NORTH PULSE NETWORK NPN

درعا بدون مياه ولا حلول حكومية

نورث بالس

أثار جفاف عدة ينابيع في ريف درعا الغربي مخاوف السكان من أزمة في الحصول على مياه الشرب، وخاصة مع قدوم فصل الصيف، كون الينابيع المصدر الرئيسي للمياه.

وفي مطلع حزيران الماضي، جفت ينابيع “عيون العبد” في قرية “العجمي”، التي تغذي القرية بمياه الشرب، كما تغذي كلًا من بلدات زيزون، وعموريا، والجعارة، وسبقه جفاف ينابيع “زيزون” و”المزيريب”، وينابيع “البجة” شمالي مدينة نوى، التي توصل مياه الشرب لنحو 20 ألف نسمة.

كما تراجع منسوب عيون “الساخنة” لمستويات تنذر بقرب جفافها، وهي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب، وتخدم بلدات الفوار وتل شهاب وسابقًا نهج وطبريات، أي ما يقارب 15 ألف نسمة من السكان.

وتعتبر مياه الينابيع المصدر الرئيس الآمن لمياه الشرب في محافظة درعا، فبدائلها من مياه الصهاريج أو الآبار مكلفة وغير آمنة، لأن المياه الصادرة عنها تخضع لتعقيم آلي بمادة الكلور.

وحرم جفاف ينابيع “البجة”، شمال مدينة نوى، القسم الشمالي من مدينة نوى مياه الشرب، والخلل الأكبر يكمن في شبكة المياه المربوطة بهذه الينابيع، بالإضافة إلى أن المدينة تعاني أساسًا من نقص حاد بمياه الشرب منذ عام 2011، الأمر الذي أجبر السكان على الاعتماد على مياه الصهاريج للشرب.

وأدى حفر الآبار العشوائي إلى تدمير عروق المياه العذبة التي تتجه للينابيع، في ريف درعا الغربي، ومع كثرة حفر الآبار بدأت غزارة مياه الينابيع بالتراجع حتى أدت إلى الجفاف الكامل في معظم الآبار.

حكومة دمشق كانت تمنع سابقًا حفر الآبار دون ترخيص مسبق، خاصة في حرَم الينابيع والبحيرات التي تغذي المناطق بمياه الشرب، لكن بعد عام 2011، بدأ السكان بحفر الآبار بشكل عشوائي، الأمر الذي يقطع عرق المياه الجاري أو يدفعه لأعماق الأرض أكثر، ما أدى إلى خلل في عروق تغذية الينابيع حتى جفت بشكل شبه كامل.

وفي تموز 2020، أرجع مدير الموارد المائية بدرعا، منير العودة، في حديث إلى وكالة “سانا” الحكومية جفاف بحيرة “المزيريب” إلى وجود أكثر من 100 بئر في الحرَم المائي للبحيرة، وقدّر العودة عدد الآبار المخالفة في محافظة درعا بحوالي أربعة آلاف بئر، أسهمت في جفاف 13 نبعًا في المحافظة.

تخضع محطات مياه الشرب لنظام تعقيم آلي بمادة الكلور، ما يؤمّن مياهًا صحية لسكان البلدات، وهذا ما سيفتقده أهالي ريف درعا الغربي، لأن مياه الصهاريج ومياه الآبار لا تخضع للتعقيم.

وفي آب 2021، حذرت منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي، بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.