NORTH PULSE NETWORK NPN

صراع الهوية والنسيان….العشائر السورية في الجزيرة وسياسات التهميش من قبل السلطة المركزية

نورث بالس

تشكل العشائر جزءًا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي في منطقة الجزيرة والفرات السورية، ولعل أبرزها عشيرة العكيدات، التي تتألف من تحالف يضم عشائر مثل البوخابور والبوسرايا والبورحمة وغيرها، وتنتشر بشكل ملحوظ في دير الزور.

 

تتميز هذه العشيرة بثقلها السياسي وتمثيلها المستمر في مجلس الشعب السوري. كذلك، هناك عشائر أخرى مثل البوشعبان والعفادلة والبوليل والخرشان والجيس، تأثرت جميعها بالسياسات السورية عبر الزمن.

 

تاريخيًا، احتفظت عشيرة العكيدات بالمشيخة ضمن بيت الهفل، إلا أن السلطات السياسية أحيانًا ما تشجع على تغيير قياداتها لإذكاء الانقسامات بين بيوت المشيخة. وتزداد حدة هذا التنافس بين شخصيات العشيرة الواحدة مع اقتراب الانتخابات.

 

ورغم أن الجفاف وسياسات رفع الدعم التي انتهجها حكومة بشار الأسد منذ 2000 تسببت بتهجير العديد من أبناء المحافظات الشرقية وازدياد الفقر، كانت المشيخات تعتبر جزءًا مهمًا من تحالف الحكومة التي سعت لاستقطابها منذ استلام الأسد السلطة.

 

ولكن فشل الأسد في السيطرة على الشباب خارج الهيكل العشائري وتنامي الاحتجاجات انعكس في موقف بعض شيوخ العشائر الذين انقلبوا عليه مع ارتفاع وتيرة العنف.

 

وبداية من “جمعة العشائر” في يونيو 2011، اكتسبت الاحتجاجات دعماً جماهيرياً من بعض الزعامات العشائرية، مثل شيخ البورحمة الذي دعم الحراك الثوري وآوى المنشقين، وكذلك نواف الفارس، إذ انشق عن النظام إلى العراق. وفي الرقة والحسكة، حاول النظام استخدام العشائر والمكونات الاجتماعية الأخرى ضد بعضهم، كما حدث خلال “انتفاضة الكرد” في 2004، وهو ما يعكس التفنن في استخدام التوترات القبلية والإثنية لتحقيق أجندات سياسية.”

 

وكجزء من استراتيجيته، لجأت حكومة دمشق إلى تأسيس ما يُعرف بـ”جيش العشائر” في دير الزور، كمحاولة لتأليب الرأي العام ضد الإدارة الذاتية في الشمال السوري.

 

ويشار أن هذه الخطوة تعتبر إظهارًا للطريقة التي استغل بها النظام التركيبة القبلية لتعزيز موقفه السياسي في الصراع الدائر وتأمين نفوذه في المناطق المختلفة.”

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.