NORTH PULSE NETWORK NPN

اختلاف الآراء حول تصريحات اردوغان بشن هجوم عسكري على مناطق قسد

حلب – نورث بالس
مع تهديدات الرئيس التركي أردوغان الأخيرة بالقضاء ما يصفها “بالتهديدات الناشئة من شمال سوريا”، متبوعًا بتصريحات من وزير الخارجية ووزير الدفاع التركي، تتضارب الأنباء وتختلف الآراء حول جدية هذه التصريحات وإمكانية تحرك تركيا باتجاه عمل عسكري وشيك.
“المرصد السوري لحقوق الإنسان” كان قد أورد خبر إسقاط منشورات ورقية من طائرة استطلاع بدون طيار فوق مدينة “تل رفعت” تدعو السكان إلى التعاون مع القوات التركية، كما نشرت صحيفة “ديلي صباح” التركية تغريدة بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري نقلاً عن “الجبهة السورية للتحرير” الموالية لتركيا قالت فيها إنها مستعدة للتحرك، وتعد “الجبهة” أحد الأذرع العسكرية التابعة لتركيا وتم تأسيسها في 9 أيلول/ سبتمبر الفائت.
وفي هذا السياق، قال قائد ميداني فيما يسمى “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، لـموقع “المونيتور”: “منذ أكثر من أسبوع، أرسلت أنقرة لنا تعليمات إلى زيادة الاستعداد. كتشكيلات عسكرية، جهزنا آليات عسكرية وفتشنا الأسلحة. لكن أنقرة لم تحدد بعد توقيت وموقع العملية حيث طلبت من قادة الجيش الوطني السوري الاجتماع في أنقرة قريبًا لمناقشة الأمر “.
وأضاف، إن بلدة “تل رفعت” تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، وهي مصدر قصف للقوات التركية والمدنيين في مدينة عفرين.
مؤكداً أن العملية التركية القادمة ممكنة في “تل رفعت”، لكنها ليست بهذه السهولة نظرًا لوجود القوات الحكومية هناك ووجود القوات الروسية بالقرب من مدينة “تل رفعت”، كما يمكن أن تبدأ تركيا معركة في بلدة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي ”
وعلى ضوء هذه التصريحات من السلطات التركية وفصائل “الجيش الوطني” الموالي لها تختلف الآراء بين مؤكد لاقتراب بدء هذه العملية العسكرية ومشكك بجديتها.
“يامن قزواني” وهو صحفي سوري مقيم في ألمانيا يرى أن هذه العملية العسكرية مجرد استعراض وحرب كلامية لا ترتقي لمستوى الجدية بسبب ما عرف عن “أردوغان” كثرة تصريحاته في كل مرة وفي كل شأن، وهي مجرد رسالة للولايات المتحدة الأمريكية من أجل الضغط على “قوات سوريا الديمقراطية” لإيقاف استهدافها للقوات التركية التي تحتل مدينة عفرين
ويشير قزواني خلال حديثه لـ”نورث بالس” أن الفصائل الموالية لتركيا ليست قادرة في هذه المرحلة على شن عمليات عسكرية بسبب حالة التفكك والتناحر فيما بينها الذي حدث خلال الفترة الأخيرة، وسيكون من الصعب عليها إحراز تقدم على حساب قوات سوريا الديمقراطية التي تتلقى تدريبات ودعم عسكري كبير من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
ويوضح أن العملية العسكرية التي تريد تركيا شنها بحسب التصريحات والإعلام التركي تشمل أكثر من أربع مدن كبيرة وهي كوباني ومنبج وتل رفعت وعين عيسى وديرك وهي مساحات جغرافية واسعة لن يسمح لها بالتقدم فيها مع وجود مئات آلاف المدنيين الرافضين لتركيا وما ستخلفه من أزمة إنسانية كبيرة.
بدوره يخالف الناشط الصحفي ( ب.م) المقيم في إدلب رأي “القزواني”، ويؤكد أن هناك الكثير من الإشارات على جدية تركيا في الإقدام على مثل هكذا تحرك، وفي شهادته لـ”نورث بالس” يقول، ما رفع احتمالية جدية هذه المعركة الوشيكة هو عدم استقرار مناطق نفوذها في الآونة الأخيرة والتهاون الروسي والدولي في التعامل مع ملف قوات سوريا الديمقراطية.
مضيفاً، أن هناك تحركات فعلية على الأرض تدل على اقتراب ساعة هذه العملية من زيادة الوجود العسكري للقوات التركية خلال الأيام القليلة الماضية في سوريا، ودفع التعزيزات العسكرية على طول خطوط التماس مع مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والاستهدافات المتكررة لمواقع تحصنها من قبل المدفعية التركية.
ويتابع أن تركيا تستند في هذه العملية سياسياً على حقها بالتوغل بعمق “30 كم” داخل الأراضي السورية بحال تعرضها لتهديدات وذلك بموجب اتفاق أضنة لعام 1998.
ويختم حديثه بالقول، إن جميع هذه المعطيات تشير إلى عزم تركيا بشكل جدي على شن عملية عسكرية ستكون واسعة النطاق على مناطق قوات سوريا الديمقراطية ولن يزجرها أي شيء سوى بحال تمت هناك تفاهمات مع الجانب الأمريكي.
يشار أن تركيا شنت العديد من العميات العسكرية خلال السنوات السابقة والتي حملت أسماء مختلفة مثل “نبع السلام” التي استهدفت فيها كل من مدينتي كري سبي /تل أبيض/ وسري كانيه /رأس العين/، إضافة لعمليتي درع الفرات وغصن الزيتون في ريف حلب الشمالي، وكان آخر عملياتها “درع الربيع” ضد قوات حكومة دمشق في منطقة إدلب.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.