإيرانية في سوريا، ما يغير نوعاً ما من قاعدة “منع الصدام” بين روسيا وأمريكا وكذلك بين حلفائهما أيضاً.
إلا أن المفارقة الأكبر كانت أن استهداف القوات الأمريكية في كل من العراق وسوريا قد ازداد بعد مقتل قائد “فيلق القدس” الجنرال “قاسم سليماني”، وكأن إيران تسعى للانتقام من مقتله، فيما تحاول الولايات المتحدة قطع الطريق أمام تمدد وانتشار إيران وقواتها في كل من سوريا والعراق.
اعتقدت العديد من القوى في الشرق الأوسط بأن الإستراتيجية الأمريكية قد اهتزت بعد سحبها “قواتها العسكرية” من أفغانستان، وأن ساحة الساحة الشرق الأوسط لا يمكن أن تكون بديلاً لها. فرغم طمأنة المسؤولين الأمريكيين لقياديين في الإدارة الذاتية أثناء زيارة وفد لهم العاصمة واشنطن، فإن هذا لم يحد من استهداف المسيرات التركية لمسؤولين وقياديين في الإدارة الذاتية، وآخرها أول أمس الأربعاء، بالتزامن مع تصعيد كل من روسيا وإيران والحكومة السورية لحملة ضد ما تسميها “الوجود غير الشرعي” للقوات الأمريكية في سوريا.
إن قصف إسرائيل لمطار “تي فور” بحمص في 14 أكتوبر/ تشرين الأول، ومن سماء قاعدة التنف، يعطي دلالات قوية، حسب التفسير الروسي والإيراني، بأن دخول طائرات “إف 16” الإسرائيلية الأجواء السورية من قاعدة التنف، يشير بكل وضوح إلى موافقة الولايات المتحدة على عمليات القصف، وأن القاعدة الأمريكية قد تحولت إلى نقطة استطلاع توفر دعماً لوجستياً للغارات الأمريكية وعمليات التحالف، ولهذا كان دأب موسكو على ضرورة تفكيك هذه القاعدة، وكذلك استهدافها بالمسيرات من قبل إيران.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.