NORTH PULSE NETWORK NPN

“الهروب من حل القضية الكردية هروب من التغيير والديموقراطية”

نورث بالس

بدران جيا كرد – نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا

إن حل القضية الكردية في سورية وتركيا وإيران مدخلٌ إلى التغيير الديموقراطي وحلٌّ لجميع القضايا البنيوية التي تدفع الأنظمة الحاكمة إلى الاستبداد والقمع ونكران الحقوق وقتل الديموقراطيات.

الهروب من حل القضية الكردية من قبل تلك الأنظمة هو هروب من التغيير والديموقراطية وستلحقه أينما ذهبت، وبات واضحًا أنه ليس هناك مفر وخلاص من حل القضية التي أصبحت تفرض نفسها أكثر من أي وقت مضى، بل على العكس فإن الاستمرار في سياسة الرفض والإنكار ستؤدي إلى الانفجار الكارثي (ليس كما يقول البعض بأن الحل سيجلب الكارثة) في وجه الأنظمة الإنكارية المستبدة وستنضم إلى قافلة ربيع الشعوب.

′الكرد لهم دور استراتيجي ومحوري في محاربة الإرهاب′

إن الكرد تحولوا إلى قوة سياسية وعسكرية وأدوا دورًا استراتيجيًّا ومحوريًّا في محاربة الإرهاب الدولي، وكما استطاعوا وبامتياز إشراك المكونات كافة في مناطقهم والعمل معًا من أجل التحرير من الإرهاب والبناء السياسي الديموقراطي،  وهذا ما يقلق الأنظمة الغاصبة لكردستان تحديدًا، وأن المشروع السياسي القائم في شمال وشرق سوريا توازن في ما بين جميع العمليات السياسية والعسكرية في سورية من جهة، وأيضًا يؤدي دورًا استراتيجيًّا في فرض عملية سياسية ديموقراطية وهذا هو سبب فشل كل محاولات فرض الولادات القيصرية للحل السياسي في سوريا. 

′أي تعاون سلبي ضد الكرد سيأجج السياسات العدوانية′

وهذا ما يرشدنا إلى أن أي تعاون سلبي مع الكرد وشركائهم في سورية من قبل القوى العظمى خاصة سيدفعهم إلى خسارات استراتيجية في المنطقة على مستوى محاربة الإرهاب من جهة، وكذلك سيكون بمثابة صب الزيت على النار في المنطقة وتأجيج للسياسات العدوانية والتوسعية لتركيا وإيران بشكل خاص، ودفع سوريا باتجاه التعنت والاستمرار في سياساتها الراهنة، لذلك من الأهمية جدًّا إخراج حل القضية الكردية والتغيير الديموقراطي في المنطقة من موقع استخدامه كوسيلة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية فيما بين الدول المعنية بالأزمة السورية لأنها بالأساس تشكل ركيزة أساسية للحل السياسي في سورية، لذا فإن جعلها مادة للصفقات سيدفع الحل السياسي في سورية لتكون مادة للصفقات وستكون العملية خاسرة للجميع بدون استثناء.

′تصريحات وزير الخارجية الروسي تشكل أرضية للتحريض ضد مناطق الإدارة الذاتية′

التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الروسية لا توفر الأرضية لكي تُبنى عليها الحل والاستقرار، بل تشكل أرضية لتحريض إيراني وتركي تجاه مناطق الإدارة الذاتية، وكان من الأجدر أن تؤدي دورًا في تخفيض التوتر وكبح جماح التهديدات التركية المستمرة على مناطقنا ومناطق النفوذ الروسي وآخرها مناطق القوقاز وتأجيج المعارك فيما بين أرمينيا وأذربيجان، وإن كانت تتلقى تركيا دعمًا أمريكيًّا في أذربيجان تجاه المصالح الروسية ودعمًا إسرائيليًّا تجاه المصالح الإيرانية.

إن الصراع في القوقاز له أبعاد تاريخية استراتيجية ومصيرية لتركيا وروسيا معًا، لذلك من الأفضل أن يعمل الجانب الروسي على ترسيخ الاستقرار والحل السياسي في سوريا دون العكس، فروسيا هي الجهة الفاعلة والمؤثرة في الملف السوري وحققت مكاسب كبيرة في سوريا، وأي تصعيد تركي آخر في شمال وشرق سورية سيؤدي إلى استنزاف الطاقات وخلط الأوراق مجددًا والعودة إلى المربع الأول، ومن سيكون المستفيد من هذه المعادلة التي ستزيد التعقيد أكثر في إيجاد حل سياسي ديموقراطي يتطلع إليه جميع السوريين.

′على التحالف الدولي ابداء موقف واضح وصريح حول مستقبل مناطق الإدارة الذاتية′

وكذلك يتطلب من التحالف الدولي وفي مقدمتها الولايات المتحدة أن تبدي موقفًا واضحًا وصريحًا حول مستقبل مناطق الإدارة الذاتية سياسيًّا دون أن يكتنفه الغموض، وهذا ما تستغله بعض الأطراف الأخرى وكأن هناك خطط سرية للغاية هدفها تقسيم سوريا وأنه إذا لم يعمل التحالف الدولي ضد الإرهاب على جعل الجهود الدولية وبشراكة مع قسد التي بذلت التضحيات في مواجهة الإرهاب العالمي وحققت نتائج عظيمة وتاريخية، إلى مكاسب سياسية مستدامة وتوفر الاستقرار والأمان للمنطقة فإن تلك الجهود ستذهب هباء، وسيعود الإرهاب مهددًا السلم العالمي والإقليمي.

المصدر: ANHA

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.