NORTH PULSE NETWORK NPN

قطعت 5 آلاف كيلومتر للعيش في “أرض الخلافة”

القامشلي – نورث بالس

اعتقدت أنها ذاهبة في جولة سياحية مع أسرة شقيقتها إلى تركيا في بادئ الأمر، حسب زعمها، لتتغير وجهتهم فيما بعد من المالديف إلى سوريا، وتبدأ حياة جديدة تحت راية تنظيم “داعش” الإرهابي.

هكذا سردت جميلة محمود ذات 27 عاما من جزر المالديف، قصة دخولها إلى أراضي تنظيم “داعش” الإرهابي عبر تركيا لـ “نورث بالس”.

حيث تقبع جميلة مع أطفالها الثلاث في مخيم روج لعوائل داعش قرب الحدود السورية العراقية على بعد 70 كم شرقي القامشلي مع مئات النساء من جنسيات متعددة من أنحاء العالم، وسط حراسة مشددة مفروضة من قبل قوى الأمن الداخلي.

وبدأت رحلة 5 آلاف كيلومتر للمواطنة المالديفية منتصف مايو 2015 عندما قرر زوج شقيقتها القيام بجولة سياحية في دولتي قطر وتركيا لقضاء العطلة هناك.

تقول محمود أنهم توجهوا بداية إلى تايلند ثم إلى ماليزيا ومنها إلى قطر لتستقر بهم الطائرة في مطار اسطنبول بتركيا.

وأضافت: “أقمنا عدة أيام في قطر ثم توجهنا إلى تركيا حيث أقمنا هناك في فندق قرابة أسبوع، وأقلنا عربة كبيرة إلى الحدود السورية بعد أن نسق زوج شقيقتي مع أحد المتعاملين مع داعش في تركيا”.

وأشارت إلى أنهم عبروا الأراضي السورية من خلال معبر تل أبيض عام 2015، ومكثوا هناك حوالي الأسبوع ليتم نقلهم إلى بيت الضيافة في مدينة الرقة عاصمة الخلافة المزعومة.

وزعمت محمود أنها لم تكن على علم بقدومها إلى سوريا والانخراط في صفوف داعش أثناء خروجها من المالديف، وأن زوج شقيقتها عرض عليهم الانضمام إلى داعش في تركيا، وأنها رفضت العرض من أجل العودة إلى بلدها ورعاية أطفالها ووالدتها.

وتابعت: “قلت له إن كانت أختي تريد الذهاب فلتذهب ولكنني لا أستطيع لأنه معي طفلين وليس لدي زوج يرافقني، لكنه ظل يحاول إقناعنا وقال أننا سنذهب إلى سوريا زيارة فقط وإن لم تعجبنا الأوضاع هناك سنعود”.

حين وصولهم سوريا، استقبلهم رجال مسلحون ملثمون عند المعبر، وطلبوا منهم افتراق الرجال عن النساء، واقتيدوا فيما بعد إلى ما يطلق عليه عناصر التنظيم الإرهابي “بيت الضيافة” في الرقة الذي يستقبل فيه عناصر الأجانب مع عوائلهم.

وتعرفت محمود على امرأة مالديفية أثناء فترة بقائها في الرقة وسكنت معها مدة أسبوعين حتى عودة زوج شقيقتها من الدورة الشرعية، وكانت هي أيضاً انضم زوجها إلى التنظيم الإرهابي.

وأشارت إلى أن زوج شقيقتها عمل في الشؤون الإدارية بالتنظيم الإرهابي ولم يخض أعمال قتالية لأن زراعه كان مبتوراً قبل الانضمام إلى داعش على حد قولها.

وقتل زوج شقيقتها في غارة جوية 2017 في قرية قورية أثناء توجهه إلى بلدة الميادين لشراء المواد اللوجستية.

بيّنت جميلة أنها تزوجت أواخر عام 2017 من رجل من مالديفي قتل هو الآخر بلغم زرع في إحدى المنازل بعد حوالي 9 أشهر في بلدة الباغوز آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي

الهروب

أوضحت جميلة أن مجيئها إلى أراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي كانت خارج إرادتها ولم تشارك في أي أعمال عنف أثناء فترة بقائها، وبقيت في المنزل ترعى أطفالها الثلاث. مبينة أنها حاولت مع شقيقتها بعد اقناع زوجها العودة إلى البلاد.

وأضافت: “اتفقنا مع أحد السماسرة لإخراجنا من سوريا وإيصالنا إلى تركيا مقابل 6 آلاف دولار لكل شخص، وعندما حاولنا الخروج من الرقة ألقي القبض علينا وسجننا وهددنا بالقتل في حال محاولتنا الهروب، قال أحد أمراء داعش إن أردتم الذهاب إلى تركيا اتركوا لنا أطفالكم”.

“لن نتعرض للمشكلات القانونية في حال العودة إلى البلاد”

تقول محمود: “أوضاعنا في مخيم الهول كانت صعبة جداً، وهنا في مخيم روج أفضل بقليل، الأمور جيدة ولكن نعاني من مشكلة في الحصول على التحويلات المالية، نتواصل مع أهلنا عبر هاتف موجود في مركز الحوالات في مخيم الهول”.

أخبرتها عائلتها أنها لن تتعرض لعقوبة السجن في حال العودة إلى المالديف، وأن الحكومة ستقوم ببعض الإجراءات الروتينية والتحقيق معهم فقط.

وتتطلع جميلة محمود مع أطفالها الثلاث وشقيقتها قيام حكومة بلادها باستعادتهم من قوات سوريا الديمقراطية والعودة من جديد إلى مالديف، قالت: “حياتنا في المالديف كانت جيدة، لدينا منزل جميل وعمل ومال ومدارس للأطفال”.

وأشار مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في تقرير له صدر منتصف أبريل الماضي إلى أن حوالي 500 شخص قد سافروا من المالديف إلى سوريا والعراق وشاركوا في القتال ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي منذ 2013.

ذكر المرصد أن تنظيم “داعش” بات يصعد اهتمامه بجزر المالديف عبر عمليات الذئاب المنفردة التي ينفذها عناصر تبايع التنظيم هناك، في محاولة جديدة من التنظيم للبحث عن موطئ قدم يتحرك من خلاله في تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية.

إعداد: سيدو إيبو – خمكين قره مان

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.