NORTH PULSE NETWORK NPN

ألغام الصمت: أكثر من 3 ألف شخص ضحية مخلفات الحرب في الأزمة السورية

نورث بالس

في أتون الأزمة السورية، التي امتدت لسنوات تجاوزت العقد، تكمن الآثار الجانبية لصراع دام رسم خريطة مأساوية للمعاناة الإنسانية. لم يكن الخطر في الموت المباشر جراء المعارك أو انتهاكات الحقوق فحسب، بل تجلى أيضًا فيما خلّفته يد الحرب من فخاخ مميتة كامنة في الأرض، تحصد الأرواح بصمت.

 

تُعرف مخلفات الحرب بأنها الذخائر غير المنفجرة والألغام التي تبقى خفية تحت الأنقاض أو داخل الأراضي التي شهدت عمليات قتال. وهي تشكل خطرًا دائمًا، كثيرًا ما يستمر لعقود بعد التوصل إلى اتفاقيات السلام أو هدن، إذ تؤدي لإصابات أو موت المدنيين، خصوصًا الأطفال الذين يقعون ضحية لفضولهم.

 

وثقت المصادر الحقوقية مقتل أكثر من 3 آلاف شخص سوري منذ بداية الأزمة حتى الآن بسبب هذه المخلفات القاتلة. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من الضحايا هم من الأطفال.

 

تُروى قصص النجاة بالكاد، حيث يروي ناجون كيف تحوّلت لحظات اللعب أو البحث عن لقمة العيش إلى كوابيس جسدية ونفسية بسبب انفجار ألغام كانت مختبئة.

 

الجهود الدولية والمحلية لنزع الألغام وتوعية السكان مستمرة بالمخاطر، بينما يسلط الضوء على التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لهذه المشكلة، وكيف أثرت في إبطاء مسار إعادة الإعمار والعودة للحياة الطبيعية.

 

تفرض مخلفات الحرب واقعًا مروعًا لا يمكن التغاضي عنه. فهي تذكّر العالم بأسره أن الحرب لا تنتهي بتوقف القتال، بل تترك وراءها خطرا يتمدد في الزمان والمكان، يقتضي حشد كل الجهود لإنهائه

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.