جامعات تسعى للعالمية رغم المعوقات
نورث بالس
أولت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ بداية إعلانها على شكل إدارات ذاتية لبعض المدن، الجانب التعليمي والتربوي اهتماماً كبيراً، وأعدت مناهج دراسية شاملة نافست فيها دول الجوار، ونظمت وفق أحدث الطرق التدريسية العالمية.
في بادئ الأمر اقتصرت المناهج على المرحلة الابتدائية لتتوسع وتشمل المرحلتين الإعدادية والثانوية، وفي كل عام كانت هيئة التربية والتعليم ومن خلفها الإدارة الذاتية تعمل على الرقي بنظام المناهج وكيفية إعدادها، إضافة لإعداد آلاف المدرسين.
وما يميز المناهج المعدة من قبل الإدارة الذاتية، أن كل مكون يدرس بلغته الأم، كما أنه يتعلم لغة وثقافة الآخر، ولكن بمنهاج مشترك، أي أنه المناهج باللغة الكردية الكردية نفسها العربية والسريانية ولكن تختلف فقط باللغة الكتابية والمعطائة.
ولبناء جيل متكامل من الناحية التعليمية والتربوية ألحق هيئة التربية والتعليم المراحل الدراسية بجامعات تشمل كليات ومعاهد مختلفة في مدن شمال وشرق سوريا، فافتتحت جامعة روج آفا وكوباني لتلحقها بجامعة الشرق في مدينة الرقة.
وتسعى الجامعات إلى التميّز عن بقية جامعات الشرق الأوسط من حيث المناهج التي تحاول تحقيق المعايير العلمية- الدولية في، ونظام التقييم وأسلوب التدريس؛ فضلاً عن الانفتاح على كافة الثقافات الأخرى، بالإضافة لبناء العلاقات مع الجامعات الدولية والشخصيات الأكاديمية من مختلف أنحاء العالم.
تأسست جامعة روج آفا عام 2016 في مدينة القامشلي شمال وشرق سوريا، بإمكانيات متواضعة جداً على المستويين، الأكاديمي والإداري، ولكنها استطاعت من خلال تلك الإمكانيات بناء قاعدة وأرضية لمؤسسة تعليمية- علمية تعمل الآن، بعد رفدها ببعض الإمكانيات، وتعمل على التواصل مع مؤسسات وشخصيات أكاديمية علمية- دولية.
وتمكنت جامعة روج آفا من توسيع الإطار الأكاديمي من خلال تشكيل لجان لمتابعة المواد التدريسية، وتقييم الطلاب والمدرسين، ومتابعة أمور البحث والمراجع والكتب؛ فضلاً عن طرح مشاريع علمية وتعليمية وأخرى خدمية.
وتضم أكثر من 8 كليات وأبرزها : (كلية الطب، وكلية هندسة البترول والبتروكيميا، والهندسة المعمارية، وكلية العلوم التربوية، وكلية الزراعة، وكلية اللغات والعلوم الاجتماعية)، وعشرات المعاهد والمعهد العالب للإعلام.
وافتتحت جامعة كوباني في 30 من أيلول/ سبتمبر 2017، حيث تم افتتاح كليتين فقط، هما كلية العلوم الأساسية بأقسام (الفيزياء والكيمياء والرياضيات) وكلية الآداب (قسم اللغة والأدب الكردي).
وخلال العام الدراسي (2020 ـ 2021)، ضمت جامعة كوباني، كلية الآداب والتي تضم فرع الأدب الكردي، وكلية العلوم التي تضم أقسام الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والعلوم، إضافة لقسم المخبر الطبي.
فيما افتتحت جامعة الشرق بمدينة الرقة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2021، وتضم حاليات أكثر من 20 كلية ومعهد.
ويختلف النظام التعليمي ضمن جامعات شمال وشرق سوريا عن باقي الجامعات في سوريا والشرق الأوسط، فنظام الإدارة في الجامعة وكلياتها نظام الرئاسة المشتركة، بالإضافة لاتباع نظام التقييم كبديل عن نظام الامتحانات الكلاسيكي كما هو متبع في جامعات سوريا ومعظم جامعات الشرق الأوسط، ولغة الدراسة ضمن الجامعة هي الكردية والعربية، يتمكن الطالب من فهم العلم بشكل أفضل، على عكس نظام الامتحانات والذي يعتمد على الحفظ.
وطرأ تعديلات عديدة على نظام التقييم المعتمد في جامعات شمال وشرق سوريا، وذلك من خلال اختبار عدّة مقاييس علمية وعالمية، وتم انتقاء الأنسب، وهو يضاف إلى بعض الخصائص التي تميز الجامعة عن سواها.
وفي هذه الجامعات تعتبر الدوام الفعلي (حضور الطلاب) جزءٌ أساسي من العملية التعليمية، وعدم تحقيق النسبة المطلوبة من الدوام يجعل الطالب راسباً.
وتسعى جامعة روج آفا لبناء العلاقات مع الجامعات الدولية والشخصيات الأكاديمية من مختلف أنحاء العالم، وبحسب الهيئة الإدارية فقد تم التوصل إلى عقد اتفاق “للتنسيق والتبادل” مع جامعة كاليفورنيا أواخر صيف عام 2019، وهي بصدد إبرام اتفاقات مماثل مع جامعة بارما الإيطالية، والمشروع في طور توقيع البروتوكول.
كما تم التواصل مع الجامعات الأمريكية عبر اجتماعات افتراضية عبر برنامج “زووم”، والتواصل مع مجموعة من الأكاديميين الكرد وأصدقاء الكرد تحت اسم “أكاديميو السلام” الذين قدموا برنامجاً متكاملاً للتنسيق والتعاون في مجالات شتى، كالبحث العلمي وتأمين الكتب وورشات العمل.
وشاركت جامعة روج آفا في ورشات عمل دولية، من قبيل ورشة عمل تحت عنوان “الخطر المحدق بالعلوم الاجتماعية”، والذي أسهم فيها أكاديميون من الولايات المتحدة وفرنسا والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها، ومؤتمر “حماية التراث العالمي”، الذي انعقد في الجامعة المستنصرية في بغداد، حيث شاركت فيه الجامعة ببحث عن شجرة الزيتون كميراث ثقافي لمنطقة عفرين المنكوبة.
وأجرت جامعة روج آفا، قبل يومين عدّة لقاءات مع الجهات المختصة في إقليم كردستان، ومع بعض الأكاديميين والسياسيين من أصحاب القرار، لرفع الواقع التعليمي والأكاديمي والعلمي، وتبادل الخبرات، وإنشاء ورشات عمل مشتركة. وقد أبدى الجميع دعمهم في هذا المجال.
وتسعى الجامعات وعبر التنسيق مع مؤسسات الإدارة الذاتية لتأمين فرص العمل للطلبة المتخرجين من الجامعة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.