NORTH PULSE NETWORK NPN

الإنتهـ.ـاكات بحـ.ـق الإقـ.ـليات يدفـ.ـع فصـ.ـائل الجنـ.ـوب للتمـ.ـسك بسـ.ـلاحها بشـ.ـكل أكـ.ـبر

 

تسببت الإنتهاكات المتواصلة بحق الطائفة العلوية وما يتعرض له فلول النظام البعثي من عمليات تنكيل وإعدامات ميدانية في بعض الأحيان تحت شعارات دينية وطائفية، مخاوف لدى شريحة واسعة من المجتمعات السورية، وخاصة في الجنوب السوري، ففي الوقت الذي تمكنت فيه مكونات شمال وشرق سوريا من كُرد وعرب وسريان من تنظيم أنفسهم عسكرياً وإقامة شراكة عسكرية مع التحالف الدولي، تحاول فصائل الجنوب الحفاظ على الخصوصية الاجتماعية والثقافية في مناطقها في ظل محاولات من قبل “هيـ.ـئة تحـ.ـرير الشـ.ـام” فرض هيمنة أمنية وعسكرية عليها تحت مسمى “إدارة العمليات العسكرية”.

 

وفي السياق، قال الشيخ ليث البلعوس، (قائد فصيل قوات شيخ الكرامة) الذي يعد من أبرز الفصائل في السويداء في لقاء مع صحيفة “المدن” اللبنانية، أن “أي شخص أو أي فصيل أو أي جيش يدخل المحافظة بقصد استغلال أو تنفيذ أهداف شخصية أو لجلب الضرر والبلاء للمحافظة نحن ضده” وأضاف “نحن وإدارة العمليات في دمشق بنفس المرتبة، فكلنا كان لنا دور في تحرير سوريا، وكلنا يجب أن نساهم في اتخاذ أي قرار يخص بناء دولة يسودها الأمن والأمان” وأشار إلى أن أفضل الطرق هو “التنسيق المستمر والدائم بيننا لتجنب الاختلاف في وجهات النظر وسوء الفهم”.

 

ودعت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز ومعظم الفعاليات السياسية والمدنية إلى إدارة محافظة السويداء من قبل أبنائها وتكفل فصائلها بعمليات إدارة الأمن فيها بالتنسيق مع إدارة دمشق إلى حين وضع دستور للبلاد وتشكيل جيش وطني.

 

ويتعرض العلويون والمسيحيون للكثير من المضايقات والإنتهاكات، ففي الساحل السوري يكاد كل علوي يعتبر من فلول النظام البعثي حتى ولو كان غير موالياً وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، حيث تم تسجيل عشرات عمليات الإعدام الميداني والتنكيل بهم منذ سقوط النظام دون أن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم، والمسيحيون بدورهم ليسوا في أفضل حال، حيث عرضت وكالة “سبوتنيك” الروسية مشاهد متداولة يظهر فيها شخص يتجول في حي باب توما ذات الأغلبية المسيحية في دمشق، ويدعو الناس “للعودة إلى الله” وفي حادثة أخرى وزع أشخاص مسلحون منشورات في حي القصاع بدمشق تفرض على المسيحيين إرتداء الحجاب، كما أضطرت كنيسة “آيا صوفيا” في ريف السلمية إلى إغلاق أبوابها بعد تعرضها لتهديدات. ويتعرض الكُرد في شمال وشرق سوريا لهجمات دموية من قبل القوات التركية ومرتزقتها التي ارتكبت مجزرة أخرى يوم الخميس الفائت باستهداف المدنيين المعتصمين على تشرين بشكل مباشر.

 

وفي محافظة درعا لا يزال الأهالي يعانون من الفوضى الأمنية، حيث تستمر عمليات الإغتيال والإشتباكات بين فصائل محلية وخلايا داعـ.ـش أو نتيجة لتصفية الحسابات وعمليات انتقام لخلافات سابقة، وهذا ما يعزز الاعتقاد بعدم استعداد الفصائل المحلية في درعا للتخلي عن سلاحها خاصة أن العديد منها توحدت في “غرفة عمليات الجنوب” وأبدت استعدادها الإنخراط في وزارة الدفاع السورية الجديدة ككتلة واحدة تخضع لقادة ينحدرون من محافظة درعا، وما يعزز مواقف الفصائل الطابع العشائري للمنطقة وتحولها إلى مصدر للحماية والدفاع عن الكثير من المناطق في ظل عجز إدارة العمليات العسكرية فرض الأمن في الجنوب السوري، حتى أن محاولاتها لنزع السلاح في ريف درعا وفرض سلطتها عليه جوبه بقصف جوي إسرائيلي الأسبوع الماضي.

 

ويحاول القادة المحليون في الجنوب السوري ضبط انتشار السلاح وبناء الثقة بين الفصائل ودمجها في تشكيلات منظمة لتأمين الدفاع الذاتي عن المجتمعات التي تحتضنها مع إبدائها الاستعداد للانضمام إلى “جيش سوريا الجديد” بعد وضع دستور يحفظ حقوق جميع أطياف المجتمع ويقوم على مبدأ التشاركية والمساواة وفقاً لتأكيدات البلعوس الذي شدد على أن هذا الأمر “يعطي طمأنينة للناس، ويصب في مصلحة الجميع وخصوصاً في هذه الفترة الحساسة، التي تحمل التخوف وعدم الفهم الواضح لمآلات الأمور”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.