NORTH PULSE NETWORK NPN
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-03-06 15:58:20Z | |

اللاجئون السوريون..مصاعب لاتعد ولاتحصى وتهديدات بترحيلهم

في ظل هذه الظروف المتقلبة التي خلفتها سنوات الأزمة السورية الثلاث عشرة، تتجلى معالم مصاعب لا تعد ولا تحصى تواجهها أرواح طافحة بالأمل، هي اللاجئون السوريون، يحتمون براحة الغربة فيجدون أنفسهم أمام تحديات جديدة تختبر صمودهم داخل حدود الوطن وفي أرض الغربة.

 

ففي تركيا أقدام المآسي حيث العنف يتربص على اللاجئين السوريين، يظلله صدى الحقد العنصري المسموم بالاعتداءات المؤلمة، منها طعنات تستهدف الشبان السوريين مشعلةً تساؤلات جريئة عن طبيعة الأمان الذي كانوا ينشدونه في رحاب تركيا، حالمين بحقبة جديدة تقوم على قيم التآخي والسلام.

 

وكانت إحصائية صادرة عن التقارير الحقوقية قد أظهرت أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا انخفض منذ بداية 2023، بمقدار 247 الفاً و143 شخصاً، كما انخفض عدد المسجلين بمقدار 19 الفاً و127 شخصاً في تشرين الأول/أكتوبر، مقارنة بأيلول/سبتمبر.

 

ووفق الإحصائية، فإن عدد اللاجئين السوريين المسجلين الآن في تركيا بلغ 3 ملايين و288 و755 شخصاً، وهو الأدنى منذ 7 سنوات.

 

وما إن نولي أبصارنا شطر لبنان، حتى تزداد الصورة قتامة، إذ يرزح اللاجئون تحت وطأة ضغوطات متصاعدة تفرضها حكومة منهكة، قد تلوح بشبح الترحيل القسري كفزاعة لاستقطاب قبول بالعودة قسراً. وفي لحظات تنكشف فيها جرائم تلكأت أصداءها على ساحاتها العدائية وُلِد تقليبٌ جديد لملف النزوح الأليم بعد مقتل مسؤول محلي، مما يؤجج لهيب الفتن السورية من جديد.

 

أكثر من 70 مداهمة استهدفت اللاجئين السوريين في المخيمات والمناطق السكنية في جميع أنحاء البلاد في ربيع العام 2023. وما لا يقل عن 1455 سوريّاً تم اعتقالهم، وتم ترحيل 712 منهم بحسب مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان.

 

أما في بيوت القماش، حيث القصدير والكنف يلتحف الأبدان، على رصيف وادي البقاع الجليدية، يعيش السوريون في قمة البؤس تضايقهم سحابات شتاء قارسة، يتشح طينها بالظلام وتغيب عنهم سبل الراحة البسيطة.

 

تركيا، التي يقصدها اللاجئون على أنها مقصداً للأمان والاستقرار، تلوح الآن بسيف مشروعات الترحيل التي لا تميز بين البريء والمذنب الأرقام المُعلَنَة عن اللاجئين المرحَّلين تبخس حقوق الملايين تاركة جرحاً غائراً في النفس السورية.

 

وفي مناطق الشمال السوري التي يسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا يروى الزمان ويلات تهجير الأبرياء وتشييد مستوطنات تثير القلق، فيسكنها من أُجبر على فراق دياره.

 

أنتجت أروقة السياسة السورية تقارير ترسم خريطة هجرة السوريين، سياسة ماكرة لتقليص القوى العاملة، رامية بظلالها الثقيلة على موجات اللاجئين المتدفقة نحو حيث تلجأ للغصة الأوروبية

 

إنّ المشهد مليءٌ بإشكالياتِ تقاطعاتٍ خطيرة، تُنادي على المحافل الدولية وأصحابِ الضمائر للانعطاف نحو شاطئ الحلول العادلة التي تَصُفُ وتقدّس حقوقَ الإنسان.

 

تتلاعبُ دولُ اللجوء بأوجاعِ السوريين على أطرافِ أجنداتٍ سياسية، تجعلُ منهم حجر شطرنج يتقاذفُ اللاعبون آلامَهُم في ردهات السلطة والحِوار، لرسمِ مستقبل على أنقاضِ الحقيقة والإنسانية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.