هل تصريحات “الشبل” ستدفع المعارضة للانسحاب من “الدستورية”؟
نورث بالس
اعتبرت المستشارة الخاصة للرئيس السوري، لونا الشبل، في مقابلة مع برنامج بلا قيود، الذي تبثه قناة “بي بي سي”، ونشرت أجزاء منه اليوم، أن وفد دمشق لمفاوضات اللجنة الدستورية “وطني”، بينما وفد المعارضة “غير وطني”.
وأضافت الشبل، أنه للوصول إلى طروحات بناءة يجب أن يكون المتحاورون سوريين وليس فقط بالهوية، فالوفد الوطني خرج من دمشق، متسائلة عن الوفود الأخرى من أين جاءت ومن وضع الأسماء.
ويرى الدبلوماسي السابق، وعضو اللجنة الدستورية، بشار الحاج علي، أنه ليست الشبل هي من تقرر من هو الوطني ومن هو غير الوطني، مشيراً إلى قيام الرئيس السوري “بالاستعانة بمليشيات طائفية من لبنان وايران والعراق وأفغانستان في مواجهة حقوق الشعب السوري وحريته”، مضيفاً “أن كلامها لا يعدو سوى كلاماً فارغاً تعيده شخصيات في المنظومة للاستهلاك المحلي”، حسب قوله.
هناك اعتقاد ساد اليوم بعد تصريحات لونا الشبل، أنه مثل هذه التصريحات من الممكن أن تدفع وفد المعارضة للانسحاب من اللجنة الدستورية، كاحتجاج على وصف هذه الطرف أو ذاك بالوطنية أو اللا وطنية.
ويرى الحاج علي، أن قضية الانسحاب من اللجنة الدستورية تقرره هيئة التفاوض بما تمثله من مرجعية للجنة الدستورية، ولا تؤخذ المواقف كردات فعل على تصريحات الهدف منها زيادة الضغط على وفد قوى الثورة والمعارضة لدفعه للانسحاب بعد فشل الجولة السابعة، وهذا ما تريده دمشق لتقدم نفسها الملتزمة والمنتصرة، مشيرا إلى أن وفد دمشق في المفاوضات شارك بعد موافقة رسمية على المفاوضات.
ويقول المستشار وعضو اللجنة الدستورية حسن الحريري، إنه لا بد من العودة إلى القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في 2015، والذي وضع أسس الحل السوري من خلال مفاصل محددة، هيئة حكم انتقالي، دستور، انتخابات، ومكافحة إرهاب والجيش والأمن، وعُقدت في جنيف 2015 جلسات مفاوضات لبحث تشكيل هيئة حكم انتقالي لكن توقفت بسبب مواقف النظام.
وفي نهاية 2019، عمد لمبعوث السابق، ستيفان ديمستورا، إلى إيجاد فكرة اللجنة الدستورية، والتي نجح من خلالها بتفكيك القرار 2254 إلى 4 سلال، تركت كلها وتم العمل من قبل المبعوث الجديد غير بيدرسن على اللجنة الدستورية فقط، حسب الحريري.
وأوضح الحريري، أن عملية المفاوضات بين الحكومة والمعارضة، تمت بناء على تفاهمات مزدوجة، الأولى بين الولايات المتحدة وروسيا، والثانية بين روسيا والدول الإقليمية أو مجموعة سوتشي، حيث عهدت هذه الدول لروسيا بجلب الحكومة السورية للمفاوضات، وفعلاً في كل الجولات تقوم روسيا بالضغط على دمشق الرافضة أصلا للمفاوضات لإرسال وفدها لحضور الجولة الجديدة.
أما بالنسبة لدمشق، فإن حضورهم يفيد الجانب الروسي بشكل كبير، حيث تظهر دمشق دائماً أن روسيا حريصة على إتمام المفاوضات ونجاحها، بحسب الحريري.
سبع جولات عُقدت بين وفدي الحكومة والمعارضة من أجل التوصل لوضع مبادئ لبناء دستور سوري جديد، لكنها جميعها باءت بالفشل، دون أن تقوم المعارضة بالتوقف عن المشاركة، في ظل تلاعب واضح من دمشق بكل مجريات المفاوضات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.