NORTH PULSE NETWORK NPN

بعد أن كانت مجرد حلم بالنسبة لهن… نساء في إدلب يتوجهن لتعلم قيادة السيارة ويكسرن حاجز الخوف من الفصائل

 

إدلب – نورث بالس

مع بداية سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على كامل مناطق إدلب وريفها في العام 2015 بدأت تتلاشى العديد من أساسيات وحقوق المرأة في هذه المناطق والتضييق عليها لحد كبير من جميع النواحي لدرجة عدم تقبل فكرة تعليمها أو وجودها في ميادين العمل أو حتى حقها في الخروج من المنزل وتحديد شكل لباسها وغيرها من المضايقات، حتى تمكنت الكثير من النساء مؤخراً كسر هذا الحاجز وفرض حقهن بما في ذلك من مخاطر ما أجبر هيئة تحرير الشام على تقبل ذلك حفاظاً على الحاضنة الشعبية.
وكانت قيادة السيارة منذ حوالي العامين فقط حلماً يراود الفتيات والنساء في إدلب قبل أن تقدم بعضهن مؤخراًعلى الإقدام على هذه الخطوة وسرعان ما انتشرت بكثرة، لدرجة أنها استحدثت مؤخراً العديد من مكاتب تعليم القيادة خاصة بالنساء، وبالفعل بدأت الشوارع في إدلب لا تخلو من امرأة تقود سيارة رغم وجود الحواجز العسكرية والتشديد عليها.
السيدة “م.ع” ( 35 عاماً) نازحة من منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وتقطن حالياً في مخيم “مشهد روحين” شمالي إدلب، ترك لها زوجها سيارته بعد مقتله منذ العام 2019 ولم تقبل فكرة بيع السيارة وتركتها دون حركة حتى مطلع العام الجاري 2021 لتبدأ مشوارها في تعلم القيادة، وفي شهادتها “لنورث بالس” تقول، في السابق كانت لا تجرؤا على التفكير أساساً في قيادة السيارة بسبب مجتمعها وتضييق هيئة تحرير الشام على النساء، أما الآن فهي تقودها بكل حرية.
مضيفة، أنها خضعت مؤخراً لدورة في تعلم قيادة السيارة للمرأة، وأصبحت حالياً تقودها وتذهب لقضاء احتياجاتها دون مساعدة أحد، في البداية كانت تلاحظ نظرات الناس في الشارع التي تؤشر على عدم تقبلهم لفكرة أن تكون امرأة تقود سيارة، كذلك تعرضت عدة مرات لمضايقات على الحواجز العسكرية بحجة عدم وجود شخص من أقاربها معها “محرم” في سفرها لكنها استطاعت مواجهة كل هذه الصعوبات.
وتوضح أن المرأة ليست شيء ناقص حتى تجلس في المنزل دون عمل أو لا تقود سيارتها، بل على العكس تماماً فهي قادرة على أن تثبت نفسها في جميع ميادين العمل، لكن الوضع في المنطقة لا يتماشى مع طموحاتها، فالمرأة في إدلب إلى الآن مهمشة رغم مرور أكثر من عقد على الأحداث في سوريا ومحاولة “تحرير الشام” تحسين معاملتها مع مثل هكذا قضايا لكن للأسف هذا واقع معاش حالياً.
كما وتؤكد وجود عدد كبير من النساء استطعن كسر هذا الحاجز المتعلق بحقهن في قيادة السيارة ويخضعن الآن لدورات تدريبية وهناك قسم كبير منهن يقدن السيارات بكل حرية رغم جميع المضايقات والصعوبات.
بدوره يقول ” عدنان الشيخ” وهو أحد سكان بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي “لنورث بالس” من حق المرأة أن تقود السيارة وتمارس عملها وتذهب لأي مكان تريد، وليس هناك أي حق لأي جهة أن تصادر حريتها بدعوة الأخلاق والآداب، فهناك أشياء كبيرة جداً تحدث في المقابل لا تراها “تحرير الشام” ولا توقفها مثل الاتجار بالبشر والمخدرات والتهريب وغيرها .
ويضيف أنه ومن ناحية أخرى منطقياً فالأفضل للمرأة أن تقود سيارتها بنفسها وتذهب لقضاء حاجتها وشراء مستلزماتها فهو أفضل من أن تقف على قارعة الطريق لتنتظر سيارة لأحد المارة يوصلها وهي لا تعرفه، وهناك خطر حالياً يكمن في كثرة حالات الخطف والسرقات فأن تقوك سيارتها أفضل من أن تذهب مع شخص مجهول الهوية من الممكن أن يتعرض لها بسوء.
ويلفت إلى أن “تحرير الشام” بدأت مؤخراً تقبل هذه الفكرة رغماً عنها فقد اصبح عدد النساء اللواتي يقدن سيارات كبير ولا يمكن ضبط الحالة هذه لأن ذلك سيصطدم مع مواجهة شعبية خصوصاً أن الأمر يتعلق بالنساء والمنطقة تضع أهمية لمسألة المساس بالنساء او اعتقالهن لذلك فإن “تحرير الشام” خضعت لهذا الأمر وأصبحت ترخص مدارس لتعليم قيادة السيارة للمرأة بضوابط وشروط تضعها مثل عدم وجود اختلاط وغيرها.
يشار أن المرأة السورية ضمن مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا والجماعات الإسلامية المتشددة عانت كثيراً خلال السنوات الفائتة من التضييق عليهن لحد كبير وحرمانهن من أبسط الحقوق، لكن شهدت المنطقة مؤخراً تحسناً طفيفاً بحسب مراقبون ونشطاء بسبب تدخل منظمات تعنى بحقوق المرأة وتمكينها وبسبب سعي هذه الفصائل لكسب الحاضنة الشعبية ما جعلها تغض النظر عن بعض الأمور.
إعداد: أيمن العبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.