NORTH PULSE NETWORK NPN

محاولات الأسد ضخ دماء جديدة في البعث تصطدم بعقلية رافضة للتغيير

نورث بالس

نشرت صحيفة العرب مقالاً تحت عنوان ” محاولات الأسد ضخ دماء جديدة في البعث تصطدم بعقلية رافضة للتغيير” مشيرة أن الرئيس السوري بشار الأسد يروج لمشروع إصلاحي يمس بنية النظام، بما في ذلك حزب البعث الاشتراكي الحاكم، لكن متابعين وقوى معارضة يشككون في قدرته على تحقيق الهدف المنشود، معتبرين أن الانتخابات الجارية على مستوى الشعب الحزبية لا تشير إلى أي تحول، مع تكرار نفس الأسماء المرشحة واستمرار التدخلات السياسية والأمنية.

وتشهد بعض المحافظات، وهي حمص والرقة وحلب واللاذقية وإدلب، انتخابات لحزب البعث على مستوى الشعب، على أن تليها بقية المحافظات.

وذكرت مصادر سورية أن أغلب المرشحين هم أعضاء سابقون في مجالس الشعب أو أعضاء شعب حزبية أو مسؤولون من الصف الثاني، الأمر الذي أدى إلى عزوف عن المشاركة في الاستحقاق، لغياب أي مؤشر على إمكانية حدوث تغييرات في الحزب الحاكم.

ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن المصادر قولها إنه في بعض الشعب بمحافظة حمص وسط البلاد كان هناك عشرة مرشحين يتنافسون على ستة مقاعد، وحضر نحو 40 للمشاركة، وانسحب معظم المرشحين وفاز الستة الباقون بالتزكية.حسب صحيفة العرب.

وفي محافظة اللاذقية الساحلية تم قبول طلبات عشرين مرشحا، وكان أكثر من نصفهم أعضاء سابقين، وجرى اتفاق مسبق على الفائزين، ما أثار انتقادات وصفت ما حصل بـ”المسرحية”.

وتجري الانتخابات الحالية تحت شعار “لنصوت لبعث أفضل”، وتستهدف في البداية انتخاب أمين الشعبة والأعضاء ومن ثم الفروع (أمين فرع وأعضاء) التي تُنتخب من قبل أعضاء الشُّعب.

وقالت المصادر إن نفس الأسماء تتكرر منذ سنوات في أغلب قوائم الترشح لانتخاب الشُعب الحزبية، وينجح مَن يكون متفقا عليه مسبقا، خصوصا منصب أمين الشعبة، المُختار بناءً على توجيهات سياسية وأمنية.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أنَّ المستفيد الأكبر مما يسمى انتخابات بعثية هو رئيس وأعضاء اللجنة العليا للإشراف على الانتخابات، إذ لديهم جولة في المحافظات والمدن السورية مدفوعة التكاليف بحجة مراقبة سير العملية الانتخابية بحسب ما أفادت بها صحيفة العرب.

وأشارت الصحيفة أن مراقبون يروون أنه حتى وإن كانت لدى الأسد رغبة حقيقية في إحداث تغييرات تمس الإدارة والسياسة والمؤسستين الأمنية والعسكرية فإن الإشكال يكمن في بنية النظام الحالي والعقلية السائدة لدى القيادات والمسؤولين الرافضة للتغيير.

وكان الأسد شدد في خطاب ألقاه في السادس عشر من ديسمبر الماضي أمام اللجنة المركزية لحزب البعث، على أن التغيير السياسي والإداري آت في البلاد. وركز الأسد في خطابه على دور “حزب البعث الحاكم” في مجاراة التطور والتغير داخل وخارج البلد.

وتمت خلال اللقاء الذي حضره أبرز القياديين الحزبيين والسياسيين في النظام مناقشة جدول الأعمال المقترح للتحضير لإجراء الانتخابات واختيار ممثلي الحزب للاجتماعات الواسعة للجنة المركزية.

وأعلن الأسد في خطابه عن إنشاء لجنة مستقلة للانتخابات داخل الحزب، كما طرح خطة مكونة من ثلاث مراحل لاختيار الأشخاص الممثلين في اللجنة المركزية، وتشمل تقديم مرشحين من الأعضاء العاملين في الحزب لحضور الاجتماعات الواسعة للجنة المركزية.

وتتمثل المرحلة الثانية في اختيار شخص أو أكثر حسب نصاب كل شعبة حزبية للمشاركة في الاجتماعات الواسعة للجنة المركزية، ثم انتخاب أعضاء جدد للجنة المركزية.

وقال عضو قيادة فرع سابق بحزب البعث إنَّ “انتخابات البعث ستنتج ذاتها، سواء تغيرت القيادات الحالية أم بقيت”، معللا ذلك ببقاء نهج البعث دون تغيير أو تعديل منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم.

وأضاف العضو المقيم في حلب في تصريح لموقع “تلفزيون سوريا” أنَّ “الأسد بدَّل الاستئناس الحزبي بالانتخاب، ولكن ما يجري هو استئناس تحت غطاء الانتخابات الشكلية”، مشيرا إلى أنَّ كل قوائم المرشحين تخضع للدراسات الأمنية والسياسية التي تقيس درجة الولاء للمرشح الحزبي، فضلا عن وجود مناصب حزبية مثل أمين فرع وعضو قيادة أو لجنة مركزية تحتاج إلى الرشاوى والولاء حتى يظفر بها المرشح.

ولفت العضو البعثي السابق إلى أنَّ “تعيين مختار لأية قرية يحتاج إلى موافقة الحزب والأمن، اللذين شرَّعا الفساد والرشوة في مفاصل الحياة الحزبية والوظيفية، فكيف بأعضاء قيادة الحزب على مختلف المستويات؟”.

وأجرى الرئيس السوري في العام 2018 تعديلا لافتا على الحزب الحاكم في سوريا فتغير من كونه حزبا عابرا للحدود والأقطار إلى حزب محلي تنفي تسمياته ومسمياته امتداده خارج القطر السوري.

وشمل التعديل تغيير تسمية القيادة القطرية إلى القيادة المركزية، كما تم إلغاء منصب الأمين القطري المساعد، ليبقى فقط منصب الأمين العام والأمين العام المساعد.

وكان الأمين القطري المساعد بمثابة نائب أمين عام للحزب عن سوريا، فيما الأمين العام كان قائدا عاما للحزب في أي مكان يتواجد فيه، وفي أي قطر عربي.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.